للمراهقين.. اصبر عالحب دلوقتي لسة شوية
ربما تحلم بالحب في مرحلة المراهقة، لكنك لا تجد لك حبيبا فتتعب نفسك بالبحث عنه طويلا، وأنت في الحقيقة تمر بأحد تقلبات المرحلة وهي ما تسمى «الفراغ العاطفي».
في هذا الموضوع من «شبابيك»، ستتعرف أكثر على حقيقة مشاعرك، وهل يأتيك الحب في هذه المرحلة، أم أن شيئا آخر يعتريك، وربما يضرك. حب المراهقة ضار
يقول خبير الصحة النفسية واستشاري العلاقات الأسرية الدكتور محمد هاني، إن المراهقين في هذه الفترة لا يشعرون بأنهم يفعلون ما يضر عواطفهم، معتقدين خطأ أن البحث عن الحب يعني إثبات مدى قدرتهم الفائقة على الدخول في علاقات عاطفية بل وإنهائها حسب رغباتهم.
وعن السبب وراء تمني الحب في هذه الفترة، أرجع «هاني» الأمر إلى رغبة المراهق في الانجذاب من قبل الطرف الآخر، إضافة إلى ملء فراغ السؤال الدائم على شخص بعينه ليس هو صديق ولا قريب.
ويرى أن المراهقين الذين لا يهتمون بالحب خلال هذه الفترة ولا ينشغلون بالبحث عنه قد يقعون أيضًا فريسة للفراغ العاطفي، مُرجعًا السبب في ذلك إلى فترة الانفتاح التي يمر بها المجتمع.
للمراهقات.. هو ده الحب الحقيقي
أزمة الفراغ العاطفيينصح الدكتور محمد هاني، المراهقين بضرورة معرفة طبيعة الفترة التي يمرون بها حتى لا يقعوا فريسة للفراغ العاطفي، وذلك عن طريق الآتي:
أولًا: قبل أن تبحث عن الحب قل لنفسك إن حب المراهقة ما هو إلا حرب واهمة نظن أننا لن نخسر فيها، فنتفاجىء في النهاية بوجع قلب لا يداويه أي علاقات جديدة.
ثانيًا: أنت لا تريد الحب بل تريد الإحساس بالقبول من الطرف الآخر.
ثالثًا: عندما تدخل في علاقة، لن يستمر الأمر طويلًا معك وقد ينتهي في غضون أسبوع، وهكذا ستجد نفسك منجذب لآخرين دون أن تعلم السبب الحقيقي وراء ذلك.
رابعًا: توقف عن البحث؛ لأن الأشياء لا تأتي حينما نبحث عنها بل حينما نتوقف عن البحث. طرق الوقاية
وفيما يتعلق بباقي الخطوات الأخرى التي يتم اتباعها للحماية من الفراغ العاطفي، ناشد الدكتور «هاني» المراهقين بالحديث مع أنفسهم حول ما الذي سيُضاف إليه من هذه العلاقة، وهل سيكون لها ثمار أم أنها مجرد تسلية.
يقول «هاني»: «حدث نفسك بأن هذه الفترة ليست للحب وإنما للاستمتاع بالحياة، وتعلم جيدًا كيف تشغل وقت الفراغ لديك».
أما باحث الدراسات النفسية للأطفال والمراهقين الدكتور علاء العمري، قال إن مرحلة المراهقة من أخطر مراحل النمو التي يمر بها الإنسان نظرًا لما يتعرض له من تغيرات جسدية ونفسية، مُشبهًا إياها بالزلازل الذي يأتي ليهز بداخل الانسان كل شىء. تغيرات نفسية
وعن باقي التغيرات المصاحبة لهذه الفترة، أشار «العمري» إلى حدوث تطورات أخرى تشمل النواحي النفسية والعاطفية، والاجتماعية والتي تحتاج أيضًا إلى إشباع مناسب من جانب الأسرة وذلك على جوانب الحاجة إلى الحب والقبول، والأمان، والتربية الجنسية السليمة، وتحقيق الذات.
الباحث في الدرسات النفسية للأطفال، أوضح أيضًا أن الأسرة إذا أدركت جيدًا ما يمر به المراهق من حالة حرمان للعواطف والأحاسيس الجميلة سيصححون طريقة تعاملهم منذ البداية، لافتًا إلى أن عدم فهم هذه الأحاسيس سيُصيب المراهق بما يُسمى عدم الاتزان العاطفي.
للمراهقين.. 6 خطوات هتخليك مستمتع بحياتك
سلوكيات شاذةأما عن الآثار السلبية، فقد حذر «العمري» المراهقين ممن يبحثون عن الحب خلال هذه الفترة من اللجوء لإشباع عواطفهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي حيث قصص الحب الفاشلة التي تقوم على الكذب، إضافة إلى القيام بسلوكيات شاذة لجذب الانتباه أو اللجوء لبعض العلاقات الجنسية المحرمة.
وعن الوسائل الفعالة للحماية من فخ الفراغ العاطفي، نصح «العمري» المراهقين بعدم الانسياق وراء أحلام اليقظة، والتيقن بأن ما يشعرون به خلال هذه الفترة ليس حبًا وإنما مجرد إعجاب ينتهي مع الوقت، وأيضًا ممارسة الرياضة لها دور هام في هذا السبيل، وأخيرًا نصح بالحرص على تنمية المواهب لما لها من دور هام في تفريغ الطاقة السلبية.