منهم القصبجي وسامية جمال.. نجوم زمان في «الفريندزون»
حالة من الحب الأفلاطوني لا يقدر لها أن تلقى استجابة من الطرف الآخر، فيظل صاحبها بجوار المحبوب مكتفيا بكونه مجرد صديق له، ويظل دائما وأبدا في تلك المنطقة الرمادية بين الحب والصداقة، والتي اشتهرت حاليا بالـ«فرينزون».
ربما لم يكن هناك مسمى واضحا لتلك الحالة في زمن الفن الجميل، ولكن ذلك لا يمنع كونها أصابت الكثير من نجومه ونجماته. محمد القصبجي
بينما يقوم بتلحين أرق أغانيها، ينشأ بداخل «القصبجي» شعور قوي بالحب تجاه كوكب الشرق أم كلثوم، ظل يزدادا يوما بعد يوم، إلا أنها لم تبادله الشعور ذاته، ففضّل البقاء برفقة عوده بجوارها كصديق آملا أن تشعر بحبه يوما، لتوصفه كلمات أشهر ألحانه لأم كلثوم «رق الحبيب» أدق وصف: «وفضلت عايش مع روحي.. أحسن يبان شيء في عينيا».
في الجامعة.. احذر من «الفريندزون»
وكنوع من الوفاء إلى صديقها «قصب» مثلما كانت تناديه، ظلت كوكب الشرق محتفظه بمقعده خاليا خلفها فوق خشبة المسرح بعد وفاته. أحمد رامي
ونافس «أحمد رامي» القصبجي بقوة على لقب «عاشق الست»؛ حيث أحبها «شاعر الشباب» حبا أفلاطونيا استمر لمدة 50 عاما بداية من لقائه بها عام 1924 ووثقتها 137 أغنية كتبها لأم كلثوم أشهرها حيرت قلبي معاك، وأنت الحب، وعودت عيني، ويا ظالمني.
وكان «رامي» أكثر جرأة من «القصبجي»، فظل يعبر عن حبه لها بشكل دائم، حتى وإن لم يجد شعورا مماثلا منها تجاهه، وظل يوم الإثنين هو الميعاد الأسبوعي المخصص للقاء «سومة» و«رامي» ببيتها لكي يعلمها اللغة الفرنسية.
المقعد رقم «8» هو مكان المستمع المخلص والعاشق الكبير الذي ظلت الإذاعة المصرية تمنحه تذكرته، ليبقى في مواجهة محبوبته وقت أن يدوي صوتها في أرجاء المسرح.
في 10 مشاهد.. هكذا ترى السينما العلماء المصريين
«إنني أحب أم كلثوم كما أحب الهرم، لم ألمسه، ولم أصعد إليه، لكني أشعر بعظمته وشموخه، وكذلك هي!»، بهذه الكلمات لخص «رامي» حالة هيامه بأم كلثوم، ما جعله يرفض تقاض أي قدر بسيط من المال لكتابته أغاني تغنيها محبوبته، لتقول له: «أنت مجنون لأنك لا تأخذ ثمن أغانيك!»، ويجيب: «نعم، أنا مجنون بحبك، والمجانين لا يتقاضون ثمن جنونهم، هل سمعت أن قيس أخذ من ليلى ثمن أشعاره التي تغنى بها؟». بينما لخصت هي إحساسها تجاهه، يوما قائلة: «أحب رامي الشاعر وليس رامي الرجل».
وفي إحدى زيارات «أم كلثوم» لدار الكتب، التي يعمل بها «رامي» وكيلا، تصادف أن رأته يهبط السلالم بينما تصعد هي، ليتوقف فور رؤيته لها، وتقول له: مانزلتش ليه؟، ليجيب: أنزل إزاي وأنا روحي طالعة؟!
وتتزوج أم كلثوم من الدكتور حسن حفناوي، وبالرغم من يقينها بحب «رامي» الكبير لها، تطلب منه أن يؤلف أغنية تصف بها شعورها تجاه زوجها، مطلعها: «شايف الدنيا حلوة لأنك فيها»، ليرد عليها قائلا: «أنا شايف الدنيا سودة، أشجارها بتلطم، وأرضها بتبكي»، ويرفض مطلبها المؤلم، وتعاقبه بالخصام.
«السرقة» في السينما.. عرض مستمر من أيام إسماعيل ياسين
وبالرغم من زواجه من السيدة عطيات لاحقا، والتي لم تعترض على شعوره تجاه أم كلثوم، لم يتوقف حبه لأم كلثوم يوما لدرجة أنها عندما أهدته خاتما بمناسبة مرور 10 سنوات على زواجه، محفور عليه أول حرفين من اسم سيدة الغناء العربي باللغة الإنجليزية «OK»، وظل الخاتم يزين إصبعه لقرابة 30 عاما لم يخلعه حتى رحيله بعدها بحوالي 6 سنوات.
وعن حبه لأم كلثوم، قال «رامي» في حواره مع الكاتب «محمد تبارك» بعد رحيلها: «منذ عرفتها أحببتها الحب كله، وكنت أنا الذي أطلق عليها الاسم الذي أحبّته وأحب الناس أن ينادوها به اسم الدلع (سومة). كانت أم كلثوم تحب أن تنادى بهذا الاسم من قبل القريبين جدا منها، كما كانت تحب أن تلقب وتنادى باسم الست من الآخرين. أحببت أم كلثوم حتى التقديس ولم أندم لعدم زواجي منها، والآن أعاني الاكتئاب منذ أن غابت عن الدنيا ولم يبق عندي سوى الدموع؛ فقد بكيت كثيرا في طفولتي وشبابي، والآن أبكى أكثر بعد رحيلها».
أصيب «رامي» باكتئاب شديد بعد وفاة محبوبته، وكتب قصيدة في رثائها ألقاها في الذكرى الأولى لوفاتها بأكاديمية الفنون أمام الرئيس الراحل أنور السادات والأديب يوسف السباعي والكاتب رشاد رشدي.
الصحفيون في السينما.. نضال وانتهازية في بلاط صاحبة الجلالة
أمينة رزقحب من النظرة الأولى شعرت به الفنانة أمينة رزق تجاه معلمها الفنان يوسف وهبي، فور انضمامها إلى فرقته للعمل بها، ولكنها أخفت عنه ما تعانيه من آلام الحب لشعورها بعدم مبادلته لها هذا الحب، وظلت تعشقه طوال حياتها، ودفعتها قوة هذا الحب إلى التنكر يوما في زي خادمة، لترسل رسائل «وهبي» الغرامية إلى امرأة جمعته بها قصة حب قوية، أدت إلى زواجهما في نهاية الأمر، بينما لم تتزوج «أمينة» أبدا طوال حياتها لتبقى حبيسة «الفريندزون» إلى الأبد. كامل الشناوي
«لا تكذبي.. إني رأيتكما معا»، كلمات رقيقة لا تخلو من الآلام قالها الشاعر كامل الشناوي إلى محبوبته الفنانة نجاة الصغيرة، عبر التليفون بعد أن شاهد الكاتب يوسف إدريس يقبلها، ليتحطم قلبه الذي عشقها حد الجنون، بالرغم من تجاهلها الدائم لحبه. ومرة أخرى تحطم قلبه بردها: «سأغنيها»، وكأنه لا يتحدث إليها.
من المسئول عن اختفاء الآثار بالسينما المصرية؟
وبالرغم من زواجها من «إدريس» إلا أنه ظل يحبها، ولم يتزوج مثل أمينة رزق كذلك، ليظل بداخل «الفريندزون». سامية جمال
هامت الفنانة الاستعراضية سامية جمال بفريد الأطرش حبا منذ أن التقت به في صالة الراقصة بديعة مصابني، ولكنه أحبها كمصدر وحيه وإلهامه للتلحين والغناء في المقام الأول. وترددت أكثر من حكاية عن عدم زواج الثنائي المحبوب بين الجماهير؛ الأولى أنه رفض الأمر لأنه ينتمي إلى عائلة عريقة بجبل الدروز بسوريا ولا يصح أن يرتبط بابنة فلاح، والثانية هي أنه كان يرى أن الزواج سيهدم الحب.
4 أسباب تخلينا نحب السينما الهندية
وكانت «سامية» أكثر حظا من «أمينة رزق» و«كامل الشناوي»، لأنها حاولت الخروج من منطقة «الفريندزون» بعد أن تأكدت أن حبها لفريد بلا أمل، فتزوجت من متعهد الحفلات الأمريكي «شبرد كينج» بعد أن أشهر إسلامه لكي يتزوجها وغيّر اسمه ليصبح «عبد الله كينج»، وبعد مرور 16 شهرا، حدث الطلاق بينهما، ثم نشأت قصة حب قصيرة بينها وبين عضو البرلمان الثري «أحمد عبد الفتاح»، إلى أن عادت مرة أخرى إلى حبها الكبير «الأطرش»، وإلى سجن «الفريندزون» مجددا، حتى تتمرد عليه وتنشأ قصة حب بينها وبين الموسيقار الشاب بليغ حمدي لم تكتمل بالزواج، لتكون في النهاية قصة حبها ودنجوان السينما رشدي أباظة هي قصة الحب الناجحة التي توجت بزواج دام حوالي 18 عام.