رئيس التحرير أحمد متولي
 الصحفيون في السينما.. نضال وانتهازية في بلاط صاحبة الجلالة

الصحفيون في السينما.. نضال وانتهازية في بلاط صاحبة الجلالة

ينقل الصحفي أخبار أهل الفن، وينشر التقارير حول الأعمال السينمائية وأبطالها، ولكن ماذا إذا انتقل الصحفي نفسه إلى شاشة العرض؟ ماذا إن قام أحد الممثلين بتجسيد شخصية الصحفي أمام الكاميرات؟

السينما المصرية جسدت شخصية الصحفي في كثير من الأفلام، واختلف تناوله بتعدد السيناريوهات والمخرجين. في بعض الأفلام تجد الصحفي الوصولي الانتهازي، الذي يستغل كل من حوله لإعلاء شأنه.

وفي أفلام أخرى، ستجد الصحفي بطلا، يحارب الفساد ويكشفه بكاميرته ويفضحه بقلمه، يطارده الفاسدون طوال الفيلم حتى ينتصر هو في النهاية لمهنته وشرفه.

الآن سنعرض لكم جانبا من الأفلام التي وصفت الصحفي بالوصولي المتسلق:

  • دموع صاحبة الجلالة

محفوظ عجب الصحفي الشاب الذي جسده سمير صبري يبدأ في محاولة التقرّب من رئيس تحرير الجريدة التي يعمل بها، وبالفعل ينجح في ذلك بفضل نفاقه وتملقه.

يمارس «عجب» نفس اللعبة مع زملائه ويستغل تقربه منهم للتجسس عليهم لصالح الدولة، ويدعي حب زميلته، ثم يطيح بها بعد الإبلاغ عن أنشطتها السياسية.

لا يتوقف تملق «عجب» لزملائه في المهنة فقط، بل يمتد ليشمل السياسيين والضباط الأحرار (الفيلم يحكي عن فترة الخمسينيات) ويلمع نجمه بالفعل ليضرب مثلا في الانتهازية والوصولية.

  • القاهرة 30

«الغاية تبرر الوسيلة» ذلك الشعار الذي رفعه محجوب عبدالدايم، أشهر الأدوار التي جسدها الفنان حمدي أحمد في حياته الفنية. محجوب عبدالدايم مثال صارخ للصحفي الانتهازي، القادر على التخلي عن أي مباديء أو شرف، سعيا فقط خلف المال والمنصب.

يأتي الصحفي الشاب فقيرا من الصعيد ويلتقي أحد أبناء قريته الذي يعرض عليه أن يتزوج عشيقة وكيل الوزارة، ويسمح له بزيارتها أسبوعيًا، في مقابل الحصول على وظيفة وشقة، ويوافق «عبدالدايم» على مشاركة زوجته مع وكيل الوزارة بالفعل.

وكلما ارتفع شأن وكيل الوزارة، صاحبه ارتفاع في شأن «عبدالدايم»، وخاصة حين تقلّد الأول منصب الوزير، قبل أن يُفتضح أمر «عبدالدايم» أمام زوجة الوزير ووالده.

  • اللص والكلاب

ماذا قد يدفع الصحفي المناضل إلى تبديل مبادئه؟ ما الذي قد يدفع صديق قديم لبيع صديقه عندما يحتاجه وهو قادر على مساعدته؟ رؤوف علوان الصحفي الذي جسده كمال الشناوي، في شبابه كان مناضلا حتى يدخل صديقه سعيد مهران «شكري سرحان» السجن.

بعد فترة العقوبة، يخرج «مهران» من السجن ويجد زوجته قد باعته وابنته لا تعرفه، فيلجأ لصديقه الصحفي القديم ليكتشف أنه الآخر قد باع مبادئه وتخلى عنها في مقابل ما حصل عليه من شهرة ومال ونفوذ.

خذلان «علوان» لصديقه «مهران» لم يتوقف عند حد تجاهل مساعدته، بل امتد لأنه يتسبب في جعله قاتلا مطلوب أمنيا وتطارده الشرطة، فيقرر «مهران» الانتقام من الجميع، وخاصة صديقه الذي ألّب الأمن عليه.

  • امرأة واحدة لا تكفي

فيلم لأحمد ذكي، جسد فيه دور الصحفي المتملق حسام الذي يستغل علاقاته النسائية للترقي والشهرة. يتعرف في البداية على الصحفية الشابة أميرة التي تتميز بالثراء وبشبكة معارف تضم عددا من المسؤولين.

تسعى أميرة لدى أحد معارفها لتعيين حسام كرئيس تحرير، ولدى الحاج شكري ليعينه مستشارا إعلاميا بشركة توظيف الأموال التي يمتلكها. تتطور الأمور حين تنهار شركة التوظيف ويستغل حسام الموقف لنشر فضائح الشركة في مقالاته.

يتعرض حسام لمحاولة اغتيال على إثر ما كتب ولكنه ينجو منها، ويقرر ترك مصر والسفر للخارج طلبًا للعلاج، ثم يرسل خطابات للنساء اللاتي تعرف عليهن يبلغهن بصعوبة الاختيار من بينهن.

أما الأفلام التي انتصرت للصحافة وجسدتها في هيئة ضمير المجتمع الذي يكافح الفساد، فمنها:

  • الغول

الصحفي المغامر والمناضل عادل عيسى «عادل إمام»، الذي يعاني من حياة مضطربة بعد طلاقه من زوجته، ويقضي ليله في التسكع على الحانات والبارات، حين تقوده الصدفة أن يكون أحد شهود حادث طريق قُتل فيه رجل وأُصيبت امرأة.

يجعل «عيسى» من حادث القتل قضيته وشغله الشاغل، ويبدأ في البحث عن الناجية ويكتشف أن الفاعل ابن أحد كبار رجال الأعمال الذي يهاجمه دوما في مقالاته، فيحاول إثبات تورط الابن، في حين يسعى الأب لإخفاء الأمر.

يخوض «عيسى» معارك حامية مع السلطة والنفوذ ويغامر بحياته أكثر من مرة في سبيل الحفاظ على الشاهدة الوحيدة بعيدًا عن أيدي التابعين لرجل الأعمال، ويُثبت تورطه بالفعل ويقدم للمحاكمة، إلا أنها تصدر حكما بتبرأته.

يقرر «عيسى» تطبيق العدالة بنفسه عندما فشل القانون في ذلك، ويتوجه للانتقام من رجل الأعمال حاملا الساطور مخبئًا وسط أوراق الجريدة.

  • ضربة شمس

شمس «نور الشريف» المصور الصحفي الشاب الذي يعمل في إحدى المجلات، ويرتبط بقصة حب مع «سلوى» الموظفة التي تشجعه في عمله.

في حفل زفاف طبيعي، يُدعى «شمس» لتصوير الحفل، وبالمصادفة يلتقط صورة لقصاصة ورق تحترق، مدون عليها كلمات تبدو غامضة. تقوده هذه الكلمات إلى عصابة تتزعمها امرأة تقوم بتهريب الآثار للخارج، وتزييف النقود.

تبدأ العصابة في مطاردة «شمس» بعد أن كشف سرها، ويتعرض للكثير من المخاطر التي تهدد حياته وحياة حبيبته. تطول المطاردة حتى نهاية الفيلم حين تسقط زعيمة العصابة تحت عجلات القطار.

  • بطل من ورق

هذه المرة من يمثل الصحافة أنثى وهي آثار الحكيم. وتبدأ الحكاية بخبر صغير في الجريدة التي تعمل بها «سوسن» يفيد بحادث سرقة لمتفجرات من منجم، يدفع السيناريست المبتديء للبحث خلف الخبر الذي يشبه في تفاصيله السيناريو الذي كتبه.

شغف «سوسن» يدفعها لمشاركة رامي قشوع «ممدوح عبدالعليم» لاكتشاف سر الجريمة والقبض على «سمير»، القاتل المعتوه الذي يحول السيناريو إلى واقع.

تتمسك «سوسن» بالكشف عن حقيقة الجرائم التي تقع وتحذير مدير البنك من تفجير سيارته المرتقب، وتتعرض للكثير من المشكلات مع الشرطة التي تتهمها بتنفيذ الجرائم.

  • عيال حبيبة

ربما يكون آخر الأفلام التي تعرضت لوظيفة الصحفي، ورغم مدى سطحية الفيلم وبعده عن الواقع، إلا أنه أظهر الصحفية المجتهدة التي تكافح الفساد وتنتصر في النهاية.

نهى «غادة عادل» تظهر في أولى مشاهد الفيلم وهي تلتقط صورا لقضية فساد، وتبدأ المطاردة بين المتورطين في القضية والصحفية المغامرة، التي تنجح في نشر التقرير كاملا.

تتعرض «نهى» للاختطاف من قبل رجل الأعمال الفاسد الذي تكشف فساده، ولكن يتحالف حبيبها مع أصدقائه في إنقاذها والقبض على رجل الأعمال.

 

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة