«السيكوباتيين» قتلة ومعدومي الضمير ولكن..
السيكوباتي هو مريض نفسي، يجمع بين صفات مختلفة ومتناقضة بين الشر والطيبة في نفس الوقت لكن هدفه ثابت ولا يتغير فهو يسعى لتسيير الأمور حسب هواه وإن قتل في مسعاه هذا ضميره.
السيكوباتي يتمتع بدرجة عالية من الذكاء ويحب السيطرة، وعدواني لأبعد الحدود، ومنعدم الضمير تماما، وتتشكل خطورته حسب نسبة الذكاء لديه.
لو كان السيكوباتي ذكيا فتوقع ألا تسيطر عليه بسهولة، وهو قد يكون مفيدا في مجال ما لو أظهر موهبته فيه، فالسيكوباتيين لديهم تخطيط جيد وقدرة على تحمل الضغوط النفسية والثقة الكبيرة في أنفسهم وثباتهم الانفعالي.
تناولت أفلام سينمائية كثيرة شخصية «السيكوباتي» وحظيت بالاهتمام في جوانب عدة. كان أبرزها في أفلام:
الجوكر THE DARK KNIGHT
«العالم في حاجة إلى طبقة أخرى من المجرمين»، كانت هذه كلمات الجوكر في فيلم «THE DARK KNIGHT» عندما حرق كومة كبيرة من الأموال أمام رجال العصابات.
لخصت هذه الكلمات والصورة فلسفة «الجوكر» الجديدة في الإجرام، إنه لا يريد نمطا عاديا من المجرمين الذين يسرقون ويقتلون فقط دون هدف واضح أو لمجرد الثراء. جملة «أنا لست وحشا أنا ذروة المنحنى» التي قالها لـ«باتمان» في الفيلم لخصت لماذا «الجوكر» مجرم.
وجملة «أنا لست وحشا أنا ذروة المنحنى» تعني أنه شخصية فريدة من نوعها لا يستطيع البسطاء تصنيفها فينعتونه بالوحش، وأن كل حياته كرسها من أجل التميز لا غير. ففي مقطع آخر مخاطبا «باتمان» قال «أنا لا أريد قتلك، ماذا يمكنني أن أفعل بدونك، أعود لأسرق رجال العصابات، لا .. فأنت تكملني».
إنه لا يستطيع أن يعيش بدون «باتمان». كيف يمكنه عيش تلك الحياة بدون وجود حاجز؟ فربما لو لم يكن هناك «باتمان» لكان على «الجوكر» اختراع شخصية مماثلة، فهو لا يريد أن يحصل على المال بتلك البساطة. سخيفة تلك الحياة بدون حافز تفقدك تلقائيا ذكاءك وحيلك.
«الجوكر» وجه سيكوباتيته في طريق الإجرام، ولو كان مديرا تخطيطيا لصار من أنجحهم.
دكتور ليكتر HANNIBAL
دكتور «ليكتر» شخصية سينمائية اعتادت أكل لحوم البشر بعد تعذيب الضحايا، وتناول قصته فيلم «Hannibal». دكتور «ليكتر» هو طبيب نفسي شهير ذو شخصية سكوباتية تحول لقاتل متسلسل. وكان للأحداث التي مر بها في طفولته سبب في تحور شخصيته.
هانيبال ليكتر مصدر جاذبيته للجمهور هو طريقته الأنيقة في تنفيذ جرائمه حيث يستعمل أدوات الجراح في تقطيع أجزاء ضحاياه وطهيها وتناولها مع النبيذ الفاخر، وسط صراخ وتألم الضحية، مقابل هدوء بالغ منه، بالإضافة إلى أن أغلب ضحاياه كانوا من الأشرار والمجرمين. فهو يختار ضحاياه بعناية.
قدم شخصيته في الفيلم انوتني هوبكنز عام 1990.
توم كروز في Collateral
قام الممثل توم كروز بدور قاتل متسلسل في فيلم collateral يدعى «فينسنت» واستأجره أشخاص لتنفيذ سلسلة اغتيالات لشخصيات فاسدة. ما ميز توم كروز في هذا الفيلم أنه كان واثقا مما يفعل على الرغم من هلع سائق التاكسي الذي استأجره لقتل ضحاياه. وسرعة الإيقاع بضحاياه.
من أعمق الجمل التي أتى بها «فينسنت» عندما طلب منه ضحية أن يتركه وسيعطيه مبلغ أكثر مما دفع له، فقال له «أنا ألتزم باتفاقياتي» ليقتله على الفور دون النظر للعرض الجديد.
الحوار بين توم كروز وجيمي فوكس «سائق التاكسي» كان حوارا فلسفيا قائما في الأساس على تبرير «فينسنت» لسائق التاكسي لجرائمه، لكن دون اقتناع من السائق حتى نهاية الفيلم. وخاصة عندما علم أن صديقة السائق وهي محامية ضمن القائمة.
أثناء موت «فينسنت» على يد سائقه داخل القطار المتجه إلى نيويورك، تذكر جملة قالها له في بداية حوارهما بأول الفيلم، «هل سمعت عن شخص مات مستقلا القطار المتجه إلى نيويورك دون أن يلتفت إليه أحد إلا بعد ساعات». كان القاتل المتسلسل «فينسنت» يدرك أنه سيموت في القطار ولن يلتفت إليه احد وعلى يد السائق الذي استأجره.
نورمان بيتس
نورمان بيتس مختل عقليا سيكوباتي، قام بدوره في فيلم سايكو 1960 الممثل أنتوني بيركينز، وهو طفل كانت أمه تخاف عليه من أي شيء وتوحد معها وأحبها، وأصبحت في نظره هي المرأة الطاهرة الوحيدة.
تكونت لديه العقدة بسبب مقولة أمه «جميع النساء عاهرات باستثنائها هي» وغذّته بمفاهيم خاطئة عن الجماع وكيف هو خطر ولا يجوز للمرء أن يقوم به، ذلك جعله كلما أثير جنسيا يتحول لوحش ويفتك بضحيته.
No country for old men
ما ميز القاتل أنتون تشيغور الذي قام بدوره الممثل خافيير برديم أنه كان يراهن ضحاياه على حيواتهم، بواسطة عملة معدنية. كان يترك الضحية لتختار الوجهة الصحيحة للعملة (الرفة) وإن سقطت على الوجهة الخاطئة يقوم بقتله.
«أنتون» استأجر من قبل عصابة في الفيلم لاسترجاع أموالهم التي سرقها أحد الأشخاص، وخلال مسيرته في الفيلم تقابله متاعب ومشاكل ويضطر أحيانا للتخلص ممن يعيقهُ ولكن بطريقة غير عادية.
هل السيكوباتي مجرم خطير دائما؟
يقول أستاذ علم النفس بجامعة أكسفورد كيفين داتون،: ليس هناك أبيض وأسود عند الحديث عن الشخص السيكوباتي، فالسيكوباتيين لديهم صفات إيجابية مهمة لأبعد الحدود وتتلخص في الآتي:
- القدرة على إلغاء التعاطف. فبعض المواقف تحتاج من الشخص ألا يكون لديه تعاطف كالجراح مثلا أو الشخص المعني بتنفيذ القانون.
- القدرة على وقف المخاوف تجعلهم الأفضل في أوقات الضغوطات الشديدة.
- الجرأة والثبات والثقة فالتردد دائما يأتي دائما بنتيجة عكسية.
- القسوة التي تتطلبها بعض المواقف أحياناً.
«داتون» يوضح أكثر أن «هناك بحوث أجريت على ضباط من القوات الخاصة وجراحين وكبار المحامين وكبار مديري الشركات، جميعهم تبين أن لديهم جانب سيكوباتي لكن توجهيه في الاتجاه الصحيح أخرج لنا باكورة أعمالهم في مجالاتهم.. يتوقف الأمر إذا على التوجيه والتوظيف الجيد».
السيكوباتية تتوقف في النهاية على توجهيها في الإتجاه الصحيح. وإلا فتوقع مجرم ستطلق عليه «الأخطر».