رئيس التحرير أحمد متولي
 هل تعوق الغربة حلم الفتاة في الزواج؟

هل تعوق الغربة حلم الفتاة في الزواج؟

الزواج المبني على الحب حلم كل فتاة، لكن بالنسبة للفتاة المغتربة التي تركت أهلها ومحافظتها ورائها من أجل أحلامها.. فهذا لا يكفي.

تتحمل الفتاة المغتربة ضغوطًا كثيرة منها الغربة والوحدة ومسئولية نفسها في سن مبكر جدًا؛ وتسافر للدراسة أو العمل، لكنها قد تفاجئ بأن طموحها صار أكبر منها، وأصبح عائقًا يقف بينها وبين الصورة التقليدية للزواج.

في هذا التقرير تحدث «شبابيك» مع مجموعة من الفتيات المغتربات، ليعرف كيف آثرت الغربة على رؤيتهن للزواج.. وهل فعلًا قد ترفض الفتاة الزواج تمامًا من أجل أحلامها؟

صعوبة التكيف

المغتربات

بعد أن اعتادت العيش وحدها واتخاذ قراراتها بنفسها قد تجد الفتاة المغتربة صعوبة في العيش مرة أخرى مع الآخرين وبالأخص زوجها.

تقول المعيدة بكلية علوم، إلهام علي لـ«شبابيك»: «الاستقلالية بتخلق عند البنت صعوبة في التكيف مع أسرتها مرة تانية.. لأنها اتعودت أن القرارات المحورية بترجع ليها في الآخر.. زي الزواج والشغل والسفر».

وتضيف: «الاستقلالية مش ضد الزواج، والفكرة في اختيار الشخص اللي يتفهم وضعها وظروفها وشخصيتها؛ خاصة أن فيه نماذج كتيرة بتتفهم طموح البنت دلوقتي».

تقول طالبة الدراسات العليا بكلية الإعلام، أبرار مسعود: «مهما كان أهل المغتربة متفهمين، لكنها بتكون اتعودت على أسلوبها الخاص، وقرارتها اللي بتاخذها بنفسها».

وتضيف أبرار «بس في الآخر لازم تأقلمي نفسك على الزواج وتختاري شخص متفهم، عشان متواجهيش مشاكل».

للمغتربين.. تجنب هذه الأفعال مع صاحب عقارك

أكثر احتياجًا للزواج

Hispanic couple holding hands on beach

الأمر ليس بهذه الصعوبة دائمًا؛ فالمسئولية الكبيرة التي تقع على المغتربة تجعلها في حاجة شديدة لمن يقف بجانبها.

تقول المعيدة بكلية علوم، إلهام علي: «المغتربة بتكون في حاجة للزواج أكتر من غيرها، لأنها بتحتاج لشخص يشيل معاها المسئولية، ويفهم شخصيتها وطموحها».

وتقول الصحفية بصوت الأمة إسراء طنطاوي: «المسئولية الكبيرة والوحدة والضغوط اللي بتتعرض لها المغتربة، بتخلي الزواج عندها أكبر من حد يصرف عليها أو يشيل مسئوليتها.. بيبقى نفسك الزوج يقدم لك حاجة أهم من كل ده وهي الدعم النفسي».

بهذه الطرق ستوفر مرتبك حتى آخر الشهر

زوج من نوع خاص

المغتربات 7

الفتاة الطموحة التي تعيش مع أهلها تحتاج لزوج يتفهم طموحها وشخصيتها.. لكن إذا كانت هذه الفتاة مستقلة ومغتربة.. هل ستحتاج لزوج من نوع خاص؟

تقول إلهام: «المغتربة بتحتاج لزوج شخصيته قوية، يقف جنبها ويساندها.. مش يتحكم فيها؛ لأن الزوج لو شايف البنت شخصيتها أقوى منه، هيحاول يقمعها ويتحكم فيها عشان يثبت أنه الأقوى».

وتضيف: «أي مغتربة نفسها تستقر ونفسها في زوج يقدر يفهم دماغها، وميفرضش عليها حاجة طالما هو واثق فيها وفي أنها مش بتعمل حاجة غلط».

«أكيد هبقى محتاجة لزوج أشاركه قراراتي وأفكاري.. بس مش بغرض التحكم.. مفيش مانع آخد بوجهة نظرة لو صح وهو يأخذ بوجهة نظري لو صح.. لكن النموذج اللي بيتحكم لمجرد التحكم ده مرفوض».

4 أزمات تواجه المغتربين.. احذروها

مش كل البنات

المغتربات 2

تقول الطالبة بكلية لغات وترجمة جامعة الأزهر، شيماء حسن: «مش كل المغتربات بتكون بدرجة الوعي والاستقلال الكافية.. زي ما فيه بنات بتركز في الدراسة وتحقيق ذانها، فيه بنات تانية بيبقى كل همها الزواج».

وتضيف: «مش كل البنات المغتربات قرارتها من دماغها.. فيه البنت اللي بتقول كل صغيرة وكبيرة لأهلها.. ودي حاجة كويسة جدًا هتدعمها في غربتها لكنها لازم تكون مستقلة بشخصيتها برده».

رفض الزواج

المغتربات 4

يقولون «الفتاة المستقلة قد ترفض الزواج لأنه يقف ضد  وأحلامها» فهل يصبح الطموح أقوى لديها من رغبتها في الحب والاستقرار؟

تقول شيماء: «عندي طموح أسافر بره مصر، بحلم طبعًا أتزوج شخص بيشاركني حلمي ويسافر معايا. لكن لو مش هيوافق، أكيد مش هقدر آجي عليه ولا آجي على نفسي.. وهآجل قرار الزواج لحد ما أحقق طموحي».

«الموضوع مش رفض لفكرة الزواج بشكل قاطع، لكن مجرد تأجيل لحد ما أحقق اللي عايزاه».

وتقول طالبة الدراسات العليا بكلية الإعلام، رنا محمود: «المغتربة ممكن ترفض الزواج لوقت، لحد ما تثبت نفسها في الشغل أو تلاقي الشخص المناسب، لأن مواصفتها بتكون عالية جدًا في الزواج من ناحية شخصية تكون متفهمة لظروفها وطموحها».

لكن في الآخر، مهما ظهر للناس أنها رافضة الزواج...  لما بتلاقي الشخص ده بتتزوج، لأنها عندها احتياج تبقى زوجة وأم وتكون بيت، مش تعيش للشغل وبس».

اغتراب الفتيات.. العقبات والحلول

الانفصال وارد جدًا

المغتربات 5

تقول رنا محمود «استقلال مش هيمنع أنها هتضحي ببعض الحجات عشان الزواج. لكن ده مش معناه أنها هتسمح لزوجها بأنه يلغي شخصيتها ويتحكم فيها».

وتضيف: «لو عليكي واجبات في الزواج لازم تؤديها، ومتجيش على بيتك وأولادك.. لكن لو  الزوج هيلغي شخصيتك، هتحصل بينك وبينه مشاكل كتيرة مش هيحلها غير الانفصال».

لكنها ستضحي في النهاية

المغتربات 8

تحكي إلهام تجربة واقعية: «واحدة زميلتي مغتربة.. جوزها مكنش ممانع أبدًا أنها تشتغل في جامعة القاهرة وتسافر كل يوم للشرقية. بس لما اتأخرت في مرة للساعة 10 بليل في الشغل واضطريت تبات في القاهرة، زوجها عمل مشكلة كبيرة معاها».

وتعلق إلهام: «رغم أن زوجها كان عنده حق، لأنها ممكن تتعرض لمشاكل لو سافرت متأخر. لكن أي راجل شرقي مهما كان متفهم بيفضل عنده جزء بيحب يشعر أنه مسيطر فيه.. والتعامل في الحالة دي بيكون على حسب شخصية الزوجة اللي تقدر تهديه وتستوعب الموقف».

وتضيف شيماء حسن: «البنت لو بتحب حد وهو بيحبها هتضحي عشانه. والبنات اللي بتقول أنها هتقرر تنفصل بيقولوا كدا من برة بس». وتستطرد: «لكن في الآخر لو شايفة أنك مش هتقدري تتنازلي يبقى تحققي طموحك الأول عشان متظلميهوش وتظلمي نفسك».

عوامل مؤثرة

يقول استشاري العلاقات الأسرية، الدكتور أحمد علام، إن هناك عدة عوامل تؤثر على قرار الفتاة المغتربة في الزواج وهي:

الانفتاح الثقافي: الذي يصور لها أن استقلال شخصيتها يكون في العمل وتحقيق طموحها، بعيدًا عن الزواج.

التجارب: تكتسب المغتربة الخبرة في التعامل مع المواقف الصعبة والشخصيات المختلفة، فعتقد أنها لن تحتاج لزوج يتحمل مسئوليتها.

الطلاق: ارتفاع نسبة الطلاق تصور للمغتربة أنها في غنى عن المشاكل خاصة أنها تكون مستقلة بذاتها وناجحة في عملها.

عوامل توثر على قرار المعتربة بالزواج

ويوضح «علام» أن طبيعة المجتمع الشرقي تجعل مشاعر المرأة والرجل مرتفعة، فهي بحاجة للزواج والحب لتشبع تلك العاطفة.

وبالتالي فقصر حياتها على العمل فقط سيوقع بها في مشاكل نفسية، حيث لم تجد من دعمها ويسندها. أو قد تسعى بعض الفتيات لتعويض هذه العاطفة بعلاقات غير مشروعة.. وهذا سيؤذي الفتاة في النهاية.

وينصح استشاري العلاقات الأسرية المرأة بالموازنة بين طموحها وحياتها الزوجية «فلا نقول للمرأة أن تتخلى عن طموحها، لكن لكل شخص فينا عدة أدوار في حياته، فلا يجب أن أعمل فقط أو أكون زوجة فقط».

ويحذر من أن الرجل الشرقي مهما كان منفتحًا في بداية الارتباط ومتقبلًا لطموح المرأة، لكنه لن يقبل بالتقصير في واجباتها الزوجية مقابل طموحها.

بينها المحمول.. أنواع الزواج وموقف الدين والقانون منها

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال