حكايات تكشف معاناة طلاب الأزهر المتظلمين من نتائج الثانوية
لم يأخذ الطالب وقتا لالتقاط أنفاسه من ماراثون امتحانات الثانوية الأزهرية لتظهر النتيجة بعد ذلك بنسبة نجاح تقترب من 40% يضطر بعدها للتظلم من درجات بعض المواد، آملا في تحسين مجموعه.
وصل عدد الطلاب المتقدمين بطعون على نتيجة الثانوية الأزهرية للعام الدراسي الحالي 40 ألف طالب وطالبة.
وأكدت الإحصائيات الواردة من لجنة التظلمات أن نسبة الحاصلين على درجات من إجمالي الطعون المقدمة يمثل 20% هذا العام وهي النسبة الأكبر مقارنة بالسنوات الماضية.
طابور الإطلاع
نظام تظلمات الثانوية الأزهرية يعتمد على المركزية، فيتوافد الطلاب من جميع المحافظات إلى القاهرة لتقديم الطعون والإطلاع على أوراقهم حيث توفر اللجنة المختصة مكانا واحدا للإطلاع للبنين وآخر للبنات فتشهد زحاما شديدا وانتظار يطول لساعات حتى يحين دور كل طالب لرؤية أوراق إجابته وتدوين ملاحظاته على التصحيح.
الطالب بالصف الثالث الثانوي دفعة 2015-2016، إبراهيم عبد الحميد يحكي لـ«شبابيك» قائلًا: أنه تقدم بطعون على نتائج 5 مواد ولاحظ أن سبب نقص الدرجات في الغالب بسبب خطأ في تجميع درجات السؤال الواحد.
ويرى إبراهيم أن هناك أخطاء فادحة في التصحيح ففي مادة الكيمياء اعتبرت إجابته خاطئة لأنه قام بنقل رأس السؤال في ورقة الإجابة، وفي مادة الفقه وجد أن ورقته تم تصحيحها مرتين إحداهما باللون الأحمر والأخرى بالأسود بدرجتين مختلفتين إلا أن التظلم لم يثبت حقه في درجة واحدة.
فيما تكمن مشكلة الطالبة أمنية فؤاد، في عدم مطابقة الدرجة الكلية للسؤال التي يحاسب عليها المصحح بتلك الموجودة في درجة الإجابة، موضحة أنها لاحظت في بعض أسئلة مادتي الكيمياء والفيزياء اعتبار درجة السؤال الواحد من 9 بدلا من 12 فاذا تحصلت داخل الورقة على 7 درجات من 9 تكتب في المجموع الكلي 7 من 12.
واتفق الطالب محمود السيد وطالبة أخرى في أن الخطأ الذي أهدر درجاتهما هو إنقاص درجات الإجابات الصحيحة بدون أسباب حيث لاحظوا أن هناك إجابات صحيحة بالكامل إلا أن الدرجة لا تتناسب مع الإجابة، أو أن الخط الأحمر موجود تحت كل السطور المكتوبة بدون إعطاء درجات.
الخطة البديلة.. ازاي ترفع قضية لإعادة تصحيح مواد الثانوية؟
بعد حصول الطالب محمد مصطفي على درجتين ونصف في التفسير بعد تقديمه بطعن على نتيجتها فوجئ بعدها بيومين بعد تحديث لموقع النتيجة بأن درجته كما هي وأنه تم سحب الدرجات التي تحصل عليها وعند سؤاله عن السبب جاءه الرد بأنها كانت غلطه وأنه لا حق له في أي درجات.
يعلق الطالب أحمد خضر مستقبله والتحاقه بالكلية التي يرغب بها على درجات قليله كان من الممكن الحصول عليها إذ تم تجميع درجات مادة الصرف بصورة صحيحة أو تحصل على درجات سؤالين في مادة النحو أغفلهما المصحح ولم يتعامل معهما بالقلم الأحمر إطلاقا.
من جانبنا تواصلنا مع رئيس لجنة التظلمات بقطاع المعاهد الأزهرية، جمال بسيوني، والذي رفض التعليق على شكاوي الطلاب وادعى أنها ليست من اختصاصاته وإنما من اختصاص الكنترول المركزي، بالرغم من تصريحه سابقا لـ«شبابيك» بأن اللجنة مسؤلة عن النظام الخاص بسير التظلمات بحيث تعرض ملاحظات الطلاب على مستشارين بقطاع المعاهد لمطابقة إجابة الطالب بنموذج الإجابات، وإذا ثبت حق الطالب في زيادة درجاته تتم إضافتها للمجموع بجانب توقيع جزاء على المصحح، وليس فقط تقديم التظلمات.
داخل أولى جامعة؟.. خد بالك من الأخطاء دي
سبوبة التظلمات
إحدى أولياء الأمور وصفت التظلمات بأنها مصدر دخل للأزهر وتزعم بأن الذين يتحصلون على درجات منها تكون بطريقة عشوائية، وتحكي أن طالبه تعرفها بصورة شخصية تقدمت بطعون على نتائج 15 مادة ولم تكن الميكانيكا من ضمنهم والنتيجة كانت رفعها درجة في الميكانيكا فقط.
وتتهكم من التصحيح: «لم يتم تصحيح أوراق الإجابة هم مسكوا أقلام حمراء لشوية أطفال وقالوا لهم حطوا خطوط تحت الكلام ووزعوا الدرجات بطريقة عشوائية».
العديد من الطلاب يجمعون على أن أموال التظلمات سبوبة الغرض منها كسب المال لا أكثر حتى أن البعض منهم وصفها بأنها «نصبايه» وعلى الرغم من أنهم يعرفون مسبقا أنه سيكون من الصعب أن يستردوا درجاتهم إلا أنهم تعلقوا به كأمل لرد حقوقهم.
الرابطة العالمية لخريجي الأزهر.. هدفها إيه وبتعمل إيه؟
قضايا إعادة التصحيح
هناك طريق أخير أمام الطلاب إذا لم يتحصلوا على درجات من الطعون، هو تقديم دعوى قضائية بوقف تنفيذ القرار الصادر بإعلان النتيجة.
يقول المحامي مجدي عيسى في هذا الشأن أن الطالب يجب أن يكون أولا تقدم بتظلم على المواد لتقوم المحكمة بتقرير مبلغ مالي عن كل مادة لانتداب متخصص في كل مادة لإعادة التصحيح بالكامل، وإذا لم تثبت الدرجات بسبب تقصير مندوب قطاع المعاهد يتم عمل إعتراض على الحكم بكتابة ملاحظات الطالب على التصحيح ليتم إعادة النظر فيها بإشراف القاضي.
وحين تثبت الدرجات للطالب يحصل على شهادة جديدة مثبت بها درجاته حيث يتم هذا الأمر في غضون ستة شهور، ورغم أنه باثبات درجات للطالب يثبت أيضا تعرضه في الظلم وحقه في المطالبة بتعويض عن الأضرار التي سببها له الأمر إلا أن المحكمة تعتبر أن «خير جابر للطالب هو حصوله على درجاته».
للطلاب المغتربين.. هذه أبرز احتياجاتك في المدينة الجامعية
لجنة التظلمات بقطاع المعاهد الأزهرية أعلنت هذ العام أنها استحدثت نظاما جديدا لتقديم الطعون سوف يضمن للطالب حقه في الحصول على درجاته إن كان هناك خطأ في التصحيح من خلال انتداب مستشارين متخصين يراجعون ملاحظات الطالب على كراسة إجابته وليس فقط إعادة التصحيح.
تحصلت لجنة التظلمات خلال فترة التقديم على ما يزيد عن 24 مليون جنيه، كرسوم من الطلاب المتظلمين.
اتصل مراسل «شبابيك» عدة مرات برئيس قطاع المعاهد الأزهرية محمد الأمير ليرد على ادعاءات الطلاب المتطلمين من وقائع أخطاء التصحيح، لكن دون رد بدعوى انشغاله نقلا عن سكرتير مكتبه.