أطلانتس.. أسرار حضارة أغرقتها الماء
يوجد ألغاز كثيرة في العالم لم يجد أحد لها حلول، ويُعتبر لغز قارة أطلانتس أكبرهم، إذ قيل إنها كانت جزيرة كبيرة في حجم قارة تقع في المحيط الأطلسي، وشهدت حضارة سابقة اختفت من سطح الأرض في يوم وليلة. على الرغم من الاختفاء التام للقارة، إلا أنها ظلت عالقة في الذهن البشري آلاف السنين، فوضعت حولها آلاف الكتب والروايات والقصص، وأطلق اسمها على سفن ومطاعم ومحال عالمية.
التاريخ
بدأت أسطورة أطلانطس مع الفيلسوف الإغريقي "أفلاطون" الذي ألف كتابا عام 360 قبل الميلاد أصبح فيما بعد المرجع الأول والوحيد لهذه القارة، ووصفها فيه بأنها كانت أكبر من ليبيا وآسيا مجتمعتين، وكان يسكنها الكثير من البشر الذين امتلكوا من علوم الفلك والهندسة والري.
الموقع المحتمل اتفق معظم الباحثون على أن الموقع المحتمل لقارة أطلانطس قريب من جزر البحر الأبيض المتوسط، مثل سردينيا، وكريت، وسانتوريني، وقبرص ومالطة.
ويؤكد الباحث الأمريكي روبرت سامارست، أنه عثر على أدلة تشير لوجود المدينة المفقودة بين قبرص وسوريا، وذلك عن طريق اكتشاف آثار مستوطنات بشرية على عمق 1.5 كم تحت سطح البحر، على بعد 80 كيلو متر على الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص، لذلك يعتقد الباحث أن قبرص هى الجزء الذي مازال ظاهرا من القارة.
وصف القارة
قيل أنها كانت أقرب إلى جنة فوق الأرض، كل الفواكه والخضروات تنمو بوفرة في أرضها، مختلف النباتات والأزهار العطرة تزدهر على سفوح جبالها، تتفجر ينابيع المياه العذبة من باطن أرضها، وكان بها حمامات خاصة للخيول والحيوانات.
وكانت المعابد والمباني العامة مزينة بالذهب والفضة والنحاس والعاج، وكان القصر الملكي تحفة فريدة لضخامته وجماله، أما معبد بوسيدون الخاص كان عبارة عن عمارة هائلة مغطاة بالفضة، وأعمدتها من الذهب، سقفها مغطى بالعاج ومزينا بالذهب والفضة والنحاس، في داخل المعبد تمثال ضخم من الذهب لـ"بوسيدون" وهو يقود عربته التي يجرها 6 خيول، وفي خارج المعبد كان يوجد تماثيل ذهبية للملوك العشرة الآولين الذين حكموا طلانطس، وزوجاتهم.
حقيقة أم خرافة؟ يشكك الكثيرون في قصة أطلانطس، إلا أن هناك الكثير من الدلائل التي تؤكد وجود هذه المدينة، منها: - الخريطة المحفوظة في مكتبة مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، تُعرف بخارطة Piri Reis، التي تم العثور عليها عام 1929م، في قصر السلطان التركي، حيث يظهر اسم وموقع قارة أطلانطس على الخريطة. - المخطوطة المصرية المكتوبة على ورق البردي، تُدعى مخطوطة Harris، محفوظة في المتحف البريطاني، تشير إلى المصير الذي لاقته أطلانطس.
أكد الكثير من الباحثين ممن اهتموا بالبحث عن القارة الغارقة، على حقيقة القصة، على رأسهم الكاتب الأمريكي، إيجناتيوس دونيللي، بعد أن أجرى الكثير من الأبحاث توصل إلى أنه كان يوجد في المحيط الأطلسي في مواجهة مدخل البحر المتوسط جزيرة كبيرة هى البقية الباقية من قارة أطلانطس الكبرى في العصور القديمة.
وتوصل أيضا إلى أن وصف أفلاطون لهذه الحضارة التي كانت قائمة ليست قصة خيالية، إنما تاريخ حقيقي، زاعما أن أقدم مستعمرة أقامها أهل أطلانطس خارج بلادهم ربما تكون "مصر"، حيث تعتبر حضارتها صورة طبق الأصل من حضارة القارة.
وتحدث "دونيللي" عن أن أطلانطس اختفت نتيجة لانقلاب طبيعي عنيف أغرق الجزيرة بأكملها تحت مياه المحيط، وأن عدد قليلا من سكانها استطاع النجاة بالقوارب حيث حملوا إلى مسامع الشعوب الآخرى في الشرق والغرب.
اقرأ أيضا: