«بومبي».. المدينة الضائعة تحت الرمال
«بومبي» مدينة رومانية قديمة، تتشابه مع اطلانتس وليموريا "مو". إحدى المدن المفقودة قديما، ولاختفائها عن العالم قصة. نعرضها في السطور التالية.
تاريخها وموقعها
تأسست «بومبي» في القرن السادس أو السابع قبل الميلاد من قبل الأسكانيين، شعب من وسط إيطاليا، تقع على سفح جبل بركان فيزوف الذي يرتفع 1.200 متراً عن سطح البحر، بالقرب من خليج نابولي في إيطاليا.
سكانها
من المؤكد أن سكانها كانوا لا يتحلون بالفضيلة، كانت لهم معاييرهم الخاصة، فقد زينوا منازلهم بتماثيل ورسوم تبدو للكثيرين منا الآن خارجة على الأخلاق.
وصف المدينة
بها شبكة مياه داخل البيوت وحمامات عامة وشوارع مرصوفة بالحجارة، ميناء بحرى متطور، مسارح وأسواق، أظهرت الآثار المتبقية من المدينةاهتمام أهلها بالفنون والنقوش، كان مجتمعهم مجتمع روماني تقليدى بكل طبقاته.
اهتم أهالي بومبي بالحدائق اهتماما كبيرا، فكانوا يملأونها بالتماثيل والنافورات والأزهار، جعلوا لمعظم البيوت حدائق ملحقة بها، كانوا يرسمون على جدران منازلهم صور الزهور والنباتات الكثيفة والطيور، زينوا جدران غرفهم أيضا بمناظر كثيرة مأخودة من المسرحيات الشهيرة في زمنهم.
وسط بومبي كان بمثابة المركز الديني والتجاري والإداري للمدينة، به معابد كثيرة، مجلس المدينة، مكاتب الموظفين ومكان الاجتماع الشعبي ومحكمة ومسرح، بالإضافة إلى الأسواق والمتاجر، أحياء راقية لسادة القوم تضم القصور والفيلات.
قصة اختفائها
يتصور دكتور هيرالدور سيجوردسون، عالم البراكين، ما حدث على النحو التالي: شهدت المدينة سلسلة من الهزات الأرضية المتلاحقة لم تلبث أن اتصلت وصارت زلزالا متصلا واحدا مستمرا، ثم حدثت انفجارات قوية متعاقبة، هى انفجارات الغازات التي فتحت فوهة البركان فوق قمة الجبل.
في ظهر يوم 24 أغسطس 79م انفجر بركان "فيزوف"، تصاعد على أثره عمود من الحمم والنيران كالنافورة الضخمة، ظلت تتصاعد حتى بلغت ارتفاع 20 كيلومترا أو أكثر. يستكمل هيرالدور، خلال 30 دقيقة تقريبا أخذت الحمم البركانية تتساقط وتغطي المنطقة، لكنها لم تكن حمما يابسة بل كانت عجينة من الصخر المذاب نتيجة للانصهار الشديد داخل البركان، بحيث تحولت إلى ما يُشبه الرغوة أو الزبد، هو ما يُطلق عليه الخفاف البركاني، هذا الخفاف يتراكم بسرعة كبيرة تبلغ نحو 15 سنتيمترا في الساعة الواحدة.
اكتشافها
ظلت المدينة مدفونة قرونا طويلة حتى عثر عليها أحد المهندسين خلال عمله في حفر قناة بالمنطقة، أثناء التنقيب تم الكشف عن الجثث على سطح الأرض، عُثر على حوالي ألفين جثة. يري أحد خبراء الآثار ويدعى "باولوا بيثرون" وعالم البراكين "جو سيفي" أن أهل القرية اُحيطوا بموجة حارة من الرماد الملتهب تصل درجة حرارتها إلى 500 سيليزية، بصورة سريعة جداً، فظهرت الجثث على هيئاتها وتحجرت الأجساد كما هي، فظهر بعضها نائم وآخر جالس.
العلماء أكدوا بعد أن أجروا الأبحاث على 80 جثة، أنه لا أثر يدلل على علامة للتأهب لحماية النفس أو حتى الفرار، ولم يبد أحدهم أي رد فعل ولو بسيط، والأرجح أنهم ماتوا بسرعة شديدة دون أي فرصة للتصرف، كل هذا حدث في أقل من جزء من الثانية. أصبح ما تبقى من المدينة الآن مزارا للكثير من السياح حول العالم.
اقرأ أيضا: