البتراء.. المدينة الوردية المفقودة في أحضان الجبال
البتراء، مدينة أثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، تأسست تقريبا سنة 312 ق.م، كعاصمة لمملكة الأنباط، التي استمرت ما بين 400 ق.م حتى 106م، حيث استولى عليها الرومان في هذا العام. تقع المدينة في محافظة معان في جنوب الأردن، وعلى الرغم من اندثارها إلا إنه تم اكتشاف العديد من معالمها الآثرية. اُختيرت في 7 يوليو 2007 كثاني عجائب الدنيا السبع الجديدة،.. "شبابيك" يأخذك في جولة لهذه المدينة في هذا التقرير:
وصف المدينة
اشتهرت البتراء بعمارتها المنحوتة في الصخور، يُطلق عليها في المدينة الوردية، لأنها محفورة في صخر جبال وادي موسى الوردي. تأثرت عمارة المدينة بفن العمارة المصرية والإغريقية والآشورية، ظهر ذلك في الكثير من المباني الجنائزية المتمثلة في المقابر الملكية المنحوتة، التي تٌعتبر من أكثر ما اشتهر به الأنباط.
كانت المدينة جزءا حيوياً من الطريق التجاري الرئيسي الذي يربط بين بلاد الرافدين ومصر، عندما ازدهرت تجارة الأنباط، قاموا ببناء مدينة من الصخر، ذات واجهات مزخرفة ونقوش معمارية ساحرة.
اتخذ الأنباط، في حوالي عام 500 قبل الميلاد، البتراء عاصمة لمملكتهم، لتصبح المدينة مركزاً لتجارة التوابل والحرير والبخور، فارضة سيطرتها على الطرق التي امتدت من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى تدمر في الصحراء السورية.
اكتشافها يرجح العلماء اندثار المدينة بعد تعرضها لهزة أرضية، لكنها عادت إلى الأضواء في عام 1812 من خلال المستكشف السويسري يوهان لودفيج بيركهارت، عندما كان في طريقه إلى مصر لاستكشاف "الأجزاء الداخلية في أفريقيا"، حيث جذبته الحكايات التي تتحدث عن مدينة مفقودة في أحضان الجبال، تلاه العديد من المستكشفين، أشهرهم جون ويليام بورغن.
معالمها الآثرية تم اكتشاف ما يُقرب من 3 آلاف معلم آثري في البتراء، تشكل منها المعالم المعروفة حوالي 800 معلما، أهمها: السيق، هو عبارة عن شق صخري، يمثل الطريق الرئيسي للمدينة. يُعتبر مبنى الخزنة المنحوتة في الصخر، أشهر معالم البتراء وأكثرها أهمية، حيث اختار الأنباط موقعها بعناية كأول معلم يواجه الزائر بعد دخول المدينة، الدير، يعود تاريخه إلى النصف الأول من القرن الأول قبل الميلاد، هو أكبر حجما من مبنى الخزنة، حيث يصل عرضه إلى 50 متر، كذلك ارتفاعه.
من أهم معالمها أيضا، قصر البنت، يطلق عليه "قصر بنت فرعون"، وهو معبد نبطي من القرن الأول قبل الميلاد، تكمن أهميته في أنه أحد مباني البتراء القليلة التي صمدت رغم الزلازل.
اقرأ أيضا: