ظبّط أوضة الطفل عشان يتعلم.. اسمع كلام «مونتيسوري»
تركز الباحثة التربوية ماريا مونتيسوري على البيئة المحيطة بالطفل، باعتبارها الوسيلة التي يتعلم منها كل شيء وتتطور فيها مهاراته أو لا تتطور، بدءا من تعلمه النظام أو لغته الأم. فإن عقل الطفل يمتص كل ما حوله ثم يعكسه في تصرفاته.
وإذا كانت البيئة المحيطة غير محفزة للطفل، فإنها ستقتل فيه كل استعداد نحو التعلم أو اكتساب العادات الجيدة.
ولذلك وضعت «مونتيسوري» خطة لإعادة تنظيم المنزل وغرفة الطفل لتكون مناسبة له، ولتحفزه نحو التعلم والنمو بطريقة سليمه واكتساب العادات الحسنة. فتعالو بنا نستكشف كيف يؤثر ترتيب غرفة الطفل على نموه وتطوير قدراته.
الأرفف القصيرة
الطفل لا يعتمد على نفسه بمجرد أن يصبح كبيرا فقط، أو ينمو عمره بضع سوات. فتربية طفل يعتمد على نفسه مسألة تعود. ولذلك تنصح ماريا مونتيسوري بتجهيز المنزل بطريقة تشجع الطفل على الاعتماد على نفسه منذ سن مبكر للغاية. فالطفل يحب تقليد الكبار، وكما يكتشف العالم من حوله، يكتشف نفسه وقدراته على الحركة والإمساك بالأشياء وتحريكها من أماكنها.
يجب الأخذ في الاعتبار عند ترتيب المنزل أن توضع الأشياء التي يستخدمها الطفل، مثل اللعب أو القصص والألوان وغيرها، في أرفف قصيرة تناسب طول الطفل. أو صناديق على الأرض، يستطيع الطفل استخدامها بسهولة. فذلك سيعلمه الاعتماد على نفسه، بدلا من أن يعتاد أن يقوم له الآخرون بكل شيء.
السرير المنخفض
أنت دائما قلق من أن يقع طفلك الرضيع من على سريره أو يصطدم بالحائط عندما يتقلب في الفراش، وتحيطه بالعديد من الحواجز والوسائد، خوفا عليه من السقوط. ولكنك في الوقت نفسه تقيد حركته وتؤخر نموه الحركي والعضلي. فكيف ذلك؟ تقول ماريا مونتيسوري إن الطفل يحتاج إلى الحرية كي ينمو، فتلك الحركات العفوية التي يقوم بها الطفل، مثل تحريك يديه ورجليه أو التقلب كثيرا في الفراش، تقوي عضلاته وتساعدها على النمو، ولذلك لابد من تجهيز سرير خاص بالطفل، يتيح له الحركة التي يحتاج إليها ويكون آمنا في الوقت نفسه.
ولذلك فإن سرير الطفل عند «مونتيسوري» هو مجرد مرتبة على الأرض ترتفع فقط بضعة بوصات، وتكون مستندة إلى ضلعين من الحائط ومحاطة بالوسادات حتى لا يصطدم الطفل. الأمر قد يبدو غريبا بعض الشي ولكنها ستشجع الطفل على الحركة، ومحاولة الزحف لاستكشاف حجرته والتعرف على المساحة والأشياء والعلاقة بينهما. وتنصح مونتيسوري بوضع سجادة سميكة في الغرفة وتحت المرتبة مباشرة حتى لا يصطدم الطفل بالأرض حين يحاول الحركة.
المرآة
تقول «مونتيسوري» إن المرآة مهمة للطفل الرضيع وستحفز نموه بصريا وعضليا، وستشجعه على التعرف على نفسه، فعندما يقوم الطفل ببعض الحركات وهو ينظر في المرآة، مرة في مرة سيدرك أن ما يراه هو صورته في المرآة. كما ستحفز نموه العضلي عندما يحاول الوقوف ليرى نفسه في المرآة أو يقوم ببعض الحركات ليرى انعكاس صورته، وفهم العلاقة بين الأشياء التي يراها في صورته وانعكاسها في المرآة كذلك. وتوضع المرآة بجوار سرير الطفل مباشرة وعلى ارتفاع منخفض.
طفلك بيكره التعليم؟ الحل عند «مونتيسوري»
الألعاب المعلقة
هي أشكال من الورق المقوى أو القماش تعلق فوق سرير الطفل. وتنصح «مونتيسوري» بأن تكون بسيطة للغاية مثل الأشكال الهندسية. أو رسومات الحيوانات البسيطة للغاية. وتساعد هذه الألعاب على تطوير المهارات الحركية والبصرية للطفل، عندما يحاول تحريك يديه للإمساك بها. أو يتعلم التفرقة بين ألوانها المختلفة؛ فعندما يولد الطفل لا يكون قادرا على تمييز الألوان كما يفعل الكبار.
وكلما وضعت أمام الطفل ألوان شديدة التباين والاختلاف ساعدة ذلك على تطوير الرؤية. وفي الأسبوع الأول من عمر الطفل يكون قادرا على التمييز بين اللونين الأبيض والأسود فقط، لذلك يستخدم هذين اللونين فقط. وبعد الأسبوع الأول تتطور قدرته على رؤية الألوان بالتدريج، وهنا تنصح «مونتيسوري» بتغيير ألوان الألعاب طبقا لمراحل النمو التي يمر بها الطفل.
