لماذا يجب أن نستفيد من الكورسات الأونلاين؟ تعلم من تجارب الشباب
إذا كنت طالبا أو خريجا، سينصحك الأصدقاء بضرورة تطوير مهاراتك حتى تضمن وظيفة مرموقة أو العمل في مجال تحبه أو حتى لتوفير الأموال. وستجد الإنترنت يمتلئ أمامك بالمنصات التعليمية في شتى المجالات، مثل «Coursera» و«Udemy» و«إدراك» و«رواق» باللغة العربية؛ وغيرها. لكن هل التعليم الذاتي أو الكورسات الأونلاين تقف فائدته عند هذا الحد؟
بعض الشباب يرون أن الكورسات الأونلاين، تعتبر بديلا موازيا للتعليم التقليدي الذي لا يهتم باكتشاف ميول الطلاب، وأنه يفتح أمام الشباب مجالات متنوعة لاكتشاف ميولهم واهتماماتهم، كما أن أسلوب الشرح يتميز بالبساطة ومراعاة الفروق بين الطلاب.
«شبابيك» حاورت عددا من الشباب في هذا التقرير عن تجاربهم في التعليم الذاتي، وكيف استفادوا من الكورسات الأونلاين في سوق العمل أو تنمية مهاراتهم واكتشاف شغفهم، ورأيهم في نظم التعليم التقليدية.
اقرأ أيضا⇐«الترفيه والراحة طريقة التعليم في فنلندا.. للتفوق عنوان»
من التعلُّم إلى تعليم الآخرين
حكاية «حسن علاء» في التعليم الذاتي بدأت مع موقع «Coursera»بهدف أن يطور نفسه في مجال دراسته. «حسن» طالب بالفرقة الثالثة بكلية علوم قسم «الفيزياء الجيولوجية» بجامعة الأزهر.
وجد «حسن» كورس «The Dynamic Earth» أو «الأرض المتحركة» المقدم من المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي. ولكنه توسع في هذه الكورسات لتشمل معارف أخرى خارج تخصصه.
التعليم الذاتي أو الأونلاين شجع «حسن» على اكتشاف نفسه بصورة أكثر، رغم حبه لمجال دراسته. فقد اكتشف شغفه بمجال تبسيط العلوم للأطفال، وبدأ في أولى خطواته الفعلية لتحقيق حلمه من خلال مجلة «Science Shop» الإلكترونية والمختصة في تبسيط العلوم.
تجربة «حسن علاء» جعلته يشجع غيره على الكورسات الأونلاين، فهو أدمن لجروب«MOOCY 4P» على «فيس بوك» والذي يساعد الشباب خطوة بخطوة على التعلم من خلال الإنترنت، وقد تمكن 40 شخصا من أصل 50، من إنهاء كورس على منصة «رواق» التعليمية بعنوان «تعلم كيف تتعلم» ليبدأ معهم بعد ذلك كورس في نفس المجال باللغة الإنجليزية على موقع «Coursera» بعنوان «Learn How to learn».
كما يستعد «حسن» للعمل في كورس لتبسيط العلوم للأطفال بالتعاون مع فريق «GPA» أو «Genius Planet Academy».
التعليم في مصر والكورسات الأونلاين
يقارن «حسن» بين التعليم هنا وتجربته في الكورسات التي تقدمها الجامعات الأجنبية، فيقول: «المعلمين في مصر غير مؤهلين لتوصيل المعلومة أو التعامل مع الطلاب، ويتعاملون معهم بعدم احترام وعشوائية بدلا من دعم وتنمية الطالب الضعيف».
المشكلة في رأيه تمكن في الطريقة المتوارثة في التعليم. منذ المرحلة الابتدائية يتعمد النظام التعليمي على الروتين والجمود، فبدلا من أن يحاول اكتشاف ميول الطفل وموهبته، يعمل على تحجيمه وتخويفه من أن يخطيء، وبالتالي يكبر الطفل على الخوف من تجريب كل ما هو جديد، في حين أن التجارب المتنوعة هي ما تساعد الإنسان على اكتشاف ما يحبه.
اقرأ أيضا⇐«حسن واتنين نقاشين.. من أجل حلمه أصبح فاشلا.. ونجح»
إعادة تأهيل المعلمين
ويتابع أن كل من المدرسين أو أساتذة الجامعة في الخارج يدرسون سيكولوجية التعامل مع الطلاب، فضلا عن أبحاثهم وتقديم مقترحاتهم في هذا المجال. والفجوة كبيرة جدا بيننا وبينهم، وما نحتاجه هو إعادة تقييم وتأهيل لجميع «الاستاف» التعليمي سواء في المدارس أو الجامعات. وهذا لن يتم إلا بقرارات حكومية تشمل خطة تطوير شاملة.
ويوضح أنه من السهل تطوير المناهج إذا تتطورت عقلية التعامل مع الطلاب. فإذا فهم المدرسون سيكولوجية الأطفال والطلاب، سيعملون على تطوير أسلوب الشرح، وبالتالي سيجدون الحاجة شديدة لتطوير المناهج، بشكل علمي وموافق للواقع.
كيف تكتشف نفسك؟
يؤكد «حسن» أن «التجريب هو الشيء الوحيد الذي يضمن أنك ستعرف ماذا تريد وتحب في الحياة.. نحن نخاف من تجربة أمور متعددة، فالندوات والقراءة المختلفة أمور مهمة جدا كي يتعرف الشاب على مجالات متنوعة ويكتشب ما يحبه».
ويتابع «أننا ليس لدينا ثقافة التجريب، والأهل عليهم أن يراقبوا اهتمامات أبنائهم ويشجعوهم، إذا وجدوا الطفل يحب الرسم أو الكرة أو غيرهما. لكن بدلا من ذلك يحجم الأهل الشاب أو الطفل ويلزمونه بالمذاكرة وفقط».
ولأن هناك كثيرا من الشباب لم يكتشفوا شغفهم بعد أو يعملون في وظائف أو يدرسون مجالات لا يحبونها، ينصحهم «حسن» بالتجريب؛ ويقول إن الشاب يمكنه ممارسة أو تعلم أي شيء يحبه بعد ساعات العمل أو الدراسة، وشيئا فشيئا عندما يطور من نفسه، يمكنه تحويل هذه الهواية إلى عمل؛ بدلا من أن يترك نفسه لروتين العمل.
أما الأشخاص الذين لم يعرفوا بعد ماذا يريدون، فالباب مفتوح أمامهم على مصراعيه لتجريب مجالات كثيرة من خلال القراءة المتنوعة والندوات والفيديوهات والأفلام الوثائقية. كما أن السوشال ميديا خلقت مجموعات متخصصة في كل المجالات يمكن للشاب أن يتعلم منها كل شي، ويجد من يرشدونه ويساعدونه، مثل جروبات الكتابة ورحلات التصوير وتعليم الفوتوشوب، وغيرها.
اقرأ أيضا⇐«بالتعليم المرح اليابان في الصدارة.. طب إزاي؟»
ولكن هل للكورسات فائدة حقيقية في سوق العمل؟
يقول «حسن» إن الكورسات الأونلاين من كبرى الجامعات الأجنبية، تعتبر نقطة قوة في السيرة الذاتية، وتجعل المتقدم للوظيفة متميزا عن غيره، ليس فقط في المقابلة الشخصية، ولكنه سيكون سابقا لزملائه بخطوة في العلم والخبرة، وستكسبه مهارات جديدة.
ويضيف أن هناك كورسات متخصصة تمكن الشباب من معرفة قدراتهم وإمكانياتهم بطريقة علمية، مثل كيف يعمل العقل؟ وكيفية التفكير الإبداعي، ستتعرف من خلال هذه الكورسات على قدرات عقلك، وكيف يمكنه اكتساب المعلومة أو تعلم شيئا جديدا.
وأخيرا يؤكد «حسن» أن من أهم المعلومات التي اكتسبها من خلال الكورسات أن العقل يزداد ذكاء من خلال ارتكاب الأخطاء، حيث تزيد قدرات العقل على التعليم من هذا الخطأ ومعالجته. وهذه المعلومة هي ما نحتاجه لقتل خوفنا من الخطأ والتجريب، الذي هو أكبر عائق لنا عن النجاح واكتشاف أنفسنا.
هذا التقرير جزء من سلسلة يتناول فيها «شبابيك» تجارب الشباب في التعليم، فتابعونا.