كيف تؤثر لغة جسدك على صفاتك الشخصية؟
لغة الجسد تعبر للآخرين عما بداخلك، وهي لا تكذب في معظم الأوقات لأن الأجساد لا تكذب وهناك كثير من الأدلة على هذا، لكن هناك جانب آخر للغة الجسد بإمكانك أن تستخدمه لتنقل لعقلك أنت رسائل معينة، وهذا الجانب أنت بالفعل تستخدمه لكن بغير وعي.
ويقوم هذا الجانب من لغة الجسد على حقيقة أن عقلك يتأثر بجسدك.
تقول باحثة في علم النفس الاجتماعي آمي كادي في إحدى مؤتمرات Tedx إن «حركاتنا وما نفعله بأجسادنا، قد يغير كثير من الأشياء في حيواتنا، ومثلما نتأثر بما نراه وما نسمعه من حولنا، فإننا نتأثر بكلامنا وحركاتنا أيضًا».
وتضيف أن «هناك أوضاع جسدية، توصل رسالة إلى عقلك الباطن، بأنك مسيطر على الأمور من حولك، وأن كل شيء على ما يرام بأن توسع ذراعيك بعيدًا عن بعضهما، أو تقوم بتشبيك اليدين أعلى مؤخرة الرأس».
وتوضح «كادي» أنه «حتى بمقارنة المبصرين وغير المبصرين منذ الطفولة، فإن أجساد البشر جميعًا تعبر عن الفخر أو النصر بنفس الحركات مثل رفع اليدين لأعلى على شكل حرف V ورفع الذقن لأعلي».
أما عندما نشعر بالضعف فإننا نقوم بالعكس تمامًا وننغلق وننسحب، ونحاول أن نجعل أجسامنا تبدو أصغر.
لاحظت باحثة علم النفس الاجتماعي أن مجموعة الطلاب الأكثر نجاحًا في صف دراسة إدارة الأعمال عندما يدخلون الفصل يكونون أقرب إلى إظهار حركات القوة والثقة عن حركات الضعف والخجل، فهم يحتلون مساحة كبيرة من المكان، وعندما يرفعون أيديهم لإجابة سؤال ما يرفعوها بشكل مستقيم لتكون ظاهرة للجميع.
بينما لاحظت «كادي» بعض الطلاب تعلن أجسادهم الانهيار التام، فهم يجلسون بشكل منكمش وعندما يرفعوا أيديهم يكتفوا برفع المنطقة حتى الساعد فقط.
اللي بيكدب بيبان عليه.. حركاته الـ6 دي هتفضحهولك
الشيء الجديد الذي أرادت «كادي» اختباره هو «هل يمكن أن تؤثر لغة الجسد على الحالة النفسية للفرد، وهل يمكن أن يشعر الفرد بالقوة إذا تظاهر بالقوة؟»، وقد قامت بذلك بالفعل بمعاونة مساعدتها دانا كرنلي في جامعة بركلي.
وتؤكد «كادي» أن «العملية متبادلة، فنحن نؤثر ونتأثر بحركات أجسادنا، وما لاحظته هو أن الجسد يؤثر على العقل كما يؤثر العقل على الجسد».
وتوضح بمثال أن: الأشخاص الأكثر نجاحًا يختلفون من الناحية العقلية عن الأشخاص الأقل نجاحًا في أن الفريق الأول أكثر تفاؤلًا و أملًا في الفوز والتقدم، ليس هذا فقط بل إن هناك اختلاف في الهرمونات: هرمون التستوستيرون (وهو هرمون السيطرة)، وهرمون الكورتيزول (وهو هرمون التوتر).
فالذكور الأكثر ثقة بأنفسهم يكون لديهم نسبة عالية من التستوستيرون، ونسبة أقل من الكورتيزول، وكذلك القادة وأصحاب المراكز العليا، وهذا يدل على الحزم والسيطرة لكن دون التوتر طوال الوقت.
في تجربتها، قررت «كادي» أن تطلب من المشتركين في العينة التي أخضعتها للبحث اتخاذ نوعين من الأوضاع لمدة دقيقتين أحدهما يوحي بالقوة والسيطرة على العكس من النوع الآخر :
وبعد ذلك طُلب منهم أن يشتركوا في إحدى ألعاب القمار، وكانت النتيجة أن 86% ممن طلب منهم الجلوس في وضعيات القوة كانوا أكثر ميلاً للمخاطرة في اللعب مقارنة بمن طلب منهم البقاء في وضعيات الانكماش.
أما نتائج التستوستيرون، كانت أن أوضاع القوى زادت من نسبة التستوستيرون لدى أصحابها بنسبة 20%، بينما الأوضاع السلبية تسببت في انخفاض التستوستيرون بنسبة 10%.
ونتائج الكورتيزول، كانت أن أصحاب الأوضاع الإيجابية انخفضت نسبة الكورتيزول لديهم بنسبة 25%، بينما زادت لدى أصحاب الأوضاع السلبية بنسبة 15%.
وإذا كان هذا تأثير دقيقتين فقط، فإنه حتمًا على المدى البعيد يكون هناك فرق شاسع بين الفريقين وفقًا لأوضاع جلوسهم.
ويمكنك أن تستخدم هذه الحيلة في مواقف التقدم لوظيفة، أو المواقف التي يتم تقييمك فيها عامة، وتنصح «كادي»: «قبل مقابلات العمل، انفرد بنفسك في أي مكان لمدة دقيقتين، وقم بفرد ذراعيك وقدميك، وقف في وضعيات مثل تلك».
لمشاهدة الفيديو كامل اضغط هنا