من غير نرفزة.. إزاي تتعامل مع طفلك العنيد؟
الطفل لا يولد عنيدًا، ولا يوجد شيء اسمه طفل عنيد بطبعه. فالعند صفة مكتسبة نتيجة التربية الخاطئة، وهو اعتراض من الطفل على الوسيلة التي يُعامل بها.
العند وسيلة الطفل للتعبير عن الرفض، أو إثبات نفسه ليقول أنا موجود ولي كيان مستقل. ويتطور العند لدى الطفل قبل سن الثلاث سنوات، عندما لا يكون قادرًا على الكلام وإخبار والديه بما يضايقه. وعندما تتطور لدى الطفل حاسة الكلام، يكون العند قد أصبح عادة لديه لا يتسطيع تغييرها.
اقرأ أيضا⇐«من غير عقاب.. إزاي تربي طفل يعتمد على نفسه؟»
ما الذي يضايق الطفل؟
هناك أمور كثيرة تصدر من الوالدين وتتسبب في غضب الطفل ولجوءه للعند، مثل كثرة الأوامر والنواهي وشعور الطفل دائما بأنه مجبر أو مقيد، بينما يحتاج لمساحة من الحرية التي يحتاجها للعب والتعلم والشعور بالاستقلالية.
كيف أفهم طفلي العنيد؟
الطفل لا يستطيع فهم أن ما يفعله الأبوان لمصلحته، مثل منعه من تناول الحلوى بكثرة أو إجباره على المذاكرة، هو يتعامل مع الأمور التي تسعدة على أنها جيدة وإذا فعلت شيئًا يحزنه فأنت لست جيدًا في نظر الطفل. هو يتعامل معك كأنك تقيد حريته في اللعب والحركة. وهو في سن أصغر بكثير من أن يفهم صراخك على أنه خوف عليه، سيشعر فقط أنك تقهره وتمنعه مما يحبه.
في هذا الفيديو تتحدث «مروة رخا» الحاصلة على ماجستير المونتيسوري حول مشكلة الطفل العنيد، ببرنامج « الن الحلو».
اقرأ أيضا⇐«طفلك بيكره التعليم؟ الحل عند ماريا مونتيسوري»
كيف نحل مشكلة الطفل العنيد؟
كن مرنًا: الأطفال الصغار يسمعون كلمة «لا» في اليوم الواحد مرات كثيرة جدا، ونادرًا ما تتاح لهم الفرصة لفعل ما يحبونه. الحركة واللعب تسمح للطفل بالنمو وفهم العالم من حوله. قدم له أنشطة أو هوايات يمارسها، أو الخروج للطبيعة، هذه الأشياء تشعر الطفل بالحرية وتعطي له مساحة ليتعلم ويستكشف ما حوله، دون الإحساس بالضغط أو القهر.
لا تمنعه: تقول الطبيبة الإيطالية والتربوية «ماريا مونتيسوري» أن الطفل يتعلم من خلال حواسه، فمثلا عندما يعبث في حقيبة والدته، فهو يحاول اكتشاف تلك الأشياء الغريبة والجديدة عليه. فكل شيء موجود في حياتنا، هو عالم غامض وساحر بالنسبة للطفل، يريد استكشافه وفهم طبيعته وكيف يعمل.
هناك أنشطة كثيرة في منهج «مونتيسوري» تُشبع دافع التجريب والاستكشاف عند الطفل، مثل نشاط سلة الكنز، وهو إحضار سلة أو حقيبه بها العديد من الأدوات الآمنة الموجودة في البيئة المحيطة للطفل، وتدع الطفل يستكشفها بنفسه.
في هذا الفيديو تستكشف الطفلة أشياء مثل أدوات المطبخ في سلة الكنز
قدم اختيارات: لا تفرض توجيهاتك للطفل في صورة أوامر ونواهي حتى لا يشعر بالتقيد. قدم له اختيارات، لا تصرخ في وجهه لينهي طعامه. قل له أمامك مثلا 5 دقائق لتنتهي من هذا الطعام. أو هيا بنا نعيد اللعب إلى مكانها، بدلًا من أن تنهره.
ضع قواعد: الطفل ابن بيئته والقواعد التي تطلبها منه يجب أن تسير على الجميع ولا يشعر كأنك تعاقبه. جميع من في البيت سيتبعون النظام ويعيد اغراضهم إلى مكانها، فيتعلم الطفل إعادة لعبه بعد الانتهاء منها. جميع من في البيت سيتناولون الغذاء معًا وفي وقت محدد، وسيغسلون أيديهم بعد تناول الطعام، وهكذا.
تواصل مع الطفل: البيت يجب أن يكون مكانًا للسعادة، يشعر فيه الطفل بالحب والتقدير اللازم لنمو شخصيته، لا مكانا يشعر فيه أنه غير مرغوب فيه. من أهم أسباب العند لدى الطفل هو انعدام العلاقة أو الصداقة بين الطفل ووالديه، فيراهم في صورة الخصم الذي يفعل أشياء لا ترضيه. الحوار وإقناع الطفل سيكسر هذه الحواجز شيئًا فشيئًا.
اقرأ أيضا⇐«لتشجيع الطفل على التعلم.. 4 مبادئ مونتيسوري»