للرجال.. «الهوس الجنسي» مرض وهذا علاجه
الرجل متهم بكثرة التفكير في الجنس.. البعض يتفاخر بهذا ويعتبره علامة على الرجولة، ويصل به الأمر لحد «الهوس بالجنس».
لكن ما هو الحد الفاصل بين التفكير الطبيعي والمبالغ فيه؟ هل الرجل بطبيعته يجب أن يكون «مهوسًا» بجسد المرأة؟ أم أنها صفة ألصقها المجتمع بالرجل دون وجه حق؟
إذا كان الرجل عمليا في تفكيره بالجنس ولا يشترط أن تصحبه عاطفة؛ بعكس المرأة التي تزيد العاطفة من رغبتها.. لكن هذا لا يمنع وجود عدة عوامل تزيد من تفكير الرجل في الجنس، عن الحد الطبيعي؛ وفقًا لاستشاري العلاقات الأسرية، أحمد علام، وهي:
ثقافة المجتمع: الذي يجعل الرجل منفتحًا في حديثه عن رغباته؛ إضافة للكبت الجنسي وعدم السماح بالتعامل بين الأولاد والبنات منذ الطفولة.
الفراغ: الذي يزيد حدة التفكير في الجنس ابتداء من المراهقة، ويستمر لعدم وجود مسئوليات أو هوايات تشغل تفكير الشباب.
التوعية الخاطئة: يجد الأهل الكثير من الحرج في توعية أبنائهم جنسيًا، ويخافون أن هذه التوعية ستؤدي لانحرافات سلوكية، فيأخذ كل أفكاره من المجتمع.
بعض الأشخاص فقط
لا يمكن أن نقول أن هذه حالة عامة، فهناك رجال كثيرون لا يفكرون في الجنس بهذه الصورة المبالغة.. هذا ما يؤكده استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب الدكتور إبراهيم مجدي.
درجة التفكير في الجنس تختلف وفقًا لمستوى الرجل التعليمي أو الثقافي، أو هل هو سعيد مع زوجته أم لا؟ والرجل الناجح في حياته أو لديه اهتماماته الخاصة، لن يسيطر الجنس على تفكيره.
ويضيف مجدي أن الرغبة الجنسية عند المرأة أحيانًا تكون أقوى من الرجل، لكن المجتمع يُحرم عليها التصريح.. كما أن المجتمع يجعل تفكير الرجل في المرأة ينصب على جسدها.
تنفيس للضغوط
عند اختيار الرجل لشريكة حياته فالطبيعي أن يوازن بين جمالها وشخصيتها؛ لكن عندما يتحول الجنس لنوع من الهوس، فهذه حالة شاذة، هذا ما يؤكده استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز.
الجنس أيضًا بالنسبة للرجل وسيلة للتنفيس عن الضغوط، سواء كانت نفسية أو اجتماعة أو اقتصادية، ويؤكد فرويز أن الكبت له عامل كبير في «الهوس» بالجنس، لأن الفعل غير متاح.
إدمان الجنس.. حكايات الرغبة المتوحشة وأسرار المرض
آراء الشباب
تحدث «شبابيك» مع مجموعة من الشباب حول سيطرة التفكير في الجنس على عقل الرجل؟ وكانت إجابتهم كالتالي:
-
أولوية عند الرجل
«أول حاجة بيقيمها الرجل في الست هو جمالها الجسدي، وبعدين شخصيتها» يقول محمد سيد 24 سنة. ويضيف: «المهم جمال البنت يرضيني الأول حتى لو متوسطة الجمال، وبعدين شخصيتها. بس مينفعش يكون الجمال لوحده أساس الاختيار».
-
الحرمان هو السبب
يعترف إسماعيل محمد 32 سنة أن التفكير في الجنس يستحوذ على نسبة كبيرة من عقل الرجل. والسبب «أن المجتمع قائم على الحرمان، وبالذات أي تعامل مع الجنس الآخر منذ الطفولة. وده بيخلق جواه كبت شديد، بيدفعة للخيالات الجنسية المريضة».
-
النساء يفكرن في الجنس أيضًا
يقول مصطفى أبو وردة 24 سنة: «الجنس بيستحوذ على تفكير الستات زى الرجالة بالظبط. بس اللى يفرق ان البنات مش بيعبروا عن رغبتهم فى الجنس. و الكبت من أهم العوامل اللى بتخلى الجنس يستحوذ على تفكير الراجل والست».
هل يوجد علاج؟
يؤكد استشاري العلاقات الأسرية، الدكتور أحمد علام أن معظم الشباب يرون أن التفكير الكثير في الجنس شيء طبيعي، كما أن ادراك الشاب للمشكلة أولى خطوات العلاج.
ويوضح علام أن هناك خطوات يجب أن يتبعها الشباب مع نفسه ليقلل حدة «الهوس بالجنس»، نوضحها في التصميم الآتي:
الاختلاط حل أم مشكلة؟
الاختلاط في المدارس منذ الطفولة، يسمح للأولاد أن يتفهموا شخصية البنت. لكنه يجب أن يرتبط بتوعية شديدة من البيت والمدرسة ليفهم الولد اختلافات البنت ويحترمها ولا يحتقرها؛ وفقًا لـ«علام».
ويؤكد استشاري العلاقات الأسرية أن هذه التوعية ستمنع التجاوزات الأخلاقية التي تحدث في بعض المدارس المختلطة، فالمراهق الذي يشاهد الأفلام الأجنبية أو ينفتح على التكنولوجيا، سيعتقد أن هذه التجاوزات هي «العادي» وسيحاول تقليد ما يراه.
من غير وجع قلب.. إزاي تتخلص من حب قديم في حياتك؟
الزواج وعلاج الكبت
«الزواج سيكون متنفسًا للكبت والخيالات الجنسية.. لكن لكل قاعدة شواذ» كما يقول الدكتور أحمد علام، فبعض الشباب مهما تزوج، سيظل «مهوسًا» بالجنس.
وهناك نوع آخر لا يستطيع إشباع زوجته جنسيا أو يستخدم العنف معها، وبالتالي سترتبط هذه العلاقة في ذهن الزوجة بالألم، وستتهرب منها؛ ولن يكون الزوج متفهمًا لأصل المشكلة وبالتالي سيتهمها بالتقصير، ويبحث عن زوجة ثانية أو إشباع رغبته الجنسية بطرق أخرى.
ويوضح «علام» أن أول خطوة في العلاج لهذا النوع هو حديث الزوجان في هذه المشكلة وعدم الخجل منها، والخطوة الثانية هي اللجوء لمتخصص، سواء أكان طبيبًا نفسيا أم استشاري علاقات أسرية.
هل للمجتمع دور؟
إذا كان المجتمع هو السبب الرئيسي في مشكلة «الهوس الجنسي» فجميع أطرافه تقع عليها مسئولية الحل، وفقًا للدكتور أحمد علام:
الأسرة: مع سن 14 أو 15 عامًا، على الأهل أن يبدؤوا مع طفلهم الحديث بأسلوب غير مباشر ومراعاة طريقة الكلام اللائقة. وقبل ذلك يجب على الوالدين التقرب من الطفل والتحاور معه وتفهمه حتى يكسروا جميع الحدود التي تمنع الحديث في هذا الموضوع.
المؤسسة الدينية: المؤسسات الدينية عليها دور في مخاطبة المراهقين بالجانب الديني لهذه المشكلة؛ خاصة أن المجتمع يعاني من التدين الظاهري.
الإعلام: هناك برامج كثيرة تتحدث عن مشاكل العلاقة الزوجية، لكن لا شيء منها يقدم توعية حقيقة للمراهقين.
المدرسة: يرى «علام» أن المدرسة غير مؤهلة للتوعية الجنسية للمراهقين، لأن المدرسين أنفسهم غير مؤهلين في الوقت الحالي. لكن قد يتم من خلال الأخصائيين الاجتماعين إذا كان أحد الطلاب يعاني مشكلة معينة.