الاعتراف بكليات الطب الخاصة المصرية في السعودية.. جدل واسع وحقيقة غائبة

الاعتراف بكليات الطب الخاصة المصرية في السعودية.. جدل واسع وحقيقة غائبة

أثارت أنباء متداولة على منصات التواصل الاجتماعي بشأن مستقبل كليات الطب الخاصة في مصر جدلاً واسعاً، بعدما انتشرت منشورات تفيد بوقف المملكة العربية السعودية الاعتراف بشهادات بعضها، إلى جانب برامج في جامعات حكومية عريقة.

واستندت هذه المنشورات إلى لقطات شاشة من موقع «سفير الجامعات» التابع لوزارة التعليم السعودية، ما قسم المتابعين بين مصدق للخبر ومكذب له، وسط تباين كبير في تفسير القرارات الصادرة.

إلغاء الاعتراف بكليات الطب تستند إلى وثائق رسمية

بدأت القصة تنتشر حينما تداول مستخدمون صورًا تظهر حالة بعض الجامعات المصرية على نظام «سفير الجامعات» الخاص بمعادلة الشهادات.

وتُظهر إحدى الصور المتداولة أن جامعة 6 أكتوبر «غير موقوفة»، لكن مع ملاحظة تفيد بـ «تم إيقاف الاعتراف والمعادلة لتخصص الطب البشري في درجة البكالوريوس اعتباراً من تاريخ 1447/02/10 هـ الموافق 2025/08/14 م».

وعزز هذا الادعاء صور أخرى تخص جامعة القاهرة الحكومية، والتي أظهرت ملاحظات مشابهة تفيد بإيقاف الاعتراف ببرامج التمريض للدكتوراة والماجستير، وإيقاف برامج البكالوريوس في طب الأسنان والطب البشري للطلاب الملتحقين بعد تاريخ 1447/12/01هـ.

واعتبر مروجو هذه الأنباء أن القرار يشمل العديد من كليات الطب الخاصة والبرامج الحكومية، ورأوا فيه دليلًا على عدم الاعتراف بهذه الشهادات للعمل داخل المملكة. 

وربط بعضهم بين هذا القرار المزعوم وبين تخفيض نسب القبول في كليات الطب المصرية، حيث أشار أحد المعلقين إلى أن النزول بمجموع طب إلى 73% هو السبب.

ما حقيقة تعليق الاعتراف بكليات الطب الخاصة بالسعودية؟

في المقابل، ظهرت وجهة نظر أخرى تؤكد أن الخبر المتداول غير صحيح ومضلل، وتوضح أن الإجراءات المذكورة لا تعني إلغاء الاعتراف بالشهادات المصرية بشكل عام لغرض العمل. 

ويشير هذا التوجه إلى أن جميع خريجي الجامعات المصرية المعترف بها من المجلس الأعلى للجامعات في مصر، شهاداتهم معتمدة في السعودية.

ويوضح أصحاب هذا الرأي أن القرارات المذكورة في موقع «سفير» تتعلق ببرنامج الابتعاث الحكومي للطلاب السعوديين، وليس بالاعتراف العام بالخريجين المصريين أو غيرهم. 

وبحسب منشور لأحد المستخدمين، فإن «أغلب الجامعات المصرية بما فيها القصر العيني غير معترف بكليات الطب فيها للابتعاث بسبب تكدس أعداد الطلاب ومشاكل أخرى»، مؤكداً أن هذا الإجراء التنظيمي للابتعاث «لا علاقة له بالاعتراف بالخريجين المصريين لغرض السفر».

وبناءً على ذلك، فإن الإيقاف المذكور يخص فقط الطلاب السعوديين الراغبين في الدراسة بهذه الجامعات على نفقة برنامج الابتعاث السعودي، ولا يمس الخريجين الحاليين أو المتقدمين للعمل في المملكة من خريجي هذه كليات الطب الخاصة والجامعات الحكومية. 

ويؤكد هذا أن الإجراء يهدف إلى تنظيم عملية الابتعاث وليس التشكيك في جودة التعليم في كليات الطب الخاصة أو الحكومية بمصر.

وجاءت العديد من تعليقات الطلاب والمستخدمين على ما تم تداوله بشأن إلغاء الاعتراف بكليات الطب في السعودية، فقد دوّن «Ahmed Alaa AbdulRahman»: «دي بتكون مجرد إجراءات تراخيص الجامعات بتدفع فلوس للدولة فشخلل عشان تعدي».

أما صاحب حساب ثقتي بربي تكفيني ذكر الآتي: «المشكلة مش في الكلية، المشكلة في 70% اللى دخلوا بيها الطب بيبقى الطالب فاشل ويطلع دكتور ويظبط على الناس».

​​​​​​​

تسنيم هاني

تسنيم هاني

صحفية مصرية خريجة كلية الإعلام