أسرة ديرمواس

أسرة ديرمواس


انتقام زوجة الأب.. كشف لغز مصرع أسرة ديرمواس بعد أسابيع

حاول خبراء البحث الجنائي وأساتذة طب السموم كشف لغز مصرع أسرة بأكملها في قرية ديرمواس بالمنيا، عقب تناول وجبة عشاء دون جدوى، بينما عثرت الأجهزة المعنية على المفتاح الذي فك لغز الجريمة متكاملة الأركان بعد أسابيع.

انتقام زوجة الأب وراء مقتل أسرة ديرمواس

وكشفت أجهزة وزارة الداخلية، في بيانها اليوم الأحد، عن ملابسات واقعة مصرع أسرة كاملة بقرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا، والتي أثارت حالة واسعة من الجدل والحزن خلال الأسابيع الماضية، بعد وفاة 6 أطفال ووالدهم في ظروف غامضة، بينما كانت زوجة الأب هي المتهم الأول في تلك الجريمة التي وقعت في يوليو الماضي.

وأوضحت التحريات أن الزوجة الثانية للأب هي من تقف وراء الجريمة، بعدما أقدمت على دس مادة سامة داخل خبز الطعام الذي أعدته لأبناء زوجها ووالدتهم، وذلك بدافع الانتقام، عقب قيام الزوج برد طليقته الأولى إلى عصمته، واعتقاد المتهمة أنه سيهجرها.

وأكدت وزارة الداخلية أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمة، تمهيدًا لعرضها على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات في القضية التي وقعت .

تفاصيل الجريمة المأساوية

وتعود أحداث الواقعة التي هزّت الرأي العام في محافظة المنيا إلى وفاة الأشقاء الستة واحداً تلو الآخر، نتيجة استخدام مبيد حشري قاتل يعرف بـ الكلورفينابير، وهو مادة سامة خطيرة لا تترك أثرًا واضحًا في التحاليل التقليدية، ما زاد من غموض القضية في بدايتها.
وحول السم القاتل حياة الأسرة إلى مأساة، بعدما أصاب أفرادها بتسمم قاتل أدى إلى فشل أعضاء الجسم الحيوية وانتهى بوفاتهم جميعًا، ولكن دون أن يدرك خبراء السموم نوع السم القاتل الذي توفوا به جميعا.

طبيعة السم القاتل الكلورفينابير

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن مادة الكلورفينابير ليست سمًا مباشرًا في حد ذاتها، بل تتحول داخل الجسم إلى مادة أخرى فعالة تعرف باسم CL 303.268 عقب دخولها الكبد.
وتستهدف المادة الخلايا المسؤولة عن إنتاج الطاقة "الميتوكوندريا"، فتقوم بشلها وتحويلها من مصدر للطاقة إلى أداة تدمير داخلي، ما يؤدي إلى ارتفاع خطير في درجة حرارة الدم، تصلب العضلات، غيبوبة، ثم الوفاة.

لماذا يصعب اكتشاف سم الكلورفينابير في التحاليل؟

تكمن خطورة الكلورفينابير في أنه لا يترك بصمات واضحة في التحاليل الطبية الروتينية، وذلك لسببين رئيسيين:

  1. ليس مادة سامة بشكل مباشر، بل يتحول داخل الجسم إلى مركب قاتل.
  2. المادة النشطة تتحلل سريعًا بعد الوفاة، ما يجعل اكتشافها أمرًا معقدًا للغاية.

ويحتاج الكشف عنه إلى تقنيات تحليلية متقدمة مثل كروماتوجرافيا الغاز أو السائل مطياف الكتل «GC-MS»، وهي تقنيات غير متاحة إلا في مختبرات متخصصة محدودة، ما يضاعف من صعوبة إثبات التسمم بهذه المادة.

قيود عالمية على استخدام المبيد

وطور المبيد القاتل بواسطة الشركة الألمانية الشهيرة BASF ليكون حلًا لمكافحة الآفات الزراعية المقاومة للمبيدات التقليدية، ورغم فاعليته في المجال الزراعي، إلا أن سميته العالية على الإنسان والبيئة دفعت دولًا عديدة لفرض قيود صارمة عليه.

وحظر الاتحاد الأوروبي بالكامل ذلك المبيد منذ عام 2005، بينما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية قيودًا مشددة على استخدامه، في حين لا يزال متداولًا في بعض الأسواق العالمية، ما يفتح الباب أمام استغلاله في جرائم مشابهة.

أعراض التسمم بالكلورفينابير

ووفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، فإن أعراض التسمم بالكلورفينابير لا تظهر بشكل فوري، بل تتأخر لساعات طويلة قد تصل إلى 72 ساعة، مما يجعل إنقاذ المصابين أمرًا بالغ الصعوبة.
وتبدأ الأعراض كالتالي:

  • غثيان وقيء.
  • إرهاق عام.
  •  ثم تتطور إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة قد يتجاوز 40 درجة مئوية.
  •  تشنجات عضلية مؤلمة.
  •  ضيق حاد في التنفس.
  •  فشل في وظائف الكلى والكبد، قبل أن يدخل المصاب في غيبوبة تنتهي بالوفاة.