سعر الذهب العالمي اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025.. هدوء حذر يسبق عواصف قرار الفيدرالي الأمريكي

شهد سعر الذهب العالمي اليوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025، تراجعًا طفيفًا في مستهل التعاملات، حيث يترقب المستثمرون بحذر شديد اجتماعات هامة للبنوك المركزية الكبرى حول العالم، فضلًا عن مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي قد ترسم مسار السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة. 

جاء هذا الانخفاض المحدود بأسعار الذهب عالميًا في وقت تتزايد فيه التكهنات حول مستقبل أسعار الفائدة، مما يضع المعدن الأصفر تحت ضغط طفيف ولكنه مستمر.

وسجلت العقود الآجلة للذهب تراجعًا بنسبة 0.46% لتصل إلى 3665.2 دولار للأونصة، في حين شهد سعر التسليم الفوري انخفاضًا بنسبة 0.35%، مسجلًا 3627.2 دولار للأونصة. 

ويعكس هذا الأداء حالة من الترقب التي تسيطر على الأسواق، حيث يحجم كبار المستثمرين عن اتخاذ مراكز جديدة قبيل صدور بيانات قد تغير قواعد اللعبة.

ترقب بيانات التضخم الأمريكية وتأثيرها على سعر الذهب العالمي

تتجه أنظار الأسواق حاليًا نحو بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، والتي من المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم. 

وتشير استطلاعات الرأي التي أجرتها وكالة «رويترز» إلى توقعات بأن يسجل المؤشر زيادة شهرية بنسبة 0.3% في أغسطس، مقارنة بارتفاع بلغ 0.2% في يوليو. 

أما على أساس سنوي، فمن المتوقع أن يرتفع معدل التضخم إلى 2.9% بعد أن سجل 2.7% في يوليو.

وكانت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم أمس الأربعاء قد أظهرت انخفاضًا غير متوقع في مؤشر أسعار المنتجين الأمريكيين لشهر أغسطس، مدفوعًا بتراجع هوامش الخدمات التجارية وزيادات متواضعة في تكاليف السلع. 

وأدت هذه البيانات إلى تعزيز التوقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير النقدي في وقت أقرب مما كان يُعتقد سابقًا، وهو ما قد يوفر دعمًا لأسعار الذهب على المدى المتوسط. 

ويتأثر سعر الذهب العالمي بشكل مباشر ببيانات التضخم؛ حيث إن ارتفاعها يقلل من جاذبية المعدن الأصفر كأداة للتحوط.

توقعات بخفض الفائدة تدعم المعدن الأصفر

وأكد محللون أن أي ضعف إضافي في البيانات الاقتصادية الأمريكية، من شأنه أن يعزز من قوة المعدن الأصفر. 

وفي هذا السياق، قال محلل السوق لدى "City Index" في تصريحات لوكالة "رويترز": «إن حدوث أي من الضعف الإضافي في البيانات الأمريكية، سيؤدي من شأنه إلى تقديم المزيد من الدعم للمعدن الأصفر، وذلك في ظل الرأي القائل إنه من المتوقع حدوث عمليتي خفض للفائدة قبل نهاية العام الجاري».

ويدعم هذا الاتجاه تقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي الذي صدر الأسبوع الماضي، والذي أشار بوضوح إلى تباطؤ في سوق العمل، مما يعزز من توقعات التيسير النقدي. 

جدير بالذكر أن الذهب الذي لا يدر عائدًا، يميل إلى الارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث تقل تكلفة الفرصة البديلة لحيازته مقارنة بالأصول الأخرى ذات العائد مثل السندات. 

ويظل سعر الذهب العالمي مرتبطًا بشكل وثيق بقرارات السياسة النقدية للبنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي، مما يجعل الفترة الحالية حاسمة لتحديد اتجاهاته المستقبلية.