أم تقاضي لعبة روبلوكس بسبب انتحار ابنها.. اللعب تحول إلى مأساة

أم تقاضي لعبة روبلوكس بسبب انتحار ابنها.. اللعب تحول إلى مأساة

واجهت لعبة روبلوكس إحدى أكبر منصات الألعاب في العالم، دعوى قضائية هي الأولى من نوعها، قدمتها والدة مراهق أمريكي قام بالانتحار بسبب مخاطر اللعبة. 

دعوى ضد لعبة روبلوكس 

تقدمت والدة الضحية، بيكا دالاس، تفاصيل مؤلمة في أوراق الدعوى التي رفعتها ضد كل من شركة روبلوكس ومنصة التواصل «ديسكورد»، حيث تشير إلى أن ابنها إيثان تعرض لعملية استغلال مروعة على يد مستخدم يُدعى «نات». 

كشفت التحقيقات لاحقًا أن هذا المستخدم هو رجل يبلغ من العمر 37 عامًا، ويدعى تيموثي أوكونور، وهو شخص لديه سجل جنائي سابق يتعلق بجرائم حيازة مواد إباحية للأطفال ونقل محتوى ضار إلى قُصّر.

وأكدت في الدعوى أن المأساة لم تكن وليدة اللحظة، إذ اعترف إيثان لوالدته بتفاصيل ما حدث معه قبل 4 أشهر من وفاته، وهو ما دفع العائلة إلى تحميل المنصات الرقمية مسؤولية الفشل في توفير بيئة آمنة. 

واكتسبت هذه القضية أهميتها من كونها الأولى من نوعها التي تستهدف لعبة روبلوكس نفسها، مطالبة إياها بتحمل المسؤولية عن بيئتها الرقمية، بدلاً من الاكتفاء بملاحقة الجاني المباشر.

لعبة روبلوكس تواجه ضغوطًا قضائية متزايدة

جاءت هذه الدعوى لتزيد من الضغوط التنظيمية والقضائية التي تواجهها الشركة، فهي ليست الحادثة المعزولة الأولى التي تضع سياسات السلامة في لعبة روبلوكس على المحك. 

ففي أغسطس الماضي، رفع المدعي العام لولاية لويزيانا، ليز موريل، دعوى قضائية ضد الشركة، متهمًا إياها بالتقصير في تطبيق ضوابط أمان أساسية. 

كما فتح نظيره في ولاية فلوريدا، جيمس أوثماير، تحقيقًا موسعًا حول تقارير تفيد بتعريض الأطفال لمحتوى ضار وشخصيات خطرة عبر المنصة.

حظرلعبة روبلوكس 

تتمتع لعبة روبلوكس بشعبية هائلة، حيث يتجاوز عدد مستخدميها النشطين يوميًا 79 مليون شخص، يشكل من هم دون سن 13 عامًا أكثر من نصف هذا العدد. 

وبينما تتيح المنصة فرصًا لتنمية الإبداع عبر ملايين التجارب والألعاب التي يصممها المستخدمون، يرى الخبراء أن هذا الانفتاح ذاته يخلق ثغرات قد يستغلها المتربصون بالأطفال. 

أدت هذه المخاوف المتزايدة إلى حظر اللعبة في عدد من الدول، من بينها الكويت وتركيا والصين وقطر وعمان، التي رأت في محتواها خطرًا على السلامة العامة والقيم المجتمعية.

وفي أول رد فعل رسمي على الدعوى الأخيرة، أقر متحدث باسم روبلوكس بأن مشكلات السلامة المتعلقة بالأطفال موجودة عبر الصناعة بأكملها، مؤكدًا أن الشركة تعمل باستمرار على تطوير أدوات أمان جديدة وتتعاون مع جهات إنفاذ القانون. 

وأعلنت الشركة بالفعل عن حزمة إجراءات جديدة لتعزيز الحماية، تتضمن تشديد القيود على المحتوى وتوسيع خاصية التقدير العمري، في محاولة لاستعادة ثقة المجتمع والأهالي.

 

تسنيم هاني

تسنيم هاني

صحفية مصرية خريجة كلية الإعلام