لعبة روبلوكس.. من تطبيق ترفيهي للأطفال إلى عالم الجريمة
تحولت لعبة روبلوكس من مجرد منصة ترفيهية شهيرة تجذب ملايين الأطفال حول العالم، إلى ساحة خلفية لمخاطر جسيمة تهدد سلامتهم النفسية والجسدية، حيث تتصاعد التحذيرات من استغلالها من قبل مختلين ومتنمرين لاستدراج لاعبين قُصّر.
وهو ما أدى إلى تسجيل جرائم مروعة أجبرت بعض الدول على حظرها بشكل كامل.
تجاوزت خطورة اللعبة حدود العنف والإيحاءات غير اللائقة المضمنة في تصميمها، لتصل إلى التلاعب المباشر بعقول الأطفال.
وفي واقعة صادمة، استدرجت سيدة أمريكية من فلوريدا تدعى تارا سايكس، طفلة عبر نظام المحادثات في اللعبة، وأقنعتها بقتل أخيها البالغ من العمر 1 عامًا.
ووفقًا للتقارير، قدمت سايكس للطفلة تعليمات حول كيفية تنفيذ الجريمة، وهددتها بالقتل إن لم تمتثل، وبالفعل، قامت الطفلة بإلقاء أخيها على الأرض، مما تسبب في كسر بجمجمته، قبل أن تشعر بالذعر وتخبر والديها بمحاولة السيدة إقناعها بقتلهما أيضًا.
وفي حادثة أخرى، يُعتقد أنها السبب وراء حظر اللعبة في قطر، أفادت أنباء بأن لاعبين أصدروا حكمًا على طفل بالانتحار، وأقنعوه بأن إطلاق النار على نفسه بسلاح لن يؤدي إلا إلى إصابة طفيفة، لينتهي الأمر بوفاة الطفل.
تحذيرات الأهالي من لعبة روبلوكس.. شهادات حية
شارك عدد من أولياء الأمور تجاربهم المقلقة عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي تكشف عن الوجه المظلم لهذه اللعبة.
وتروي إحدى الأمهات قائلة: «ابني حذف اللعبة بعد أن سأله شخص غريب عن اسمه الكامل وعنوانه وسنه».
وتصف ولية أمر أخرى تغيراً جذرياً في سلوك ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات بعد 6 أشهر من ممارسة لعبة روبلوكس، حيث أصبحت «منعزلة، وتتحدث في أمور خاصة مع أصدقائها في اللعبة بعيدًا عن أعين الأسرة، وتغير سلوكها تمامًا، حتى اضطررت لحذف اللعبة من هاتفها».
فيما ذكرت أم أخرى أنها فوجئت بشخص بالغ يتحدث مع ابنها عبر المحادثة الصوتية ويوجه له أسئلة شخصية عن أسرته، مما أصابها بالذعر ودفعها لمسح اللعبة فورًا.
مخاطر لعبة روبلوكس وآليات الإدمان
يؤكد الخبراء وأولياء الأمور أن تصميم لعبة روبلوكس يعتمد على آليات تشجع على الإدمان، وهو ما يجعل الأطفال يقضون ساعات طويلة في عالمها الافتراضي دون رقابة، مما يسهل على الغرباء التواصل معهم.
وقد عبرت أحد الأمهات عن ذلك بحسرة قائلة: «للأسف، أدمن ابني عليها، وعندما أحاول منعه منها ينهار تمامًا».
وقد أدت هذه المخاطر المتصاعدة إلى حظر لعبة روبلوكس في دول مثل تركيا وقطر، على الرغم من أن الحظر في تركيا قوبل بمظاهرات من قبل بعض الأطفال للمطالبة بإعادتها، مما يوضح مدى تأثيرها العميق عليهم.
ويبقى التحدي الأكبر هو حماية الأطفال من الجانب المظلم للعبة، الذي حولها من أداة ترفيه إلى فخ قد يقود إلى ما لا يحمد عقباه.