توقعات اجتماع الفيدرالي القادم 2025 وموعد انعقاده.. خفض جديد للفائدة يقترب
تتجه أنظار الأسواق العالمية إلى اجتماع الفيدرالي الأمريكي، المقرر عقده يومي 28 و 29 أكتوبر 2025، واهتم الكثيرون للإطلاع على توقعات الخبراء الاقتصاديين.
وتُجمع التوقعات شبه المؤكدة على أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) ستُقر خفضا جديدا لسعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس، ليصبح النطاق المستهدف الجديد بين 3.75% و 4.00%، وهو المستوى الأدنى منذ أواخر عام 2022.
يأتي هذا القرار استكمالا لمسار التيسير النقدي الذي بدأه البنك في سبتمبر الماضي، حين خفض الفائدة للمرة الأولى هذا العام، مؤكدا تحوله عن سياسة التشديد الاستثنائية التي اتبعها سابقا.
مهمة الهبوط الناعم الصعبة أمام الفيدرالي الأمريكي
يواجه الفيدرالي الأمريكي مهمة توصف بنسج الإبرة، حيث يحاول الموازنة بين هدفين متضاربين، ألا وهما دعم سوق العمل التي تظهر علامات تباطؤ واضحة، وبين الاستمرار في كبح التضخم الذي لا يزال مرتفعا.
وتدعم البيانات الاقتصادية الأخيرة هذا التوجه الحذر نحو التيسير؛ فقد أظهرت سوق العمل تباطؤا كبيرا مع إضافة 22,000 وظيفة فقط في سبتمبر، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%.
جدير بالذكر أن هذه الأرقام تمنح مبررا قويا للجنة للتحرك، لدعم التوظيف وتجنب الركود.
وفي المقابل، سجل الناتج المحلي الإجمالي نموا قويا بلغ 3.8% في الربع الثاني، مما يدعم سيناريو الهبوط الناعم للاقتصاد، لكنه يبقي الضغوط التضخمية قائمة.
التضخم في أمريكا والضغوط السياسية
يبقى التحدي الأكبر متمثلا في التضخم، فعلى الرغم من تراجعه عن مستويات الذروة، سجل مؤشر أسعار المستهلكين 3.0% في سبتمبر، وهو رقم لا يزال بعيدا عن الهدف الرسمي للبنك البالغ 2%.
وتزيد الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية من تعقيد المشهد، كونها تشكل خطرا تضخميا خارجا عن سيطرة البنك المركزي.
ويضع هذا التحرك الفيدرالي الأمريكي في مسار معاكس لمعظم نظرائه في أوروبا الغربية، حيث يتجه البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا إلى إيقاف دورات التيسير مؤقتا، بينما يتوقع أن يخفض 15 بنكا مركزيا رئيسيا حول العالم أسعار الفائدة قبل نهاية العام.
ويتزامن الاجتماع مع ضغوط سياسية متواصلة من الرئيس دونالد ترمب، الذي يطالب بخفض حاد وقوي لأسعار الفائدة، ويستهدف رئيس البنك جيروم باول بتصريحاته، قبيل انتهاء ولاية باول في مايو 2026.
زفاف فرح الموجي نجمة ذا فويس كيدز.. كبرت وبقت عروسة
كلمة السيسي كاملة في احتفالية مصر وطن السلام
حادث طريق السويس اليوم.. الناس مرمية على الأرض (صور)
انقسام داخلي حول وتيرة خفض أسعار الفائدة
تكشف تصريحات مسؤولي الفيدرالي الأمريكي قبل بدء فترة التعتيم الإعلامي، عن انقسام واضح في الآراء حول المسار المستقبلي.
ويميل بعض الأعضاء، مثل المحافظ كريستوفر والر، إلى وتيرة أبطأ في الخفض، محذرين من إذكاء التضخم مجددا، خاصة مع استمرار النمو الاقتصادي القوي.
وفي المقابل، يدعو آخرون، مثل المعين حديثا ستيفن ميران، إلى خفض حاد لدعم سوق العمل.
ويبدو أن القرار سيعتمد على نهج متوازن يمثله أعضاء مثل ألبرتو مسالم، رئيس احتياطي سانت لويس، الذي ربط دعمه لخفض إضافي بظهور مزيد من المخاطر على سوق العمل.
الأنظار تتجه نحو بيان أكتوبر واجتماع ديسمبر
يكتسب بيان السياسة النقدية الذي سيصدر يوم الأربعاء 29 أكتوبر أهمية مضاعفة، نظرا لأن هذا الاجتماع لا يتضمن إصدار التوقعات الاقتصادية المحدثة (Dot Plot).
وسيبحث المحللون والمستثمرون عن أي تلميحات دقيقة في صياغة البيان، وفي المؤتمر الصحفي لـ«باول»، حول نية الفيدرالي الأمريكي بشأن اجتماع ديسمبر المقبل.
وتشير استطلاعات حديثة، مثل مسح «رويترز»، إلى أن نسبة 71% من الاقتصاديين يتوقعون خفضا إضافيا في ديسمبر، لكن هذا الإجماع أقل قوة من توقعات اجتماع أكتوبر، مما يترك الباب مفتوحا أمام ما ستحمله البيانات الاقتصادية القادمة.