أصبحت الدولة السعودية الثانية في عهد الإمام فيصل بن تركي أكثر قوة واتساعا.. صواب أم خطأ؟

أصبحت الدولة السعودية الثانية في عهد الإمام فيصل بن تركي أكثر قوة واتساعا.. صواب أم خطأ؟

يعد عهد الإمام فيصل بن تركي، على الرغم من التحديات الجسيمة والانقطاعات التي واجهته، فترة محورية في تاريخ الدولة السعودية الثانية.

ورغم أن فترة حكمه الأولى انتهت بالاعتقال والنفي، إلا أن عودته وقيادته للدولة في فترته الثانية رسخت مرحلة من الاستقرار والقوة والتوسع.

نظرة على فترة حكم الإمام فيصل بن تركي

واجه الإمام فيصل بن تركي، فور توليه الحكم بعد وفاة والده مؤسس الدولة، تحديات كبرى هددت كيان الدولة الوليدة، تمثلت في التدخل الخارجي في شؤون الدولة السعودية، وتحديدا من قبل محمد علي باشا، والي مصر.

وحاول الإمام فيصل بن تركي في البداية أن يتصدى لهذه الحملات العثمانية، فأظهر حسن النية تجاهها، لكنه أدرك عدم قدرته على مواجهتها عسكريا في ذلك الوقت، ولجأ إلى المناورة بالانتقال إلى القصيم ثم الأحساء، بينما عين محمد علي باشا مناوئا له في الرياض.

ولم يستسلم الإمام فيصل بن تركي، بل عاد للمقاومة، وتمكن جيشه من تحقيق نصر كبير في معركة الحلوة عام 1253هـ، والتي وُصفت بأنها من معارك البطولة والشجاعة، وكانت محاولة جادة لطرد المعتدين.

تواصلت الضغوط العسكرية وأرسل محمد علي حملة عسكرية ثانية بقيادة خورشيد باشا، وقد مال القائد العثماني في البداية إلى مهادنة الإمام فيصل بن تركي، لكنه فشل في دخول الرياض.

وتطورت الأحداث إلى مواجهة عسكرية انتهت باضطرار الإمام فيصل بن تركي إلى التسليم عام 1254هـ، ونُقل الإمام فيصل إلى مصر وسُجن هناك، لتنتهي بذلك الفترة الأولى من حكمه.

​​​​​​​

شكلت هذه الأحداث انقطاعا مؤقتا، لكنها لم تنه مسيرة الإمام فيصل بن تركي، فبعد أن اضطر محمد علي باشا لسحب قواته من شبه الجزيرة العربية بموجب معاهدة لندن عام 1256هـ، تمكن الإمام فيصل بن تركي من الفرار من سجنه في مصر.

وعاد الإمام إلى الرياض ليتولى الحكم لفترة ثانية استمرت حتى وفاته في عام 1282هـ، وهنا يكمن الدليل القاطع على صحة العبارة، حيث يؤكد النص التاريخي: نجح الإمام فيصل ابن تركي في استعادة بعض أجزاء الدولة السعودية، وأصبحت الدولة في عهده أكثر قوة واتساعا.

شرع الإمام فيصل بعدها في مرحلة جديدة من «إعادة توحيد أجزاء الدولة»، وواجه معارضي نفوذه، وعمل على بسط سيطرته، كما جرد حملات «تأديبية ضد المعترضين لقوافل الحج».

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011