فيديو أميرة الذهب المسرب.. تحذير لجميع مشاهدي المقطع الفاضح
تتواصل حالة الجدل التي فتحها تداول ما تمت تسميته «فيديو أميرة الذهب المسرب»، والتي تجاوزت فضح أساليب التزييف العميق، لتمتد لتفتح الباب أمام تحذيرات قانونية ودينية صارمة موجهة لكل من ساهم في تداوله أو حتى مشاهدته.
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي المقطع المزعوم بكثافة منذ مطلع الأسبوع الجاري، زاعمين أنه يظهر سيدة الأعمال الشهيرة أميرة حسان، المعروفة بـ«أميرة الذهب»، في وضع «مخل ومشين»، مما تسبب في تصدر اسمها قوائم البحث، وسعي الكثيرين للتحقق من المادة المصورة.
تبعات تداول فيديو أميرة الذهب المسرب
أطلق قانونيون التحذير الأول الذي يجب أن ينتبه له المتفاعلون مع هذا المقطع الرائج، بأنه تشهير صريح يضع القائم بصناعته وتداوله تحت طائلة المساءلة القانونية وفقا للقانون المصري، الذي يجرم أفعال التشهير وانتهاك الخصوصية والاعتداء على حُرمة الحياة الخاصة.
كما يأتي التحذير الثاني دينيا؛ حيث أن إشاعة الفاحشة تعد من الأمور المحرمة شرعا في الإسلام، وتسببت في تشويه سمعة بائعة المعدن النفيس الأشهر في مصر لدى الآلاف.
وتشدد جهات دينية مختلفة، كدار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، بشكل مستمر على ضرورة الترفع عن هذا الفعل، والابتعاد عن تداول مثل هذه المواد التي تهدف إلى النيل من سمعة الأشخاص.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن مجرد مشاهدة المقاطع الفاضحة يجلب ذنوبا على صاحبه، وقد يورطه في محرمات أكبر، باعتباره مشاركة سلبية في نشر الرذيلة، حتى وإن كان المقطع مفبركا.
فيديو أميرة الذهب المسرب ينتمي لمقاطع التزييف العميق
تبين بشكل قاطع أن فيديو أميرة الذهب المسرب ليس حقيقيا على الإطلاق، وهو ما يؤكد أن الحملة الموجهة ضد سيدة الأعمال كانت بغرض التشهير الواضح أو جني أرباح مالية سريعة من تداول المقطع.
وأكد متخصصون في كشف التزوير الرقمي، بالتدقيق في المادة المتداولة، أن المقطع لا يمت للواقع بصلة، وأنه مصنوع بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والمعروفة باسم «التزييف العميق».
وأوضح الخبراء أن صانع الفيديو استغل الظهور اليومي والمكثف لأميرة حسان على حساباتها المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تستخدمها لعرض مجموعات الحلي الجديدة التي تبيعها في محالها الخاصة.
واستخدم صانع الفيديو هذه الفيديوهات الترويجية، التي تعد الفيديو الأصلي، للحصول على ملامح وجهها وأبعاده بدقة، وقام بتقديمها لأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي غير الأخلاقية.
وتمكن هذا التطبيق من دمج وجهها على جسد آخر وصناعة مقطع يوهم المتفرج غير المدقق أن الشخصية الحقيقية هي من تظهر فيه، وهو ما يرفع مستوى الخطورة في استهداف الشخصيات العامة.
أميرة حسان تتقن تجاهل الأزمة
تجاهلت أميرة الذهب تماما الجدل الدائر حول «فيديو أميرة الذهب المسرب»، في خطوة فسرها متابعون بأنها تهدف لعدم منح المبتزين فرصة لتحقيق أهدافهم من التشهير.
واستمرت أميرة حسان في فعل ما تقوم به كل يوم، وهو مشاركة جزء من سير عملها اليومي عبر حساباتها المختلفة، وكأن شيئا لم يكن، في رسالة واضحة على عدم اكتراثها بالحملة.
ونشرت خلال نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري، وهي الفترة التي شهدت ذروة تداول المقطع المزيف، عشرات مقاطع الفيديو التي تروج في معظمها لمجوهرات تبيعها في أفرع المحال التابعة لها.
وكان آخر ما نشرته عبر حسابها الرسمي على فيسبوك ترويجا لمجموعة «غوايش» بسعر يصل إلى نصف مليون جنيه مصري، مشيرة في المقطع إلى أن سعر جرام الذهب عيار 21 بلغ 5500 جنيه بدون مصنعية.
كما نشرت أميرة حسان مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر الازدحام الذي شهده الفرع الرئيسي الذي تعمل فيه بنفسها خلال يومي عطلة نهاية الأسبوع، في رسالة ضمنية بقوة موقفها التجاري وعدم تأثرها بالحملة.
وكانت أميرة حسان قد اتبعت نفس الأسلوب سابقا حين تم الزج باسمها في قضية مخدرات اتهم فيها تاجر ذهب آخر، ولكن تبين لاحقا أنها لا علاقة لها بالأزمة.
القصة الكاملة لأميرة الذهب
وتعرف أميرة الذهب، واسمها الحقيقي أميرة حسان، بأنها واحدة من أبرز تجار المجوهرات في مصر والشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية.
واكتسبت شهرتها الواسعة ليس فقط من امتلاكها سلسلة محال شهيرة، بل من أسلوبها غير التقليدي والمثير للجدل في عرض منتجاتها عبر السوشيال ميديا، وهو ما حولها إلى ظاهرة تسويقية لافتة.
وتتعمد أميرة حسان في عروضها لفت الانتباه بصناعة قطع ثقيلة الوزن وذات تصميمات غير مألوفة، تثير فضول المتابعين وتجعلها في صدارة الاهتمام بشكل دائم.
وتشتهر بتقديم أطقم كاملة بأسماء لافتة مثل طقم «كرسي جابر»، الذي قد يصل وزنه إلى كيلو جرام كامل من الذهب الخالص، مما يعكس استراتيجيتها في ربط الذهب بالفخامة المفرطة.
كما تتضمن معروضاتها المميزة هواتف «أيفون» مطلية بالذهب الخالص، وأساور ضخمة تجسد أشكال حيوانات مثل الأسد والثعبان، وقطع أخرى غريبة التصميم.
وفيما يتعلق بخلفيتها الأكاديمية، فإن أميرة حسان هي مهندسة معمارية في الأساس، وهو ما قد يفسر اهتمامها بالتصميمات غير التقليدية والضخمة في مجوهراتها.
وذكرت في تصريحات سابقة لوسائل إعلام محلية، أنها عشقت المشغولات الذهبية منذ طفولتها، مما دفعها لترك مجال الهندسة والتفرغ لما وصفته بـ«حبها الشديد للذهب».
بدأت أميرة حسان عملها في مجال الذهب منذ نحو 5 سنوات، وتحديدا في عام 2020، وهو توقيت يتزامن مع النمو الكبير للتسويق عبر السوشيال ميديا.
ونجحت خلال هذه الفترة القصيرة في بناء شعبية جارفة، وتمتلك حاليا فروعا مختلفة في عدة محافظات مصرية، وتوظف عددا كبيرا من الفتيات في محالها.
وتعتمد أميرة الذهب بشكل كبير على الظهور الإعلامي عبر صفحاتها الخاصة، وغالبا ما يظهر معها ابنها الأصغر في الفيديوهات الترويجية، وهي متزوجة من رجل أعمال ولديها ولدان.
وكانت أميرة الذهب قد عرضت خلال معرض في 2024 ديكورا على شكل «حصان» مصنوع من الذهب الخالص، كما روجت لـ«جرافتة» (ربطة عنق) من الذهب تزن 180 جراما، والتي ارتداها نجلها الصغير، ويبدو أن هذا الظهور المكثف هو ما جعلها هدفا سهلا لصناع «فيديو أميرة الذهب المسرب».