شبكة العروسة.. أصلها وفصلها والشرع بيقول إيه

شبكة العروسة.. أصلها وفصلها والشرع بيقول إيه

الشبكة هدية يقدمها الرجل لخطيبته، للتقرب منها وإظهار الحب. لكنها تحولت لكابوس يصرف الشباب عن الزواج.

من الصعيد انطلقت مجموعة مبادرات لإلغاء الشبكة كنوع من التخفيف في تكاليف الزواج، بعد ارتفاع سعر جرام الذهب، ولاقت استحسان الكثير من الأهالي.

وأمام هذا التحول المفاجئ في نظرة الأهل للشبكة التي طالما اعتبروها «كلابشات» تضمن جدية العريس ومستقبل ابنتهم؛ تعالوا بنا نتعرف على حكاية الشبكة.. لماذا ظهرت ومتى؟ وكيف تحولت لوسيلة للتنافر بدلًا من التقرب.

خاتم الزواج الفرعوني

خاتم زواج شبكة

تقول خبيرة الترميم وصيانة الآثار، الدكتورة سامية الميرغني لـ«شبابيك» أن الحُلي جزء أصيل من ثقافة المصري القديم، يرتديه بغرض الحماية من الأوراح الشريرة أولًا ثم التزين.

وكانت تكتب على القلائد والأساور التعاويذ الخاصة. وترتديها النساء والرجال والفقير والغني. فكان الفقير يصنع الحُلي من الطين، والغني من الذهب والأحجار الكريمة.

وتوضح الميرغني أن تقديم الهدية كان جزءًا من ثقافة المصرين القدماء، فهو معتاد على تقديم الهدايا والقرابين في المعابد. وكذلك تقديم الشعوب الهدايا للملك.

وفي عقود الزواج المصرية القديمة كان من واجب الزوج إطعام زوجته وإعالتها وكذلك تقديم الهدايا.

هدايا الزواج

ويقول أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، الدكتور عبد الحليم نور الدين، إن هدايا العروس كانت جزءًا من تقاليد الزواج عند المصري القديم. فكان يقدم الهدايا المختلفة كالحُلي والملابس والعطور.

وتختلف قيمة هذه الهدايا وفقًا للطبقة الاجتماعية والوضع الاقتصادي للأسرة.

ويوضح عبد الحليم لـ«شبابيك» أن فكرة خاتم الزواج هي تقليد فرعوني.. فالأساس أن يقدم الزوج خاتمًا هدية لزوجته دونًا عن غيره من أنواع الحُلي.

لو حبيبك «بارد».. الكتالوج بتاع أهو

التودد للعروس

خاتم زواد شبكة دبلة

أما أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، الدكتور أحمد محمود كريمة، فيقول إن هدايا الزواج جزء من ثقافة العالم كله وليس العرب أو المسلمين وحسب.

ويضيف «كريمة» أن هذه الهدية كانت نوعًا من التودد للعروس والتقرب منها وتطييب خاطرها. في مجتمعات كانت أهم مبادئها الأخلاقية النخوة والكرم والمروءة.

وعندما جاء الإسلام أقر العُرف المتبع وقتها بتقديم هدية للعروس.. تقول الآية: «خذ العفو وأمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين». وكان من مكارم الأخلاق ما عبر عنه الحديث الشريف: «تهادوا تحابوا».

ويوضح أستاذ الفقه المقارن أن هدية العروس لم تكن مُخصصة في الحلي أو الذهب؛ فكان بعضهم يقدم الذهب أو الثياب أو العطور. وكان الذهب تحديدًا إما يعتبر هدية خالصة أو جزءًا من مهر العروس. وهو ما يفعله المصريون اليوم ويضيفون الشبكة «القايمة».

للرجال.. الهوس الجنسي مرض وهذا علاجه

الشرع لا يمانع

الشبكة

يقول مدير إدراة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ عبد العزيز النجار، إن الشبكة ليست من أساسيات الزواج، فهي في الأصل هدية من العريس وغير ملزمة شرعًا للزوج.

ويوضح لـ«شبابيك» أن الإمام أبي حنيفة اعتربها جزءًا من المهر أو بديلًا عنه. والرسول يقول: «من يُمْنِ المرأة، تيسير خطبتها، وتيسير صداقها وتيسير رحمها». أي من كرمها ويسرها.

وفي حالة اعتبار الشبكة جزءًا من المهر؛ فالشرع أمر بتسبيط المهر إلى أقصى حد، فالرسول يقول: «تزوج ولو بخاتم من حديد».  ولا يوجد أي نص شرعي أو قانوني يُلزم الرجل بحد أقصى للمهر.

ويرى النجار، أن مغالاة الأهل في المهر أو الشبكة «عادة انتشرت في العشرين سنة الأخيرة بسبب التفاخر الاجتماعي، والاهتمام بالمظاهر، ومغريات الحياة».

Just married couple, holding hands and walking in nature

وفي التاريخ الإسلامي كان لعمر بن الخطاب محاولة لتخفيف تكاليف الزواج ووضع حد أقصى للمهور. وروي عنه قوله: لا تغالوا في صدقات النساء، فلو كان مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله كان أولاكم بها رسول الله. وإن الرجل ليُغلي بصدقة المرأة حتى يكون لها عداوة في نفسه».

ويؤكد عبدالعزيز النجار أن الشرع لا يمنع أن يتفق الطرفان على الاستغناء عن الشبكة، فالشرع يقر كافة أشكال التراضي بين الطرفين لتيسير الزواج.

مراتك بتتجرأ عليك؟.. حل مشكلتك عندنا

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال