رئيس التحرير أحمد متولي
 للبنات.. هذه المشاكل تنتظركم في الغربة

للبنات.. هذه المشاكل تنتظركم في الغربة

تتحمل الفتاة المغتربة مسؤولية نفسها في سن مبكر، ومع قدومها من بيئة منغلقة وقلة خبرتها بالحياة، تتعرض للعديد من المشاكل. فبدءًا من صعوبة التأقلم على الحياة الجديدة، مرورا بتعرضها للسرقة والنصب، وصولا لاستغلال كل من يراها «صيدة سهلة» لابتعادها عن أهلها، تتنوع المشاكل التي تتعرض لها. «شبابيك» تحدث مع مجموعة من الفتيات المغتربات، لرصد أبرز المشاكل التي يواجهنها في حياتهن اليومية وكيفية التغلب عليها. خسارة الأهل عندما تفكر الفتاة في السفر، فأول عقبة ستواجهها هي الأهل. فبعض الأهالي تكون لديهم ثقة كبيرة في الفتاة، والبعض الآخر يحتاج لجهد كبير لإقناعهم، والدخول في خلاف كبير معهم. لكن الصعوبة التي تواجهها جميع الفتيات هي الغربة عن الأهل، وفقدان الدعم النفسي منهم. تقول الصحفية بصوت الأمة، إسراء طنطاوي: «خسرت أوقات كتيرة حلوة مع أهلي، والعلاقة بينا مش هترجع زي الأول. وفي الآخر موصلتش للحاجة اللي كنت عايزاها، مقارنة بالتضحيات اللي قدمتها». وتضيف: «أصبح عندي نوع من الخوف والشديد ليحصل لهم حاجة وأنا مش موجودة.. وأي تليفون منهم الصبح بدري أو بليل، بقلق جدًا». السمعة السيئة

مشاكل المغتربات

ينظر المجتمع للفتاة المغتربة نظرة متشككة في سلوكها؛ بسبب بعض النماذج التي تسيء استخدام حريتها، أو لأن المجتمع لا يتفهم أن يكون لدى الفتاة الوعي الكافي دون الحاجة لرقيب على تصرفاتها. تقول مروة سيف من بني سويف: «نظرات الناس مش هترحمك. حتى لما بيشفوني واقفة مع أخويا، بيظنوا ظن سيء وبيعتبروه رجل غريب.. ده غير العربيات اللي هتلاقيها بتقف لك في الشارع، لمجرد أنك مغتربة وشايفينك سهلة». لكن في النهاية شخصية الفتاة هي التي تحكم إن كانت هذه النظرة ستستمر أم تتغير للأفضل. تقول المعيدة بكلية علوم جامعة الأزهر، إلهام علي: «حدود التعامل والضوابط اللي بتحطيها لنفسك، هي اللي بتحكم الناس هتشوفك إزاي». وتقول الصحفية إسراء طنطاوي: «النظرة دي ممكن تتطلع سمعة سيئة على المغتربات.. وبالفعل فيه مثل الشباب بيقولوه: اتجوز غبية ومتتجوزش بنت مدينة جامعية».

«حرية أم انحلال.. كيف نرى طموح الفتاة المغتربة؟»

أشخاص سيئون المبيت في المدينة الجامعية أو سكن الطالبات، يعني أن تكوني مستعدة لكافة أنواع الشخصيات التي لم تتعاملي معها من قبل. تقول الصحفية بجريدة النبأ، سوزان الفلال: «السكن بيلم.. وصاحبة السكن كل همها الفلوس.. وبالتالي بتدخل عليكي أي حد مش مضون، فهتلاقي البنت اللي هربانة من أهلها واللي بتجيب ولاد السكن يباتوا معاها في الأوضة.. واللي بتسهر مع شباب وترجع الفجر». وتحذر «و.ف» وهي صحفية مغتربة، فضلت عدم ذكر اسمها: «الشخصيات دي ممكن جدًا يأثروا عليك ويدخلوك السكة بتاعتهم، لكن بشكل تدريجي». «الموضوع بيبدأ بخروجة عادية.. وبعدين سهرة، وفي الآخر بتتحول البنت اللي كانت في منتهى السذاجة، لواحدة بتسهر مع شباب وبتروح شقق». وتحذر مروة سيف، الطالبة المعهد العالي من الفنون التطبيقية، من التعامل بحسن نية مع الفتيات اللاتي يسهرن مع شباب ويبتن معهم في شققهم، كما يمكن للمغتربة الاستعانة بزميلاتها الأكثر خبرة لتأخذ بنصيحتهن. النصب والسرقة

Young woman with cookie jar

المغتربة قد تتعرض للاستغلال المادي لعدم خبرتها بالأسعار الحقيقية، أو لعدم وجود اختيارات كثيرة متاحة أمامها. تقول «مروة» إن: «كل اللي بتتعاملي معاهم بيحاولوا يستغلوكي ماديًا.. من أول صاحب السكن اللي بيرفع الإيجار، وحتى لو بتشتري حاجة بسيطة والبائع عارف أنك مغتربة أو مش فاهمة هيرفع السعر». وتنصح «و.ف»: «بقدر الإمكان مش لازم الناس اللي بتشتري منهم يعرفوا أنك مغتربة أو يبان أنك مش عارفة أسعار السوق». وتقول «سوزان» إن: «السرقة هي أسهل حاجة في الغربة.. الأكل لازم يتشال في ضلفتك حتى لو هيبوظ، ولو خلصتي شرب من الكوباية تشيليها.. والمفتاح يكون معاكِي حتى وأنتي في الحمام، ولما تنامي تشيلي المفتاح تحت المخدة».

«المغتربون وعيشة الجامعة.. من الدار للنار»

الاستغلال العاطفي الفتاة المغتربة في نظر المجتمع فتاة «سهلة» لديها مساحة كبيرة للانفتاح على الجنس الآخر، لأنها بعيدة عن أهلها. تقول: «و. ف» من البحيرة: «هتلاقي الشخص اللي بيحاول يتودد لك بزيادة. وهنا لازم تحددي هل ده هو سلوكه الطبيعي مع الكل، ولا معاكي بصفة شخصية». وترى أن المشكلة تبدأ بسبب التعامل بعفوية أو حسن نية، أو «العشم» الزائد في هذه الشخصية. وتضيف «سوزان» أن: «الموضوع بيبدأ بعزومة ويقولك ما تيجي نشرب حاجة، ما تيجي أوصلك. وفي الحالة دي لازم تديله الوش الخشب، عشان هو بيكون معتقد أنك خرباها لأنك مش عايشة مع أهلك». وتنصح: «الشخص الراغب في الزواج، هيكون متوقع أنك هتاخفي منه.. وهيطلب مباشرة يتواصل مع أهلك، ويعرفهم نيته في الزواج منك». التدخل في الخصوصيات

المغتربات

كما أن هناك الشخصيات التي تؤثر عليكِ بالسلب، ستجدين شخصيات تتدخل في خصوصياتك بغرض الحماية أو المحافظة على أخلاقيات السكن. تحكي «مروة» أن: «كانت واحدة صاحبتي أكبر مني دايمًا بتحاول تتدخل في نوع أصحابي، وتعترض على نزولي.. أو تفتح أكونت الفيس بوك». وتقول «سوزان»: «لو مش قافلة أوضتك بالمفتاح، ممكن تلاقي صاحبة السكن تدخل عليكِي بليل وأنتي نايمة تشوف بتعملي ايه، وكما تعترض على الهدوم اللي أنت نايمة بيها، حتى لو أنتي نايمة لوحدك». وتنصح: «في الحالة دي لازم تكون شحصيتك قوية وتحطي حدود في التعامل.. عشان لو اعتذرتي لها هتطلعك غلطانة في الآخر».

«للمغتربين.. تطبيقات مجانية تغنيك عن مكالمات فيس بوك»

مشاكل مادية المغتربة لا يمكن أن تجازف أبدًا بالوقوع في مشاكل مادية، لأن أي خطأ يعني أنها لن تتمكن من شراء الطعام ولن تجد مكانًا للمبيت. تقول إسراء طنطاوي: «مهما كنتي بتشتغلي في مكان كويس، في أي وقت ممكن يقولولك مع السلامة.. دا غير لو اتخصم من المرتب.. بتبقي قاعدة دايمًا في ضغط نفسي». وتنصح: «لازم تحددي ميزانيتك كويس أوي.. تقسميها للبنود اللي لازم تدفع كل شهر.. زي الأكل والإيجار والمواصلات.. مينفعش يكون فيه مجال للخطأ، أو تدي مساحة كبيرة للترفيه والخروجات». استغلال أصحاب العمل

المغتربات العمل

قد لا تستطيعين اخفاء أمر اغترابك في مكان العمل، وهذا قد يدفع مديريك لتكليفك بأعمال زائدة. تقول «و.ف» من محافظة البحيرة وفضلت عدم ذكر اسمها: «الموضوع مش بيجي بشكل مباشر. هتلاقي المدير بيكلفك بشغل زيادة ويقولك يعني أنتِ هتروحي البيت تعملي إيه.. في إشارة لأنك قاعدة لوحدك ومش وراكِي التزامات». وتنصح «و.ف»: «في الأول بتكوني زهقانة فعلًا تروحي لوحدك وبتقبلي بشغل زيادة». وتضيف: «في هذه الحالة يجب الالتزام بمواعيد العمل الرسمية، وعدم ترك المجال لتكليفك بأعمال زائدة عن زملائك في نفس المستوى الوظيفي».

«بهذه الطرق.. توفر مرتبك حتى آخر الشهر»

ضغوط نفسية أن تكوني فتاة مغتربة، فهذا يعني أنك ستتحملين مسؤولية نفسك كاملة في سن مبكر، وستواجهين مواقف صعبة، تضع الفتاة تحت ضغوط نفسية شديدة جدًا. تقول إسراء طنطاوي: «مهما كان لك أصحاب قريبين، فمش هيكونوا زي أهلك في حبهم وخوفهم عليكي. وبتحتاجي حد عايز مصلحتك وبس من غير مجاملة». وتضيف: «طبعًا الغربة بتبني شخصيتك وتخليكِي تكتشفي نفسك وتتحملي المسؤولية، لكن بتكوني لوحدك تمامًا. في مشاكلك بتحتاجي لحد تستندي عليه ومش بتلاقي». وتنصح طالبة الدراسات العليا بكلية الإعلام، أبرار مسعود، بأن تحرص المغتربة على التواصل مع الأهل للدعم النفسي. وتؤكد: «لو فيه فجوة كبيرة بين البنت وأهلها هتعوض ده بعلاقات عاطفية غلط عشان تشبع احتياجها للاهتمام. ولو البنت رفضت وعرفت تسيطر على مشاعرها، هيفضل عندها مشاكل نفسية كتيرة بسبب عدم وجود الدعم النفسي».

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال