من يختار لهم كليتهم؟.. حكايات تكشف معاناة طلاب الثانوية المحبوسين
آلاف الزائرين من طلاب الثانوية العامة والأزهرية يدخلون على مواقع التنسيق الإلكتروني التي خصصتها وزارة التعليم العالي لتسجيل رغباتهم والالتحاق بالجامعة، وفق المواعيد التي حددتها الوزارة.
في المقابل، العشرات من طلاب الثانوية محبوسين على ذمة قضايا، وتم تخصيص لجان امتحانات لهم بعد الانتهاء من الإجراءات اللازمة لذلك، وعقب ظهور النتيجة، عرف الجميع تقديراته التي حصل عليها، ومع فتح أبواب مكاتب التنسيق كيف يتمكن الطلاب المحبوسون من تسجيل رغباتهم والالتحاق بالجامعة وهم خلف القضبان، وهل خصصت لهم الدولة طرقا بديلة؟
بعبع في الثانوية وفوبيا في تسجيل الرغبات.. طب ليه؟
والدة الطالب عبدالله عكاشة المحبوس على ذمة اتهامه بحيازة منشورات سياسية، قالت إنه أجرى الامتحانات داخل قسم الشرطة المحتجز به بعد تخصيص لجنة مشكلة من 3 أساتذة للإشراف عليه، وحصل على تقدير 63% شعبة علمي، بعد معاناة كبيرة عاشها أهله لإنهاء إجراءات الامتحانات.
ولا يعلم عبدالله عكاشة طريقة التقديم للجامعة، كما أن والده محبوس أيضا على ذمة قضايا، ما يضطر والدته لمحاولة إنهاء إجراءات التقديم بالجامعة بنفسها.
تعتبر مرحلة الثانوية خطوة مصيرية في حياة الطلاب، يعقبها اختيار الكلية التي يرغب الطالب في الالتحاق بها، والتي تلقي بظلال الحيرة عليه وعلى أسرته.
مدير موقع التنسيق الإلكتروني بوزارة التعليم العالي، المهندس علاء علي، قال إنه باستطاعة أولياء أمور الطلاب المحبوسين التسجيل لأبنائهم عن طريق الموقع الإلكتروني المخصص لذلك وتسجيل رغباته، من خلال رقم الجلوس والرقم السري المدونين على شهادة نجاح الطلاب.
وأضاف لـ«شبابيك» أنه إذا لم يتم تسجيل رغبات الطالب المحبوس خلال الفترة المخصصة لذلك فإنه لن يتمكن من الالتحاق بالجامعة، وعليه الانتظار للعام الذي يليه للتقديم في الكلية مباشرة وليس عن طريق مكاتب التنسيق، وفق تقدير ومجموع القبول الذي خصصته الكلية في العام الذي نجح فيه.
محمد الصيرفي، والد الطالب بالثانوية الأزهرية، حسن، والمحكوم عليه بـثلاث سنوات لاتهامه بالعمل مع قناة الجزيرة، يقول إنه أنهى إجراءات تسجيل رغباته ابنه الحاصل على مجموع 71.7%، وذلك من خلال موقع التنسيق الإلكترني والتسجيل برقم الجلوس والرقم السري، وقام بطباعة استمارة الرغبات في النهاية.
الحيرة تلقي بظلالها على طالب الثانوية الذي يسجل رغباته بنفسه، فإنها أثقل على الطلاب المحبوسين كما يقول والد حسن، ويضيف: «بالفعل حيرة وقلق ولكن مع المشورة تسير الأمور بسهولة ويسر وتفاهم،حسن ابني استشار الناس معه في السجن وأشاروا عليه ونحن تشاورنا وكان الأهم تكون كلية علمية، فاستقر الأمر على كلية الزراعة مع أن رغبته الأولى هي كلية الإعلام التي يعشقها، لكن مجموعه مش هيحصلها، وسألنا على الإعلام الخاص لقيناه بـ 15 ألف وهيكون غالي فاستقرينا على زراعة».
اقرأ أيضا ◄ متتلخبطش.. الأوراق المطلوبة وخطوات التقديم في سنة أولى جامعة
يروي والد الطالب حسن، أن إجراءات الموافقة على أداء الامتحانات من البداية كانت معقدة بشكل كبير، «الاجراءات كانت في منتهى الصعوبة في خلال غيابي وتحرك الأم والأخت الكبرى لتخليص الورق ما بين القاهرة والزقازيق والسجن والمحامي العام والمعهد، والأمر لم ينتهي من مشوار واحد وبعدين تلف اللفة مرة أخرى».
ويضيف «الامتحانات كانت في سجن وادي النطرون ومع صعوبة التعامل مع الشرطة إلا أنهم أقل صعوبة من الإجراءات اللي كنا بنخلصها من الأزهر، ومع صعوبة المواد وعدم وجود مدرسين للمواد الثقافية نجح حسن بمجموع 71,75% فى حين حصل على الدرجات النهائية في القرآن والحديث وضاع منه درجتين في الفقه».