حلم الحياة الآدمية.. لهذه الأسباب يهاجرون على مراكب الموت؟

حلم الحياة الآدمية.. لهذه الأسباب يهاجرون على مراكب الموت؟

مع كل خبر عن غرق مركب غير شرعي يحمل الشباب في عرض البحر بغرض الهجرة تزداد التساؤلات حول الأسباب التي تدفعهم للتضحية بأرواحهم في سبيل هدف غير مضمون.

البعض يرى أن الأسباب واضحة، ويرى آخرون أنها مُبهمة وغير مبررة، مستدلين على ذلك بقدرة آخرين على تحقيق أوضاع مادية واجتماعية مستقرة داخل البلاد.

في هذا التقرير سألنا الشباب عن الأسباب وراء ركوب البحر والمخاطر، وكانت النتيجة دوافع قوية وأحلام بحاجات أساسية، كالآتي:

حلم الوظيفة

N417

يقول محمد حمدي إن: «من أهم الدوافع اللي بتخلي الشباب تهاجر حتى لو كان في هجرتها الموت، إنها تروح مكان تاني تحس فيه بآدميتها، وده مقارنة بالوضع الحالي في البلد، يعني دلوقتي أنا اتعلمت واتخرجت وبقالي فترة كبيرة بدور على شغل.. يا ترى إيه بقى فايدة القاعدة هنا؟ على الأقل بره لو هشتغل شغل مش مناسب بس هتعامل باحترام مش زي هنا لا شغل ولا احترام».

تعرف على 6 فوائد لـ«الهجرة»

العائد المادي

أحمد صلاح يوضح: «لما نفضل سنين كل همنا التعليم الكويس عشان لما نخلص نلاقي وظيفة محترمة، وفي الآخر منلقيهاش ولو ربنا كرم ولقيناها هتبقى المرتبات مبتكفيش حتى المواصلات، طيب وبالنسبة للأكل والشرب، طيب لو فكرت في الجواز، يا ترى هقدر أصلًا اتقدم لأي واحدة ولا الموضوع هيكون مستحيل مع المرتبات اللي محتاجه إعانات خارجية».

الحياة الكريمة

160126140212_young_man_travelling_640x360_thinkstock_nocredit

أحمد عبدالسلام يرى أن: «الظروف الاقتصادية الصعبة اللي بقت في البلد خلت تفكير الناس بيدور بس حوالين الأساسيات، طيب واللي نفسه يعلى في شغل ومكانة اجتماعية أحسن، للأسف بالشكل ده مش هيعرف يحققه».

ويضيف أن «ميزة الهجرة لأي بلد تاني غير هنا، إنك حتى لو اتعاملت بشكل وحش هتلاقي مقابل وده ممكن يخليك تستحمل أي حاجة المهم إنك توصل للمستوى اللي نفسك تحققه حتى علشان متظلمش ولادك لما تجيبهم في بلد مش عارفة توفرلهم أبسط حقوقهم».

البحث عن الآمان

أحمد عاصم يقول إن: «المفروض الشباب تعمل وهي حاسة إنها ممكن تتاخد في أي لحظة سواءً كنت في بيتك أو حتى في الشارع، وياريت بيكون في أسباب واضحة، للأسف مفيش أي حاجة واضحة، كله بيبقى حسب الظروف».

ويوضح «المشكلة إن الأمان مبقاش مقتصر بس على الظروف الأمنية وبس، لا ده بقى داخل كمان في عدم الآمان الصحي اللي بسببه بقينا نروح المستشفيات واحنا مش حاسين إننا هنخرج كويسين بسبب إهمال الدكاترة».

 الرغبة في الزواج

سمير جمال قال إن: «في بلادنا علشان نقدر نتجوز لازم الشاب يعدي 30 سنة، وقبل كده مستحيل ده يحصل غير مع اللي أهلهم مقتدرين ماديًا لإنها هي اللي بتساعدهم، طيب يا ترى الناس اللي أهلها مش بتساعدها إيه الحل ليهم؟».

ويضيف أن «حلهم ببساطة في الهجرة، مش لازم تكون إقامة كاملة المهم إنه يكون عارف كويس إنه متغرب علشان هدف الجواز، وده على العكس تمامًا من غيره اللي بيصمم يقعد هنا فبيأخد وقت أطول عقبال ما يجمع فلوس».

التخلص من المحسوبية

مصطفى عاطف قال إن: «من أكتر الحاجات اللي خلت الشباب تجيب آخرها هي الواسطة والمحسوبية اللي في كل حاجة سواءً كان في التعليم أو الشغل أو أي حاجة تانية، طيب إزاي هيكون عندنا أمل في أي حاجة بنعملها واحنا عارفين إننا مش هنوصل علشان مش ولاد فلان الفلاني».

وتابع أن «كام واحد بيستحق إنه يتعين معيد على دفعته ومبيتاخدش علشان ابن الدكتور الفلاني أولى منه، طبعًا الموضوع ده مش بس على التعليم، لا ده في كل حاجة حتى في المستشفيات اللي بدخلك وتهتم بيكي طالما جايه من طرف كذا».

السياسة

مظاهرة بسبب صنافير وتيران

هشام رشدي: «إيه اللي هيخليني أقعد وأنا حتى مش عارف أعبر عن رأيي، المفروض إننا في بلد بتقول إنها بتحترم رأيك السياسي بس على أرض الواقع ده مبيحصلش، كام واحد جه يعبر عن رفضه لأوضاع في البلد واتسجن سنين ظلم».

«لحد متى الواحد هيفضل يفكر كتير قبل ما يقول رأيه لا يكون تليفوناته متراقبة أو بيته أو حتى يكون في حد من زمايله بيوصل كلامه، كل ده كفيل إن يخلي الواحد يهاجر وميفكرش يرجع تاني».

سوزان حسني

سوزان حسني

صحفية مهتمة بالكتابة في مجال العلاقات