خلّيه صاحبك.. دليلك للتعامل مع أخوك في سن «تحت 18»
يحتاج الشاب في سن «تحت 18» لطريقة تعامل خاصة، لأن المرحلة التي يمر بها تؤدي لكثير من التغيرات في شخصيته، سواء في الناحية الفكرية أو النفسية، ولذلك يجد الوالدان صعوبة في التواصل معه وفهم شخصيته.
وبالتالي يكون على الأخ الأكبر/ الأخت الكبرى دور كبير في التواصل مع أخوه/ أخته، للتغلب على تمرده خلال هذه المرحلة، وحتى يتمكن من تجاوزها بأمان، وذلك عن طريق اتباع النصائح التي تقدمها استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، دكتورة أسماء مراد.
تحدث بنفس لغته
للشاب في سن «تحت 18» لغته ومصطلحاته الخاصة التي يتحدث بها مع الآخرين، خاصة زملائه، والتي لا تروق في الغالب للآباء ولمن هم أكبر منه سنا. ولكن تنصح «مراد» الأخ الأكبر بمحاولة استيعاب طبيعة المرحلة التي يمر بها أخوه الأصغر، والتحدث معه بنفس طريقته واستخدام نفس المصطلحات التي يستخدمها، حتى إن كان عليها تحفظات، لأن ذلك يساعده على التقرب منه واحتوائه.
تغيرات المرحلة
يمر الشاب في سن «تحت 18» بالكثير من التغيرات خلال هذه الفترة، ويدور في ذهنه الكثير من التساؤلات حولها، إلا أنه يخجل من التحدث مع أسرته حول التغيرات الجسمية والفسيولوجية التي يمر بها، لذلك يلجأ في الغالب إلى البحث عن المعلومة بنفسه سواء عن طريق الانترنت أو أصدقائه، لكن يمكن أن يحصل على معلومات مغلوطة أو غير دقيقة في هذا الشأن.
وفي هذه الحالة يكون على الأخ الأكبر دور كبير، حيث ترى «مراد» أنه من الضروري أن يتحدث مع أخيه حول التغيرات الفسيولوجية التي يمر بها خلال هذه المرحلة.
ولكي تزيل الحرج والخجل عنه، وتتمكن من اقناعه بصحة ما تقول، خاصة لأن أغلب الشباب «تحت 18» لا يقتنعون إلا بالأدلة والتجارب العملية، يمكن أن تبدأ حديثك بالفقه والأحاديث النبوية، كأن تتحدث معه عن أحكام الطهارة مثلا.
للمراهق.. تغيرات نفسية وفكرية هتمر بيها..تتصرف إزاي؟
حذره بطريقة غير مباشرةإذا اكتشفت أن أخوك يرتكب عادات خاطئة تضطر به وبمستقبله، بل قد تصل به إلى الانحراف، مثل مشاهدة المواقع الإباحية، أو التدخين، أو أنه على علاقة عاطفية، فتحذر استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية من إبلاغ الأسرة.
وتقول: «في حالة ابلاغ الأسرة بمثل هذه الأمور، فإنها في الغالب تتصرف بعنف ضد الابن، ما يسبب له عقد نفسية كبيرة تستمر معه في المستقبل، كأن تتكون لديه عقدة نفسية ضد الجنس الآخر مثلا، ويمكن أن يحتقر ذاته، أو ينحرف بشكل أكبر، وتؤثر بشكل سلبي على حياته الجنسية في المستقبل».
وأشارت استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، دكتورة أسماء مراد إلى أن هناك حالة واقعية بالفعل لشاب تكونت لديه عقدة خلال هذه الفترة، بسبب العنف الذي مارسته الأسرة ضده بعدما اكتشفت وجود علاقة عاطفية بينه وبين فتاة، لدرجة جعلته يرفض الارتباط والزواج نهائيا، وحتى الآن.
وترى «مراد» أن الحل الأمثل في مثل هذه المواقف هو الاعتماد على أسلوب الحوار، ويمكن أن يكون موجه له بطريقة غير مباشرة، فمثلا إذا اكتشفت أنه يشاهد مواقع اباحية، فيمكن أن تتحدث مع شخص أخر (طبيب مثلا أو وسيط)، في أثناء تواجده معكما، عن السلبيات والمخاطر التي يمكن أن تسببها هذه الأفلام لمن يشاهدها، لدرجة تصل إلى انفجار المخ، نتيجة الإثارة الزائدة.
وأكدت على أن هذه الطريقة يكون لها جدوى أكثر من اتباع أسلوب التوبيخ والعقاب أو التعامل معه بقسوة، خاصة إذا تضمن حديثك بعض النماذج العملية والواقعية التي عانت من مشاكل كثيرة بسبب هذه العادات الخاطئة.