انشراح الشال.. الإرادة القوية
بخطوات بطيئة وبروح خفيفة ومساعدة طلابها تعلو مقعدها وتقول: «صباح الخير يا ولاد»، هذه كانت بداية محاضرات الدكتورة انشراح الشال أستاذة الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
كانت رمز للإرادة القوية، ومثال للمعلم الذي لا يستطيع أن يترك صفوفه، ويسبح بعيدا عنهم. من كلماتها: «لو قعدت من الكلية أموت» دليلا على تعلقها بأهداب مدرستها العلمية الرصينة وتلامذتها في الوطن العربي.
حبها وعلاقتها بتلاميذها بعيدا عن النطاق الجامعي، خوفها وشدتها وغيرتها على ماداتها العلمية، ينطبق عليها مثل تذكره دائما بمحاضراتها « ولادك يحبوكي عفية»، ترى أن مصلحة طلابها في التعلم من تجارب السابقين ليصبحوا مثالاً للباحث الأمين.
بداية حياتها الدراسية
بدأت انشراح الشال حياتها معلمة للغة الفرنسية ثم التحقت بمعهد الإعلام وحصلت على الماجستير، ثم سافرت إلى فرنسا للحصول على الدكتوراه، وحصلت على دكتوراه الدولة من فرنسا في علم الاجتماع الإعلامي وهى «أرقى درجة للدكتوراه تمنحها الدولة الفرنسية»، وعادت إلى كلية الإعلام جامعة القاهرة لتُعين مدرسا للإعلام في العام1983.
الحياة الشخصية
تزوجت الدكتورة انشراح وأنجبت بنتين. كانت بمثابة الصديقة لهما. اصطحبتهما إلى فرنسا أثناء فترة دراستها للدكتوراه وعند عودتها «رفضتا الالتحاق بكلية الإعلام حتى لا تلتصق بهما مكانة أمهم ورغبتهم في النجاح بعيدا عنها».
المجال العلمي
كانت تهتم بمجالين في البحث الإعلامي وهما تكنولوجيا الاتصال والبث المباشر للأقمار الصناعية، وتأثير الإعلام على الطفل، علاوة على تخصصها الأصيل في استجلاء العلاقة بين علم الاجتماع والإعلام، كما أن لها العديد من البحوث والمؤلفات العلمية التي تزخر بها المكتبة الإعلامية العربية، ولها مدرسة علمية متميزة وبارزة ضمت لها باحثين من مختلف الجامعات المصرية والعربية.
رغم متاعبها الصحية في السنوات الأخيرة، كانت الدكتورة انشراح متمسكة بحضور المؤتمرات العلمية والحلقات النقاشية وآخرها المؤتمر السنوي لكلية الإعلام في شهر مايو الماضي، حيث شاركت في المائدة المستديرة حول علاقة شبكات التواصل الاجتماعي بثقافة العنف والتطرف.
