ختان البنات.. صح ولا غلط والطب بيقول إيه؟؟

ختان البنات.. صح ولا غلط والطب بيقول إيه؟؟

ختان البنات.. كلمة كلما سمعناها في أي مكان أو موقف أشعلت الخلاف الشديد.. سواء لأسباب أخلاقية أو دينية أو حتى طبية.

ختان البنات أو كما نسميه في العامية «الطهارة» هو عبارة عن قطع  للأعضاء التناسلية للمرأة. وهي البظر، والشفرين الصغيرين، والشفرين الكبيرين.

ويوضح استشاري النساء والتوليد بالقصر العيني، الدكتور عمرو حسن أن الختان أنواع.. أحيانا يتم بشكل جزئي وخفيف للغاية، وأحيانا يحدث فيه إزالة لهذه الأعضاء التناسلية بالكامل.

هل هناك فوائد للختان؟ ​​​​​​​

الدكتور عمرو حسن يؤكد لـ«شبابيك» أن الختان ليس له أي فوائد صحية على الإطلاق.. ولكنه على العكس تماما، وفقا للدراسات التي أجريت على الحالات التي تم فيها الختان يسبب العديد من المخاطر الصحية وهي:

  • التهابات حادة في الأعضاء التناسلية، تصل لالتهابات في المهبل وقناة فالوب.

  • صعوبة عملية الولادة وحدوث تهتك ونزيف بالأعضاء التناسلية أثناء الولادة، لضيق الأعضاء التناسلية بسبب هذه الالتهابات.

  • إصابة الجنين بمشاكل في التنفس نتيجة ضيق قنوات الولادة.

  • صدمة عصبية شديدة نتيجة الإحساس الشديد بالألم قد تؤدي للوفاة.

  • صعوبة في التجاوب الجنسي والوصول للذروة في العلاقة الحميمة، ما يؤدي إلى التهابات الحوض وآلام في البطن وتوتر عصبي ونفسي.

  • البرود الجنسي بسبب الألم خلال العملية الجنسية، يحدث لدى الزوجة حاجز نفسي وتفقد الاهتمام بهذه العلاقة.

ويضيف استشاري النساء والتوليد، وعضو لجنة الصحة بالمركز القومي للمرأة أن: «كل بنت تختلف في هذه الآثار الجانبية، بسبب مقدار الجزء الذي تم قطعه خلال العملية، ومدى استجاباتها وإحساسها بالألم».

هل هناك حالات تتطلب الختان؟ ​​​​​​​

يرى البعض أن هناك حالات تتطلب إجراء عملية الختان لسبب طبي.. لكن هذه المقولة يصفها عمرو بالـ«حجة» التي يبحث عنها من يريد أي تبرير لإجراء الختان. ويؤكد: «هناك حالات نادرة جدا تحتاج للختان كعلاج جراحي. وهي عندما يحدث تشوه وتضخم شديد في الأعضاء التناسلية، وتصاحبه مشاكل صحية ومشاكل في العلاقة الزوجية. وتكون عملية الختان في هذه الحالة ليس لقطع الأعضاء التناسلية، ولكن لإعادتها للشكل والحجم الطبيعي». ويضيف استشاري النساء والتوليد: «هذه الحالات نادرة جدا، ولا يمكن القياس عليها، وقد يعيش الطبيب حياته كلها ولا يقابل حالة واحدة منها بسبب ندرتها».

الختان تحت إشراف الطبيب

يحكي الدكتور عمرو لـ«شبابيك»: «هناك حالة شهيرة لبنت اسمها ميار، توفت بسبب نزيف شديد بعد إجراءها عملية الختان. والمفاجأة أنها أجرت العملية على يد طبيب بأحد مستشفيات السويس الخاصة».

وأجرت ميار عملية الختان وهي في سن الـ17 عاما. ويضيف: «الطبيب الماهر لن يوافق على إجراء عملية الختان بسبب أضرارها الصحية ولأنها مخالفة للقانون. لكن هناك نوع آخر من الأطباء «تحت بير السلم» يجرونها للمكسب المادي أو المتأثرين بالفكر السلفي أو الإخواني، الذين يجرونها بسبب قناعاتهم الدينية».

أطباء يؤيدون الختان

بعض الأطباء يأخذون  موقفا آخر مؤيدا من الختان.. كان أشهرهم، الدكتور أحمد الطحاوي، طبيب الباطنة والقلب وعضو لجنة الصحة بمجلس الشعب.. والذي آثار جدلا كبيرا الشهر الماضي، بسبب تصريحاته حول الختان. يرى الطحاوي أن المبالغة في قطع الأعضاء التناسلية سيضر بالمرأة، لكنه يرى أيضا الختان عندما يمارس باعتدال فهو يحمي الفتاة من تلوث الأعضاء التناسلية أو حدوث رغبة جنسية غير مرغوب فيها.

هل الختان يحمي الفتاة من الانحراف؟ ​​​​​​​

الرغبة الجنسية مصدرها الأساسي المخ.. فعندما يرى أي إنسان سواء رجل أو امرأة صورة أو يشم رائحة تتسبب في إثارته، فهي تنبه المخ أولا، ثم يرسل المخ إشارات لتنبيه الأعضاء التناسلية. كما يشرح استشاري النساء والتوليد.

ويضيف: «أقول للأمهات لو أرادت حماية بنتها من الانحراف، فعليها أن تجعلها فتاة عاقلة وواعية، وتربيها على الدين والثقافة والمبادئ والأخلاق. يجب أن تجعلها تنشغل بهوايات مثل القراءة والرياضة، حتى تبني شخصيته وتصبح فتاة عاقلة وواعية تستطيع حماية نفسها».

ويضرب عمرو المثل: «في رمضان الواحد بيبقى حران وجعان وهيموت من العطش لكنه بيرفض يفطر ومش بيقدم لنفسه العذر عشان عنده مبدأ قوي يخليه يكمل صيامه.. والشيء نفسه في الرغبة الجنسية».

ويضيف: «مينفعش عشان أحمي الرجل من الوقوع في الخطأ أنه يحصل قطع لأعضاءه التناسلية أو مينفعش لأني عايز أحمي ابني من أنه يبص لبنات أقوم فاقع عينيه».

كيف نحمي الفتيات من أضرار الختان؟ ​​​​​​​

القانون المصري يجرم الختان، ويعاقب عليه بالجبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تقل تزيد عن عامين مع غرامة مالية.

لكن استشاري النساء والتوليد يقول أن القانون وحده لن يحل المشكلة، فأصعب شيء هو تغيير العادات المورثة داخل الإنسان، خاصة غذا كان يعتقد أن أن الختان هو الوسيلة الوحيدة لحمياته الفتاة من الانحراف.

أما الحل سيكون من خلال ثلاثة محاور هي:

الإعلام

يقول عمرو: «الشعب معظمه مش بيعرف يقرأ.. لكن مفيش بيت في مصر حتى لو أفقر بيت مفهوش تليفزيون». لكن المشكلة أن القنوات الخاص ليس عندها ثقافة الخدمة المجتمعية.وتعرض فقط ما يسجلب لها المال بغض النظر عن القيمة.

ويحكي عمرو تقدمت بفيلم توعوي عن الختان على تكلفتي الخاصة للقنوات الفضائية ورفضوا عرضه لأنهم طلبوا الملايين مقابل فيلم توعوي مدته عدة دقائق.

​​​​​​​

التعليم

عندما ينشأ الطفل الصغير على مناهج تعليمية توضح له أضرار الختان وتقدم له فتاوى الأزهر في مناهج الدين والتي تؤكد أن الختان عادة وليس جزءا من الدين.. يسكبر وهو متشبع بهذا الفكر الذي يرفض الختان.

الدين

إذا كانت الأوقاف تشجع الخطبة الموحدة، فلماذا لا يتم استغلال هذا الأمر بشكل جيد، والتوعية بموقف الدين من ختان الإناث. خاصة أن الخطيب في القرى والنجوع لا يمتلك المعرفة الدينية الكافية بهذه الأمور.

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال