محمد فوزي.. قصة نجاح وخيانة وعملية تجميل

محمد فوزي.. قصة نجاح وخيانة وعملية تجميل

«إن الموت علينا حق.. إذا لم نمت اليوم سنموت غدا، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسى وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السما من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي..»

كان هذه الكلمات هي آخر ما قالها الفنان محمد فوزي قبل أن يرحل عن عالمنا في 20 أكتوبر عام 1966 تاركا بصمة مميزة في عالم الفن والغناء، تلك المسيرة التي بدأت عام 1944 عندما طلبه يوسف وهبي  ليمثل دوراً صغيراً في فيلم «سيف الجلاد» يغني فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه محمد فوزي حبس عبد العال الحو، بمحمد فوزي فقط، فوافق من دون تردد. 

عملية التجميل 

شاهد المخرج محمد كريم فيلم «سيف الجلاد»، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم «أصحاب السعادة» أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده، فوجد ضالته في محمد فوزي واشترط المخرج محمد كريم على محمد فوزي أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً، فخضع لطلبه، واكتشف بعدئذٍ أن محمد كريم كان على حق في هذا الأمر. وكان نجاحه في فيلم «أصحاب السعادة» كبيراً غير متوقع، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947.

aa3a2aaf1459dc51d8daa43ee02c3488_123684944_147

مديحة يسري لم تسامحه

على الرغم من أنها لم تكن الزوجة الأولى لمحمد فوزي إلا ان مديحة يسري تعتبر نقطة تحول في حياة فوزي على المستوى الشخصي والفني،حيث أنجبا ابنهما الوحيد عمرو، واشتركا في أعمال فنية متعددة بعد الزواج وكان حبهما لبعضهما كبيراً ما أطال عمر زواجهما، الذي عاد وانتهى بعد مرور 10 سنوات عند اكتشافها خيانة فوزي لها.

ففي حوار للفنانة مديحة يسري مع الإعلامي عمرو الليثي، قالت إن زوجها الفنان محمد فوزي كان له علاقة مع إحدى السيدات، ولكنها لم تتصادم معها، الأمر الذي لم تحتمله ودفعها للطلاق رغم السعادة التي كانت تملأ حياتهما كزوجين. فعلى الرغم من نجاحهما بتجاوز كافة الأزمات الفنية والزوجية، إلا أنها عجزت عن مسامحته على الخيانة، فتفهّم بدوره الأمر واتفقا على الانفصال الهادئ دون مشاكل على أن يعيش عمرو معها- علماً أنها كانت تقوم بزيارته في منزل زوجته لكي يراه ابنه ولا يتأثر بانفصال والديه.

محمد فوزي

محمد فوزي مكتشف بليغ حمدي

في الوقت الذي فكرت فيه سيدة الغناء العربيأم كلثوم أن تخرج من عباءة الموسيقار رياض السنباطي وتلجأ للتطوير الشامل لألحان أغنياتها، كان الشاب بليغ حمدي في الثلاثين من عمره، ملازما لأستاذه ومكتشفه محمد فوزي وكان مازال في البدايات، ولم يكن أسمه معروفا، فلجأت أم كلثوم لمحمد فوزي ليحلن لها أغنية «أنساك» وبالفعل بدأ فوزي في تلحينها وأنجز الجملة الأولى منها

و كان بليغ موجودا في منزل فوزي في تلك الأثناء، وبينما انشغل الفنان الكبير باستقبال أحد زواره لفترة لم تتجاوز الساعة، عاد ليجد أن تلميذه بليغ حمدي قد لحن الأغنية كاملة.

ويحكي  الإعلامي وجدي الحكيم أن فوزي طلب من بليغ أن يسمعه اللحن، وأنه عندما انتهى "بليغ" من الأغنية على مسامع أستاذه، قام من فوره واحتضنه، وقال له: «اللحن بتاعك أحسن عاوزك تسمعها لأم كلثوم».

 الأول في أكثر من شيء 

ارتبطت كلمة «أول» باسم محمد فوزي في أكثر من مناسبة فنذكر مثلا أنه أول من قدم أغاني للأطفال ويعتبر الرائد في هذا اللون الغنائي فأغانيه مازالت باقية إلى الآن مثل «ماما زمانها جاية وذهب الليل».

وأول من غنى أغنية دون استخدام آلات موسيقية، معتمدا على أصوات بشرية، حيث يقوم الكورال بدور الآلات، وهي طريقة يطلق عليها الموسيقيون «أركابيلا»، وذلك من خلال أغنية «طمني» التي قدمها في فيلم «معجزة السماء».

أول من قدم أغنية فرانكو آراب، حيث وضع لحن لأغنية «فطومة»، و«يا مصطفى يا مصطفى»، والتي حققت نجاح وانتشار واسعين عند تقديمها، وغناها المطرب جورج وديع عزام (بوب عزام)، وتغنت بأكثر من لغة، واحتلت المركز الأول كأفضل أغنية في فرنسا، وظلت ضمن أفضل 20 أغنية لعدة شهور.

من أوائل من أنتجوا أفلام بالألوان الطبيعية، من خلال فيلم «الحب في خطر» عام 1951، شاركته البطولة فيه الفنانة صباح، وساهم في غياب هذه المعلومة عن البعض أن «الحب في خطر» يُذاع بنسخة أبيض وأسود على القنوات الفضائية ربما لأنها أفضل جودة من النسخة الملونة.

آية وهيب

آية وهيب

صحفية متخصصة في ملف المرأة واللايف ستايل