السيرك في السينما.. ليس فقط «بلياتشو» وعروض أكروباتية
ارتبط السيرك ارتباطا كبيرا بالثقافة الشعبية لدى الجماهير، فيمكن اعتباره نموذجا مصغرا من الحياة؛ تُقدم على مسرحه عروض مختلفة تجمع بين الاستعراضات البشرية والأخرى التي تستخدم الحيوانات، ويعيش العاملون فيه بداخل كواليسه حكايات بها الحلو وبها المر، وتتنوع مشاعرهم بين الخوف والقلق والترقب والغيرة والحزن والفرح. لذلك، فهو بالنسبة إلى السينما مادة غنية تستحق التركيز عليها أمام الكاميرا، وهو ما حدث في أفلام عديدة.
صورت أفلام كاملة الحياة بداخل السيرك موضحة المشكلات التي يعاني منها العاملون به فوق خشبة المسرح وخلف الأضواء، وكان أهمها ما نرصده في هذا التقرير:
مؤامرات وحيل خبيثة
أظهر فيلم «فتاة السيرك» من إنتاج عام 1951، ما قد يتعرض له العاملون بالسيرك من مؤامرات تهدف إلى إفشال العروض المقدمة بسبب الخلافات الشخصية فيما بينهم.
فيلم فتاة السيرك بطولة نعيمة عاكف وحسن فايق ومحمود شكوكو.
غير «بلاستيك» سميرة سعيد.. 6 فساتين غريبة للنجمات العرب
للسيرك تدرج وظيفي أيضا
ووضح فيلم «غرام في السيرك» من إنتاج عام 1960، أن للسيرك قواعده أيضا التي تجعل منه مكانا يترقى العاملون فيه في مناصبهم الوظيفية، مثلما يحدث في أي مكان عمل آخر. فبسبب اجتهاده، ينجح «فلفل»، والذي يجسده إسماعيل يس، في وظيفته كمهرج، بالإضافة إلى ترويض النمور كذلك.
عدد أكبر من الجمهور
تناول الفيلم «السيرك» من إنتاج عام 1968 واحدة من أهم المشكلات التي يعانيها العاملون بالسيرك، وهي قلة عدد المتفرجين، والتي يحاول ابن صاحب فرقة سيرك جوالة بقرية مصرية حلها من خلال تطوير العروض المقدمة للجماهير.
فيلم «السيرك» بطولة حسن يوسف، سميرة أحمد، محمد عوض، ونبيلة عبيد وإخراج عاطف سالم.
منها «تتجوزيني يا بسكوتة؟».. حكايات من مسرح فؤاد المهندس
النظرة الدونية من المجتمع
وبعد فترة غاب فيها تصوير السيرك في الأفلام المصرية، جاء فيلم «البلياتشو» من إنتاج عام 2007 ليعيد ظهور السيرك أمام الكاميرا مجددا؛ وألقى الفيلم الضوء على مشكلة عصرية يعاني منها عدد من العاملين بالسيرك، وهي النظرة الدونية ضدهم، فقط لكونهم من الطبقة الفقيرة بالمجتمع، والتي تعرضهم لكثير من المشاكل وأهمها محاولة كبار رجال الأعمال توريطهم في قضايا كيدية، وممارسة السلطة للظلم والقهر تجاههم.
فيلم «البلياتشو» بطولة هيثم أحمد زكي، فتحي عبد الوهاب، هايدي كرم، عزت أبو عوف، وأحمد راتب.
حياة صعبة
وفي فيلم «قلب الأسد» من إنتاج عام 2013، يظهر الفنان محمد رمضان مؤديا شخصية «فارس» الذي ينشأ بداخل كواليس السيرك وسط الأسود والنمور المتوحشة، والتي تؤثر على تكوين شخصيته وطريقة تعامله مع أفراد المجتمع.
في حين، اكتفت أفلام أخرى بمشاهد معينة لتعكس بها روح السيرك أمام الكاميرا، وأشهرها:
عرض «أنا بلياتشو»- فيلم دهب
كعادته، اهتم الفنان أنور وجدي بالعنصر الاستعراضي كعامل أساسي ضمن عوامل نجاح أفلامه، ليصبح استعراض «أنا بلياتشو» في فيلم «دهب» من إنتاج عام 1953، واحدا من أشهر استعراضات أفلام أنور وجدي. وضمن الاستعراض، يظهر مؤديين العروض الأكروباتية الذين يقدموها باحترافية عالية، كما يتضح معاناة المهرج الضاحك الباكي الذي يحاول إضحاك الجمهور في الوقت الذي قد يعاني فيه من مرارة حزن بداخله من خلال جملة: وأنا في الواقع قلبي حزين.
شيكا بيكا وبولوتيكا- فيلم المتوحشة
وقدمت السندريلا سعاد حسني استعراض «شيكا بيكا» في فيلم «المتوحشة» من إنتاج عام 1979؛ حيث تقمصت شخصية البلياتشو بالاستعراض، وأدت مع مجموعة من الممثلين، مجموعة من الحركات الأكروباتية التي تقدم على مسرح السيرك.
عرض الحيوانات- فيلم أربعة في مهمة رسمية
وفي آخر مشهد من فيلم «أربعة في مهمة رسمية» من إنتاج عام 1987، يظهر «أنور عبد المولى»، والذي يجسده الفنان أحمد زكي، وقد اتجه إلى العمل بالسيرك باستخدام الحيوانات التي فشل في تسليمها إلى بيت المال، وتظهر الفنانة «نورا» وقد اختارت أن تعمل معه كمساعدة.
فقرة الساحر- فيلم معالي الوزير
وفي مشهد ساخر من فيلم «معالي الوزير» من إنتاج عام 2002، تظهر أجواء السيرك من خلال فقرة الساحر ببطلها «أحمد زكي»، ليتضح أنها في النهاية ما هي إلا حلم مخيف راوده.
أغنية السيرك- فيلم صاحب صاحبه
كما قدم محمد هنيدي مع أشرف عبد الباقي استعراض السيرك مرتدين ملابس البلياتشو الكوميدية في فيلم «صاحب صاحبه» من إنتاج عام 2002.
فقرة الساحر مرة أخرى- فيلم الفيل الأزرق
وظهر كذلك الفنان كريم عبد العزيز مؤديا شخصية ساحر بالسيرك في أحد الأحلام التي تراوده ضمن أحداث فيلم الفيل الأزرق من إنتاج عام 2014.