رئيس التحرير أحمد متولي
 «شبابيك» في 365.. ماذا قدّم وفيمَ أخفق؟

«شبابيك» في 365.. ماذا قدّم وفيمَ أخفق؟

الوقوف على نقاط الضعف لتفاديها والتباهي بنقاط القوة وتجويدها، الاعتراف بالأخطاء، المحاسبة، التخطيط، النظام، الانضباط الإداري، المؤسسية.. كل ما سبق وغيره ثمة منطلقات وأركان ضرورية لضمان نجاح أي مشروع كبُر أو صغُر.

مين شبابيك؟

«شبابيك» نافذة إعلامية تخاطب عقل وفكر واهتمامات الشباب المصري، مشروع تجريبي لمؤسسة إعلامية كبرى، اخترنا جمهورها بعناية – الشباب - نرى أن المناخ أمامنا خصب للنجاح، خاصة وأننا نتحدث عن اهتمامات شريحة ربما تغفلها معظم المؤسسات المحلية العاملة بالإعلام.

عام كامل منذ أن خرج موقع «شبابيك» للنور ونحن نكتشف. نكتشف أنفسنا في القدرة على الوصول لجمهورنا، نبحث عن المفضل لدى الشباب والمكروه أيضا، وأي خطاب يناسبه، مثلا: هل خطاب الصعيد يتانسب مع أهل الوجه البحري؟.. وهل لغة الحديث لشباب المدن تختلف عن غيرهم؟.. هل للمثقفين حديث خاص؟.. حتى وصلنا للبحث عن وجود الثقافة والمثقفين في مجتمعنا.

قررنا أن نخوض البحر لنتعلم فنستفيد ونطوّر، فكان –تجميع لا توجيه– منهجنا على مدار عام مضى أكثر منه شعارا، اجتهدنا لجمع الشباب والطلاب والفتيات حول فكرة جديدة وهي «شبابيك»، حتى يصبح مرجعا لهم في كل الأوقات (الضيق – الانبساط) في الشارع والمنزل والعمل.

ماذا عن فريق العمل؟

فريق عمل شبابيك لا يتجاوز عمر أكبرهم سنا 28 عاما، أي أننا نحن العاملون في شبابيك عينة من جمهورنا المستهدف، الأمر الذي يسهل علينا توارد الأفكار والتعبير أكثر عن الشباب.

مؤسس قسم الجامعة بالموقع طالب لم ينته من المرحلة الجامعية بعد، كما أن عضو رئيس في قسم التسويق والقائم بأعماله لشهور ما زال طالبا جامعيا أيضا، انطلاقا من منهجنا (الموهبة والكفاءة لا ترتبط بسن)، هكذا اعتقدنا فنفذنا.

رئيس تحرير الموقع لم يصل عمره 25 عاما.

شرط أساسي لنشر القصة على موقعنا، أن تكون ذات هدف واضح وتستهدف فئة محددة من جمهورنا.

نؤمن بالتباين واختلاف الأفكار الذي يخلق فريق عمل مبدع يثري المادة المنشورة لتعبر أكثر وأكثر عن القارئ.

تعاملنا مع زميلات في العمل جديرين بحمل المسئولية. ومبدعي الأفكار، حتى أن إحداهن ذات يوم غسلت الخيار والطماطم بسائل البريل المخصص لغسل الأطباق. اه والله :)

ماذا قدمتم؟

تحدثنا في تكوين الأفراد، والعمل الحر، والتعليم عن بعد، والتنمية الذاتية، الكورسات، والعلاقات الاجتماعية، والعلاقات العاطفية، وفترات الخطوبة والمراهقة وحياة ما قبل وبعد الزواج، السفر والرحلات والترفيه، الأمومة. خاطبنا المقبلين على الزواج، ناقشنا بعض الأمراض النفسية، خُضنا في الثقافة والصحة الجنسية، تحدثنا عن السينما والمسرح.

كتبنا في قضايا المراهقين والجنسية وهجرة الشباب والاغتراب وزواج الفتيات تحت السن.

للطلبة في حساباتنا نصيب خاص، إذ أننا متواجدون بقوة داخل الجامعات المركزية، نتابعها بكثب، نقترح لهم مشاريع خاصة، ونرشح منصات للتعليم الموازي، ننشر أحوال الطلاب ونناقش مشاكلهم، كمان بنتكلم معاهم في المذاكرة والامتحانات من خلال كبسولات سريعة ترتبط بجو التعليم للي مهتمين بالدراسة.

نؤمن أن الجامعة محطة محورية في تكوين الشباب ورسم مستقبلهم.

هنا نسلط الضوء!

نعترف بأن بعض موضوعاتنا تفتقد للعمق، نواجه في هذا الإطار إشكالية في وفرة المتخصصين.

مثلا: حين تحدثنا عن ملف المراهقين وحياتهم والأزمات النفسية والأسرية التي يواجهونها، ظللنا لأيام نبحث عن مؤسسة أو تجمع في مصر يهتم بهذة الفئة، لم نجد. أطباء متخصصون في هذه المرحلة بالتحديد، مفيش.

التايتل العام متخصص علاقات ومعالج نفسي وشكرا، طيب يا جماعة العلاقات دي فيها تفاصيل كتير، مين بيعمل ايه وبيتكلم فين! مش عارفين.

لماذا تكتبون بالعامية؟

خضنا تحد مهم واخترنا أن نكتب بالعامية ونمزجها بالفصحى، الأمر الذي انتقده وما زال ينتقده بعض الأصدقاء وزملاء المهنة، إلا أننا في الحقيقة أمام جمهور يُقبل على قراءة العامية.

في الإطار ده حددنا معايير للكتابة بالعامية أهمها، نوعية الموضوعات تكون خفيفة ومسلية وترفيهية، غير كده من موضوعات مبنية على قصص وتناقش قضية أو سلوك تكتب بالفصحى.

الحقيقة أننا كفريق عمل غير مقتنعين بقواعد وأساطير كتيرة في مهنتنا ما زال بعض الزملاء متمسك بها، ترتبط في مجملها بتطور الحياة ووسائل التواصل، ولغة الخطاب، لأن ببساطة الصحافة وسيلة نشر المعلومات وإرسالها للجمهور بالشكل والطريقة المناسبة لثقافات وعادات هذا الجمهور، ومواكبة للتطور التكنولوجي.

احصائيات وأرقام العام

بلغة الأرقام فموقع شبابيك سجل في يوم انطلاقه الأول الموافق 21 سبتمبر 2015، طبقا للإحصاء الرسمي 534 مشاهدة، وفي شهره الأول سجل 114 ألف مشاهدة.

الواقع الآن يقول أننا تخطينا المليون مشاهدة شهريا، بما يعادل 9 أضعاف الشهر الأول، في حين وصلت مشاهداتنا في أحد الأيام 50 ألف أي قرابة 100 ضعف اليوم الأول.

ربما يعتقد البعض أن مشاهدات شبابيك مقارنة بمواقع شهيرة عاملة في السوق أقل بكثير. لكننا في ذات الوقت مقتنعون بأن النجاح في أن نصل لجمهورنا الذي نعمل لأجله -الشباب وفقط-. لا أن نعدّد زيارات بالملايين يوميا -وهذا أمر هين- والجميع يعرف من أين تؤكل كتف الترافك. فشبابيك مصنع الأفكار والتنفيذ والنشر. لا يعتمد على اميلات ولا بيانات ولا إغراءات.

زيارات

إحصاء من موقع انلتكس لمشاهدات شبابيك في آخر شهر 

مازلنا نتعلم.. جمهورنا المعلم

نعترف أننا مازلنا في مرحلة التجربة والاختبار، لم نحترف العمل بعد، لم نكتشف الجمهور بعمق بعد، لم نصل للفئة الأعظم من الشباب بعد، نفتقد الشارع والعمل بأريحية فيه، لكننا نعمل في حدود المتاح، ونأمل في أن نصل بنهاية عامنا الثاني لـ3 أضعاف العام الأول من المتابعين.

طبقا لإحصائياتنا الرسمية فـ80% من جمهور شبابيك من الفئة العمرية المستهدفة لنا بين 18 و30 عاما، مقسمة بين الذكور والإناث بنسب متقاربة.

النسبالذكور والاناث

نسب الإناث والذكور وأعمار الجمهور

نرتكز في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، ونرى أنها نقطة ضعف لنا، إذ نركز خلال عامنا الثاني في محافظات بالوجه البحري والصعيد والدلتا، بدأنا بالفعل في تدشين فرق عمل طلابية تنقل نبض الجامعات ومجتمعات الشباب خارج القاهرة الكبرى.

نخطط في عامنا الثاني للاقتراب من الجمهور أكثر، نستغرق معهم في التفاصيل لا بأس، فهدفنا مناقشة ما يفكر فيه القوم قبل أن يتحول إلى فعل أو قول.

أخيرا.. نعتقد أن القارئ يمل من الموضوعات ذات النص الكلامي الضخم، كالذي بين أيديكم :)، لذلك  نطور دائما في شكل التنفيذ لتتضمن قصصنا عنصر بصري (صور- انفوجراف- فيديو ) يسهل عليكم الإغراق في قراءة التفاصيل، ويبسط المعلومات أكثر. دمتم بود.. #سنة_أولى_شبابيك :)

محمد علي

محمد علي

رئيس تحرير التنفيذي لمنصة شبابيك، محرر الشئون القضائية السابق بدوت مصر، الفائز بمنحة شبكة الصحفيين الدوليين