بن تيمية وهؤلاء في مدرسة فتاوى القتل.. وهذا هو رد الأزهر
يستند معظم التكفيريين إلى فتاوى بن تيمية، في قتل المرتد والخارج عن الدين، أو من رأوه كافرا بشكل عام، ويعتبر بن تيمية مؤسس مدرسة «التيمية السلفية».
وأصبحت عبارته الشهيرة «يستتاب فإن تاب وإلا قتل» من أشهر ما يستند إليه مروجو القناعات التفكيرية، وحوت مؤلفاته العديد من الفتاوى التي تستند إليها الجماعات الإرهابية وأبرزها «داعش».
- من هو ابن تيمية؟
الملقب بـ«شيخ الإسلام»، هو متكلم وفقيه عربي واعتبره مناصروه حجة في التفسير والحديث، وكان سريع الحفظ بطيء النسيان، ولد في العراق، عام 661 هجرية.
وكان له آليات لم يسبقها إليه أحد في تفسير الأحكام الشرعية، وكان يرى أن التضرع للأولياء وزيارة القبور «بدعة»، وكفّر من فعل هذا.
ابن تيمية له العديد من الكتب التي حوت فتاوى يستند إليها معظم الجماعات الجهادية.
المعتزلة بين التاريخ والحاضر.. محاولة للفهم
- ما هي فتاواه؟
قتل من تلفظ في الصلاة
من أشهر الفتاوى التي يستند إليها مريدو بن تيمية جاءت في كتابه «الفتاوى الكبرى»، وتقرأ: «رجل يصلي يشوش على الصفوف التي حواليه بالنية وأنكروا عليه مرة ولم يرجع»، وقد أفتي بن تيمية بقتله حيث يقول: «من ادعي أن ذلك من دين الله وأنه واجب فإنه يجب تعريفه الشريعة واستتابته من هذا القول فإن أصر على ذلك قتل».
ولكن الفقيه عبد الرحمن الجزيري، فند هذه الفتوى في كتابه «الفقه على المذاهب الأربعة»، وقال فيها إن التلفظ بالنية جائز عند بعض مذاهب الأئمة، ولكن بن تيمية ذهب لأبعد فلم يتورع عن الحكم بكفره.
تارك الصلاة
أفتى بن تيمية في كتابه «الفتاوى الكبرى» بقتل تارك الصلاة، وقال «يؤمر بالصلاة مع المسلمين فإن كان لا يصلي فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل».
أما الأئمة الأربعة فحرموا قتل تارك الصلاة، استنادا على قول الرسول «إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله». وقولهم فيه أنه فاسق ولكن لا يتم تكفيره.
نبش القبور والمثلية الجنسية في «الخلافة الإسلامية»..(مقال)
الصيام على سفر
قال بن تيمية في أحد فتاواه «من قال إن الفطر لا يجوز إلا لمن عجز عن الصيام فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل». وحكم على من يخالفون ذلك بالقتل لكفرهم. واعتبر أن الصائم في السفر كالمفطر في الحضر.
العلماء أجازوا للمسافر أن يفطر أو يصوم على قدر استطاعته. استنادا لـ«َمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ».
الإكراه على الإسلام
وفي كتابه «السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية»، يقول بن تيمية إن «قوام الدين بالمصحف والسيف»، ثم يشرح ذلك بقوله: «لقد أمرنا رسول الله أن نضرب بهذا – يعني السيف – من عدل عن هذا يعني المصحف».
وفند هذا الدكتور عمر بن عبد المجيد البيانوني، واستند إلى قوله تعالى «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».
وعندما بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سعد بن عبادة في كتيبة من الأنصار أمرهم أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحداً إلا مَنْ قاتلهم. ولما قال «سعد»: اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة، أرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى سعد بن عبادة فعزله.
إكراه غير المسلمين
دعا بن تيمية أي جماعة إلى مقاتلة غيرها من المسلمين لإلزامهم بما تراه من أمور الدين، وأن تقتل كل من يقف أمام دعوتها ولا يستجيب لها، فيقول بالحرف الواحد في صفحة 109 كتابه «السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية» إن: «كل من بلغته دعوة رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى دين الله فلم يستجب لها فإنه يجب قتاله».
لكن العلماء فندوا هذه الفتوى وقالوا إنها خاطئة، استنادا لـ «لَا اكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ»، و«وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ». وهو ما أكدته دار الإفتاء المصرية وعلماء المسلمين.
القتل بالتحريق
وجاء في فتوى الحرق، لابن تيمية: «فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجرا لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع».
وهو ما نفاه الأزهر، وقال هذا يتعارض مع قول الرسول «لا يعذب بالنار إلا رب النار».
وهذا النهي العام عن العقوبة بالتحريق بالنار استثنى منه جمهور أهل العلم التحريق بالنار على سبيل القصاص، والمعاقبة بالمثل؛ فمن حرَّق غيره، يجوز ـ على هذا القول ـ أن يعاقب بالحرق قصاصا استنادا لقوله تعالى «فمن اعتدى عليك فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».
- الأزهر يهاجم ابن تيمية
هاجم مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي المتوفي عام 1935، في كتابه «تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد»، بن تيمية واتهمه بالخروج عن الدين وإثارة الفتن والقلاقل وسوء المعتقدات في الله تعالى والرسول وكبار الصحابة:
وقال «المطيعي» في موضع من كتابه عن بن تيمية «الكثيرين من علماء عصر بن تيمية قد حكموا عليه بالكفر.. وإن العلماء الأقل تشدداً قد حكموا عليه بالفسق».
وقال أيضا في موضع آخر «بن تيمية لم يقنع بسب الأحياء حتى حكم بتكفير الأموات، ولم يكفه التعرض لمن تأخر من صالحي السلف حتى تعدي إلى الصدر الأول ومن له أعلى المراتب في الفضل، فنسب إلى سيدنا عمر بن الخطاب وعلى بن أبي طالب الأخطاء والغلطات وبليات أي بليات، وزعم أن الأنبياء غير معصومين، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا جاه له ولا يتوسل به وأن السفر إليه للزيارة معصية لا تقصر الصلاة فيه».
- من أفتى بالقتل من قبل في مصر؟
محمود شعبان
الشيخ محمود شعبان، إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، أفتى بجواز قتل قيادات جبهة الإنقاذ، وهي التهمة التي تم إلقاء القبض عليه بسببها بعد تقديم بلاغ ضده بالتحريض على القتل بسبب فتواه.
واستند «شعبان» إلى حديث لعبدالله بن عمرو، قال فيه «من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق».
ولكن الرئاسة خرجت ببيان بعد هذا الحديث مباشرة، ورفضت «خطابات الكراهية التي تتمسح في الإسلام».
وقال عنه الشيخ محمد الغزالي من قبل، إن الحديث يتعارض مع «لا إكراه في الدين»، وبالتالي لا يعتبر حديثا صحيحا.
وجدي غنيم
وجدي غنيم كفّر معارضي حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، ووصف معارضي الإعلان الدستوري بالخوارج، ودعا إلى قتلهم مستشهدا بالآية «يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم»، وجعل الغلظ بمعنى الاقتتال.
واستند أيضا إلى «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى، فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله». وقال صراحة اللي يخرج على الشرعية «يستحق القتل».