«البالطو الأبيض» يبكي رحيل صاحب المحاضرات «المجانية» بالقصرالعيني
كتب- شادي الرفاعي
يوم ما الدكتور رجع بالعكاز قولتله واحنا ماشيين كلنا بندعى لحضرتك وكل الناس بتحبك، قالى: «يابني حب الناس دليل على حب ربنا، حاول تقوي علاقتك بربنا والناس هيحبوك من غير ما تفهم ليه».
بهذه الكلمات المملؤة بالحزن والبكاء، تحدث الطالب «ميدو يحيي» عن الدكتور محمد رشيد، الذي وفاته المنية مساء أول أمس الخميس، بعد رحلة طويلة، كرس حياته ووقته لتعليم طلاب كليات الطب في مصر.
وودع المئات من الطلاب جثمان الدكتور محمد رشيد بهجت أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية طب قصر العيني ورئيس أحد أهم معامل التحاليل في مصر بعد صراع طويل مع المرض.
وشيعت جنازته الخميس الماضي من مسجد مصطفى محمود بعد صلاة الظهر، بحضور عدد كبير من أعضاء هئية التدريس.
وخيم الحزن على الطلاب بعد رحيل«معلم الأجيال» كما يصفونه، خلال حديثهم لـ «شبابيك» الذي التقى بعدد من طلاب كلية الطب شاركوا في معظم المحاضرات التي كان ينظمها الراحل في كلية طب قصر العيني.
«محمد أبو طالب» أحد الطلاب حكى لـ «شبابيك» عن موقف للدكتور رشيد قائلا: «كنا فى سنة أولى وفى شهر نوفمبر والجو برد ومطر شديد، قبل ميعاد المحاضرة بخمس دقائق جه دكتور رشيد مع اننا كنا عارفين حالته الصحية عاملة ازاى وبيمشي على عكاز، ورغم كده كان يفضل واقف طول المحاضرة».
كما قال «بدر الدين عادل» لشبابيك: «زوجته كانت بتقولنا انه فى الأجازة كان تعبان أوى، ولكن بمجرد ما بدأت الدراسة ونزل المحاضرات صحته إتحسنت كتير لأنه بيحب الطلبة وبيحب يشرح لهم».
وكرس الدكتور «محمد رشيد» الذي درس الكيمياء الحيوية بكلية طب القصر العيني، حياته وجهده لتعليم الطلاب ومساعدتهم، حيث تخرج على يدية الالاف من الأطباء في مختلف الجامعات المصرية .
بدأت قصته مع المحاضرات المجانية في أواخر السبعينيات، عندما طلب منه عميد كلية طب القصر العيني، هاشم فؤاد، المشاركة في مجموعات الدعم الطلابي، التي تنظمها الكلية بسعر مخفض، حيث وافق على الفور، وأشترط عدم أخذ أموال من الطلبة، وحينها وافق عميد الكلية، وظل يُكملها حتى توقف عام 2015، نظرًا لظروفه الصحية، بعد ما أكمل عامًا كاملًا يلقى هذه المحاضرات بالعكاز الطبي.
يقول الدكتور محمد رشيد في تصريح له: «أشعر براحة نفسية عندما يأتي مجهودي بفائدة، وإن الطلبة مهتمون بدراستهم ومصرون علي الحضور في ساعة مبكرة».
وأشار إلي أنه لا يهدف من وراء هذا العمل إلا إبتغاء وجه الله ومساعدة الطلبة الذين لا يقدرون علي تكلفة الدروس الخصوصية.
ويقول الطالب محمد عواد: «معلومات دكتور رشيد أفادتني بلا شك، لكن أثره النفسي عليا كان عظيم أوى، نهج دكتور رشيد لمسنا كلنا، ودي حاجة مش أى دكتور يقدر يعملها»
ونعت نقابة أطباء مصر، الدكتور محمد رشيد بهجت، أستاذ الكيمياء الحيوية بطب القصر العينى، وأحد علماء الكيمياء الحيويه الذين اضافوا الكثير لطلاب الطب البشري في مصر.
كما نشرت الصفحة الرسمية لطلاب جامعة القاهرة نعي للعالم الراحل، وكتبت «إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون، لن ننسى فضلك علينا وعلى جميع طلبة الطب في مصر».
ونشرت الصفحة صورة الفقيد وكتبت: «الدكتور محمد رشيد كان بينزل يشرح المنهج كاملاً للطلبة الساعة 7 إلا ربع قبل بداية الدوام الرسمي طوال السنة؛ كان بسيجل محاضراته بنفسه عشان اللي مبيقدرش يحضر بدري يستفيد؛ ربنا يرحمك يا دكتورنا العزيز ويسكنك الفردوس الأعلى».
