شيرين عبد العزيز تكتب عن «الاختيار الصعب»

شيرين عبد العزيز تكتب عن «الاختيار الصعب»

كثيرا ما يقابلنا فى الحياة مشكلات وعثرات لا تفرّق بين كبير وصغير قوي أو ضعيف، وربما نعتقد حينا أننا الوحيدون فى هذا العالم من يتعرض لكل هذه المشكلات التى لا تنفك تهاجمنا من حيث لا نعلم أو ندري دون رحمة أو شفقة.

الأمر كله يعتمد على مدى تحملنا وقدرتنا على المواجهة بشجاعة دون خوف أو تردد لتخطي تلك الأزمات بسلام.

يبدأ العقل فى إعطاء إشارة لبدء مواجهة المشكلات بعد إعداده الأسلحة اللازمة للقتال (الأفكار الإيجابية) ومن ثم ترتيب مخططاته من واقع علمه وخبراته وإدراكه لنوع وحجم وطبيعة المشكلة التى عليه مواجهتها حتى يتخلص منها وينتصر عليها.

ولكن الإختيار الصعب عندما تطرق الحادثة أبواب العقل والقلب معاً هنا "سكت الديك عن الصياح !" فلا يوجد بأس أشد من خصومة العقل أمام القلب.. يالها من حرب شرسة تلك التى يقف فيها أشد وأقوى جزئين فى جسم الإنسان ضد رغبة الآخر!

إن العقل بدوره يقودنا إلى الحكمة والمنطق ليحمينا من الانزلاق فى الأخطار والصعاب كما أن القلب لا يقل أهمية عن دور العقل، فالقلب مركز المشاعر والعاطفة التى تسبب لنا الفرح والسعادة والرضا والهدوء والطمأنينة وأيضا يمكن أن يتسبب لنا في الشعور بالألم والحزن والتعاسة والبغضاء.. حقا ألم المشاعر وجرح العاطفة لا يستهان به!

ترى ما العمل! وكيف لنا أن نختار بين هذين العملاقين؟ فاختيار واحد منهما لن يحمينا من تأنيب وعذاب الآخر لنا!

يعتقد كثير من الناس أن التفكير الجيد لا يكون صحيحا إلا إذا تنحت العاطفة جنبا وفى هذه الحالة نستطيع أن نرى تحول الإنسان إلى آلة لا روح فيها ولا حياة.

والبعض الآخر يسير فى هذه الحياة بترجيح العاطفة وهو الأمر الذى قادهم  إلى الوهم والخلط بين الحقائق والأمنيات مما جعلهم لعبة فى أيدي الآخرين يلعبون بمشاعرهم وعاطفتهم وقتما شاؤوا.

تكمن صعوبة الاختيار فى خلق التوازن بين العقل والقلب فالأفكار الجامدة والمنطق الصلب تهذبهما العاطفة كما أن طيش العاطفة بحاجة دائمة إلى منطق يحميها من الوقوع فى الخطأ وحكمة تقودها إلى بر الأمان.

لا يوجد تعارض أبداً بين العقل والقلب فهما جزءان مكملان لبعضهما البعض فالقلب عندما يسأل على العقل أن يجيب، والعقل عندما يدبر بحكمة ووعي ومنطق سليم فتدبيره راحة القلب

وكما قال المتنبي:

فإن قليل الحب بالعقل صالح .. وإن كثير الحب بالجهل فاسد

خلاصة القول أن على الإنسان أن يدع كل من العقل والقلب يعملان معاً ليخرجا أفضل مالديهما , فقوتهما معاً وسلامتنا وسعادتنا وأماننا فى إتحادهما فعندما يتفق المنطق والعاطفة  نرى البدر مكتملاً وكذلك الحياة.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس لشبابيك تدخل في صياغته ولا مضمونه.

 

محمد علي

محمد علي

رئيس تحرير التنفيذي لمنصة شبابيك، محرر الشئون القضائية السابق بدوت مصر، الفائز بمنحة شبكة الصحفيين الدوليين