مصر مطلقة.. حافظوا على عيالكو بعد الانفصال بالشروط دي
«مصر المطلقة»، ربما هذا التشبيه يناسب الكبوة التي تمر بها الأسر المصرية من ارتفاع أعداد حالات الطلاق التي وصلت إلى 40% من حالات الزواج بمعدل 240 حالة طلاق يوميًا، لكن الخسارة الأكبر في هذه المشكلة هي الأطفال، فالطلاق ينتج عنه خلافات لا حصر لها من قبل الأب والأم دون مراعاة نفسية الطفل.
والطفل له الحق في أن ينشأ بين والديه ويتربى على أيديهما حتى بعد أن ينفصلا فالاستقرار الأسري يقابله الاستقرار النفسي للطفل، وإذا حدث عكس ذلك يصبح الطفل غير سوي نفسيًا.
يقول استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الدكتور محمد هاني، إن على الأم والأب أن يراعيا عند انفصالهما بعض الأشياء في تعاملهما مع بعضهما، حتى لا تتأثر نفسية الطفل بأي فعل يقوما به نتيجة الخلافات بينهما، وتلك الأشياء تتلخص في عنصرين أساسين وهما: السماح برؤية الأطفال، وعدم التلاسن أمامهم، وتتفرع من العنصرين تفاصيل شرحها كالتالي:
السماح برؤية الطفل في أي وقت
على الأم ألا تحرم الابن من رؤية والده، وله الحق في أن يراه وقتما يشاء، ووالده له الحق في أن يربي ابنه ويشعره بحنانه ولا تنظر لقانون الرؤية الذي ينص على «أن لكل من الأبوين الحق في رؤية الطفل ثلاث ساعات أسبوعيًا وللأجداد مثل ذلك». بل تنظر بعين الرأفة الى طفلها الذي يحتاج لدور والده في حياته الذي لا يقتصر على الدور المادي فقط.
يحكي أمير العادلي (اسم مستعار) تجربته مع رؤية ابنه ويقول: «كانت طليقتي في بعض الأحيان تمنعني من رؤية ابني وكانت ترسله بملابس متسخة وقديمة ولا تشتري له أي شيء أو تعالجه حين يمرض بالأموال التي أرسلها لها شهريًا وكانت تدفع الطفل ليطلب مني فلوس لأشياء يريدها رغم أن الفلوس الشهرية التي أرسلها تتضمن كل هذه المصاريف».
الطلاق الغيابي.. هروب من المسؤولية والميراث يقره القانون
تأثير عدم الرؤية
إذا تربى الطفل من جانب واحد فقط سواء جانب الأم أو الأب، فلن يشبع هذا رغباته النفسية لأن الأم لا تستطيع أن تقوم بالدورين دورها كأم ودور الأب، والعكس صحيح بالنسبة للأب.
لأن الطفل مثلما يحتاج لحنية الأم فهو يحتاج أيضا أن يشعر بأمان الأب لذا لابد أن يحدث توازن من الجانبين في تربية الطفل.
عدم تبادل الألفاظ الخارجة أمام الطفل
على الأب والأم أن يراعيا عدم الإساءة لبعضهما أيًا كان حجم المشاكل بينهما أمام الطفل، وذلك لأن تلك الإساءة سوف يكون لها رد فعل سيء على نفسيته.
يقول أمجد زكي (اسم مستعار): «طليقتي دائمًا تقول لإبنتي إنني خائن وتركتها من أجل امرأة أخرى وأنني لا أصرف عليها وذلك غير حقيقي وبالطبع كل ذلك يوثر في نفسية ابنتي التي تتعرض للضرب أحيانًا إذا طلبت أن تراني».
الطلاق عند الرجل.. «أوبشن» يواجه تفكير اقتصادي بحت
رد فعل الإساءة
يكره الطفل أحد الطرفين، ويفقد الثقة فيه وذلك لأن صورته اهتزت أمامه نتيجة الإساءة التي يسمعها. وسوف يفقد أيضًا معنى القدوة حين يجد الأم تقول ألفاظا خارجة وتهين والده وهي من المفترض أن تكون قدوة له.
كما أنهما سوف يكونا السبب في أن يلتقط الطفل بعض تلك الألفاظ الخارجة ويرددها. وأيضًا سوف يفقد الطفل المصداقية في تربيته حين يرى الأب يقول له أن الإساءة لأحد فعل خاطيء وهو نفسه يقوم بهذا الفعل أمامه حين يسيء لوالدته. لذا على الأب والأم أن يتحدثا عن بعضهما بأسلوب جيد حفاظًا على صورتهما أمام طفلهما.
التكاتف مع بعضهما البعض
وينصح استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الدكتور محمد هاني، كل أب وأم أن يتكاتفا مع بعضهما البعض برغم الخلافات بينهما من أجل خلق مناخ أسري يناسب احتياجات الطفل في كل مرحلة عمرية حتى يكون سوي نفسيًا.