الطلاق مش آخر الدنيا.. انجحي وخليه «يندم عليكي» زي دول
نظرات المجتمع التي لا ترحم، وشعورها بأن حياتها انتهت، وأسئلة لا تتوقف في رأسها؛ فمن سيقبل الزواج بها؟ وأين ستذهب بالأبناء؟ وهل ستثق مجددا في الرجال؟ كل هذا يحبط المرأة المطلقة لتشعر أن انفصالها هو آخر الدنيا.
أسئلة كثيرة تدور في ذهن المرأة بعد الطلاق، تأخذها من الحيرة للحزن للاكتئاب الذي يفسد حياتها تماما ويرسم لها صورة المرأة المطلقة المنهزمة.
«محدش هيبكي عليكِ»، هذا ما تنصحك به مؤسسة «مطلقات راديو» محاسن صابر، وهو إذاعة أونلاين مختصة بمناقشة مشاكل المطلقات.
تقول «صابر»: «بعد الطلاق تصبح نفسية المرأة كالمريض الذي ليس لديه أي مناعة، وعليها أن تقوي نفسها بنفسها حتى تستطيع تجاوز هذه المرحلة».
سيدات مطلقات أخريات يحكين تجاربهن في تجاوز أزمة الطلاق وتحويل حياتهن للأفضل من خلال حديثهن لـ«شبابيك»، إلى جانب نصائح من خبراء العلاقات الأسرية.
الثقة بالنفس
«ارتحت نفسيا كتير بعد الطلاق»، هذا ما تؤكده إيمان محمود (اسم مستعار)، 28 سنة، في حديثها لـ«شبابيك». وتضيف «قرار الطلاق مجاش مرة واحدة ولكن بعد 3 سنين من الصبر على المعاملة السيئة والخيانة والإدمان وعدم الإنفاق على البيت.. الضحكة فعلا بقيت طالعة من قلبي».
تقول «محمود» إن: «كل الناس حواليا شايفين أني خدت القرار الصح، وحتى بعضهم بيحسدني لأنهم مش عارفين ياخدوا الخطوة دي. وحتى لو حد اتكلم عليا وحش من ورا ضهري فمش هيهمني، لأني عارفة أنا صبرت قد إيه ومعملتش حاجة غلط أو تغضب ربنا».
وتعلق مؤسسة «مطلقات راديو»: «لو عرفت المرأة حقوقها جيدا ستستطيع مواجهة المجتمع ولن تهتم بنظرته السيئة للمطلقات؛ فالطلاق حق أعطاه لها الدين للتخلص من الظلم. وبنات الرسول نفسه تطلقوا، وقد تزوج الرسول من نساء مطلقات مثل زينب بنت جحش».
اشغلي نفسك
«مش كلام جرائد»، هذا ما تؤكده مؤسسة «مطلقات راديو» التي تعرضت أيضا لتجربة طلاق، وساعدت نفسها على الخروج من هذه الأزمة بالعمل.
وتحكي «صابر» أن: «رغم أني أعيش بمنطقة أرياف، لكني قررت أن أشغل نفسي بشيء مفيد يخرجني من حالة الحزن. بدأت استغل الإمكانيات المتاحة أمامي وأنشأت مدونة على الإنترنت بعنوان (عايزة أطلق) وبعد أن كبرت المدونة قررت تطوير هذا المشروع وأنشأت (مطلقات راديو) الذي جعلني سببا في مقابلة حالات كثيرة جدا من المطلقات ومساعدتهن في حل مشاكلهن».
وتؤكد «صابر» أن لا شيء يُنسي المرأة همومها إلا العمل، وليس المقصود العمل لكسب العيش فقط، لكن تشغلين نفسك بأي شيء يخرجك من الاكتئاب، مثل التطوع في الجمعيات الخيرية، أو الدراسات العليا، أو تعلم شيء جديد مثل الكروشية أو الموسيقى، وكل واحدة حسب إمكانياتها وقدراتها والمتاح أمامها.
في ظل هذا المناخ التشاؤمي.. تعمل إيه عشان تكون صاحب السعادة؟
حولي الطلاق إلى انطلاق
خانها زوجها وحدث الطلاق بعد إنجاب أول طفل لهما، فأخذت لنفسها منزلا بعيدا عن أسرتها حتى تبتعد عن اللوم والضغوط، وركزت في تربية ابنها وتطوير حياتها للأفضل.
عملت في شركة طيران، وأخذت تلف العالم، وزاد اهتمامها بنفسها، وتحسنت حالتها المادية كثيرا؛ وأصبحت بعيدة كل البعد عن صورة المرأة المطلقة المهزمة المقهورة، هذا ما تحكيه استشارية العلاقات الأسرية الدكتورة أسماء مراد عن إحدى الحالات التي تعاملت معها.
الطلاق من الانطلاق والحرية وهي فرصة أعطاها الله لك لتبدئي حياة جديدة تماما، هذا ما تنصحك به «مراد»، وتضيف: «من الآخر اتعلمي، اشتغلي، خدي كورسات، اهتمي بنفسك، خليه يندم عليك، يندم أنه طلقك لما يشوفك بعد الطلاق اتحولتي للأحسن 180 درجة».
محاسبة النفس
أحيانا يكون الطلاق فرصة لتجنب أخطاء الماضي والبدء بداية صحيحة.
كانت «إيمان» واثقة من قرارها في الطلاق الذي حوّل حياتها للأحسن لكنها تعترف أنها فقدت الثقة في جميع الرجال بسبب هذه التجربة: «كل مشكلتي دلوقتي أني مبقاش عندي أي ثقة في أي راجل، وموضوع الزواج لمرة تانية بالنسبة لي منتهي».
وهنا تنصح «صابر» بضرورة محاسبة النفس ومواجهتها، حتى لا تتراكم بداخلها مشاعر سلبية تضع حاجزا بينها وبين الزواج لمرة ثانية أو حتى لا تكرر نفس الأخطاء مع زوجها الثاني في المستقبل.
تقول «صابر» إن: «في الزواج الأول وبحكم قلة الخبرة نتهاون في بعض الأمور، فعندما نجد الطرف الآخر شديد العصبية نشعر أن هذا قمة الحب؛ لكنه مؤشر خطير على عدم تحكمه في أعصابه؛ وهو يعني أنه لن يتحكم في لسانه ثم يده، وتجد المرأة نفسها تتعرض للعنف بعد الزواج. لكن هذا التهاون غير مسموح به أبدا بعد ذلك».
وصلت للـ30 ومعملتش حاجة.. اقرأ الموضوع ده
اختاري حياتك أو الاكتئاب
عندما تطلقت ماجدة حسن (اسم مستعار) للمرة الثانية دخلت في حالة من الاكتئاب لم تجربها في الطلاق الأول، تقول «زوجي التاني فعلا هو اللي بكيت عليه لأن نفسي صعبت عليا بعد الطلاق مرتين».
وتضيف «لكن قررت أني أخرج من الحالة دي بالشغل وعشان أولادي..الشغل فعلا بينسي 7 ساعات بتبقى مركزة في شغلك، وتبعدي فيهم عن أي مشاكل وأي تفكير سلبي؛ خاصة أني بشتغل ممرضة ومساعدتي للناس وأني أساهم في علاجهم ده بيفرق معايا نفسيا جدا».
لا تنظري لرضا الناس ولكن لرضا الله؛ هكذا تنصحك استشارية العلاقات العاطفية (مين دي؟ غير أسماء مراد؟) «فأنت مطلقة يعني أنك لابد أن تمارسي حياتك بشكل طبيعي تماما؛ وعليك الاختيار بين الاكتئاب أو الاستمرار في حياتك».
لا تستمعي للوم الأهل
الأهل في أوقات كثيرة يظلمون المطلقة أكثر من المجتمع ويلومونها على الطلاق ويضغطون عليها وكأنهم يعاقبونها لطلاقها. وتحذر استشاري العلاقات الأسرية أسماء مراد من أن تستلم المطلقة للوم الأهل وتخلق حولها حالة سلبية بسببهم.
تقول «مراد» إن: «الأهل في حالات كثيرة جدا لا يكون عندهم إحساس بمشاعر ابنتهم بعد الطلاق؛ والأزمات النفسية التي تمر بها. ويبدأون في الشك في تصرفات ابنتهم المطلقة والتضييق عليها».
تحكي «مراد» أن إحدى الفتيات: «لم تطلق لكن زوجها توفي وكانت تحبه كثيرا ورفضت الزواج بعده؛ وبدأ أهلها في الضغط عليها حتى تتزوج مرة ثانية، حتى انتحرت الفتاة من كثرة الضغوط.. في مرة كنت بسأل عليها وصاحبتها قالت لي إنها انتحرت».
تعدد الزوجات متعة للرجل ولا هروب من المشاكل؟