في 6 روايات عن الديكتاتورية «رزق الملوك الخوف من غيره يندثروا»
تناول الأدباء فكرة الديكتاتورية من أكثر من منظور في أعمال كثيرة، فبعضهم يضع روايته في قالب مأساوي كئيب، والآخر يفضل أن يغلف الأحداث بطابع الأمل الذي يتنصر في النهاية رغما عن الظلم والقهر والجهل، ولكن تظل «الديكتاتورية» هي ما يجمع بين هذه الأعمال.
1984
في أبشع صور للديكتاتورية، استطاع جورج أورويل أن يصور مظاهر التسلط والنفوذ والقهر من خلال روايته التي تنتمي للديسوتبيا أو أدب المدينة الفاسدة، والتي صدرت عام 1949.
ففي لندن؛ حيث تدور معظم أحداث الرواية، تجد المدينة مليئة بملصقات للحزب الحاكم مكتوب عليها: «الأخ الأكبر يراقبك»، وذلك في الوقت الذي تراقب فيه شاشات العرض حياة السكان العامة والخاصة.
ومن خلال أربع وزارات، يسيطر الحزب الحاكم على الشعب بشكل كامل؛ حيث تهتم وزارة السلام بأمور الحرب، وتهدف وزارة الوفرة إلى تقليل الحصص الغذائية للسكان، وتعتني وزارة الحب بالمحافظة على النظام من خلال أنظمة غسيل الأدمغة، واستخدام أبشع صور التعذيب، وتهتم وزارة الحقيقة بالدعاية للنظام الحاكم.
ومن خلال أحداث الرواية، تظهر بعض المصطلحات التي توضح مدى طغيان الحزب الحاكم، مثل «اللا أشخاص»، وهو من قتلتهم السلطة ثم أنكرت وجودهم من الأساس، و«الغرفة 101» التي تعتبر الغرفة الأكثر ذعرا بداخل وزارة الحب لاحتوائها على أبشع صور التعذيب.
السيد الرئيس
ووصف الكاتب ميجل أنخل أستورياس في روايته «السيد الرئيس» سياسة الديكتاتور الطاغية وحكم شعبه بكل دقة، فهو يصدر قرارات دموية ويقتل بأسلوب لا مبالي لأي شئ، وبدون ذرة تعاطف واحدة يشعر بها.
وتقول الرواية أن الرشوة والفساد هما الصفتين المرتبطين بأعوان الرئيس، بينما المثقفون والأدباء ورجال الدين مكانهم في السجون.
وأكثر ما ميز الرواية هو كون الديكتاتور يكتسب حضوره من حقيقة غيابه؛ فهو كالشبح الذي لا اسم له في بلد مجهول المسمى.
وبالرغم من اختيار عنوان مباشر للرواية، إلا أن جميع أحداثها كانت أقل مباشرة، ما جعل مؤلفها «أستاريوس» يحصل بفضل روايته تلك على جائزة نوبل في الأدب عام 1967.
أيام قوس قزح
ويحسب للكاتب التشيلي أنطونيو سكارميتا أنه تناول الديكتاتورية بروح متفائلة على عكس جو الكآبة والقهر الذي يغلب على الروايات التي اتخذت من الديكتاتورية موضوعا رئيسيا لها.
أما عما تركز عليه الرواية، فهو أهمية تحقيق العدالة، والسعي نحوها مهما كان الثمن، بجانب الاهتمام بالمستقبل عوضا عن البكاء على أطلال الماضي، والإيمان بقدرة الثورات على خلق المعجزات.
العودة من الأبدية
وتناول الكاتب السوري حسام الدين خضور في روايته «العودة من الأبدية»، الطرق التي فرضها نظام حزب البعث الديكتاتوري في سوريا بهدف التحكم في الشعب بشتى الطرق الممكنة وغير الممكنة، بداية من إقصاء المنافسين والمعترضين إلى إعادة هيكلة الدولة والقانون، وتجاوز الأحكام القضائية، وقمع حريات الأفراد.
وتوضح الرواية الفساد الذي ينشب من داخل السلطة القضائية ذاتها من خلال وجود قضاة يمكن شراؤهم بالرشاوى المختلفة.
كما تلقي أحداث الرواية الضوء على كيفية تفنن السلطة في سلب أرواح وأجساد الأشخاص بداخل حوائط السجون المخيفة في ظل اتباع أكثر طرق التعذيب وحشية وقسوة، وتلفيق التهم لمن يستخدموهم كـ«بدائل» عن المتهمين الحقيقين في أحيان كثيرة.
المستلبون
ومن خلال روايته «المستلبون»، تناول الكاتب الرتكي دورالي يلماز الدوافع والظروف التي تؤدي إلى ظهور ديكتاتور في تركيا، وكيفية فرض سيطرته على شعبه من خلال استخدام بعض الأساليب وممارسة طرق قهر متنوعة.
خريف البطريك
وفي روايته «خريف البطريك» التي صدرت عام 1975، يحكي الكولومبي جابرييل جارثيا ماركيث كيفية اتخاذ الديكتاتورية وسيلة لتمثيل النظام السياسي الذي يتفق مع رؤية ديكتاتور يعيش لأكثر من مائتي عام.
وفي خلال تلك المدة، يكتسب الديكتاتور صفات بشعة تجعله متعطشا للدماء، قابضا على كل طرق التحكم والسيطرة التي يفرضها على الشعب رغما عنهم.