متلازمة ليما.. لماذا يتعاطف الجاني مع الضحية؟

متلازمة ليما.. لماذا يتعاطف الجاني مع الضحية؟

في عام 1996، هجم 14 مسلحا من حركة تدعى «توباك أمارو الثورية»، على حفل نظمته السفارة اليابانية في العاصمة البيروفية ليما. وتم احتجاز مئات الرهائن لمدة 126 يوما، وكان بينهم بينهم دبلوماسيون ومسؤولون حكوميون.

وخلال حادث الاحتجاز فوجئت الشرطة بإطلاق سراح بعض الرهائن بعد أيام قليلة من احتجازهم دون إبداء اهتمام بأهميتهم لتعاطفهم معهم. وكان بينهم الرئيس المستقبلي لبيرو ووالدة الرئيس الحالي.

وأطلق على تلك الحالة «متلازمة ليما» وهي عكس «متلازمة ستوكهولم»، والتي يتعاطف فيها الضحية مع الجاني.

«متلازمة ليما»، هي حالة يصبح فيها الجناة أو المعتدون متعاطفون مع الضحية، فيطلقون سراحهم أو يساعدونهم بأي شكل من الأشكال، وأطلق عليها أيضا «متلازمة المحتال»، لأنها خاصة بالمعتدي أو الجاني تجاه الضحية. 

كيف اكتشف المرض؟
قبل حادث رهائن السفارة اليابانية بأيام، وفي ديسمبر عام 1996، اختطف الطبيب النفسي بيرو ماريانو كويرول، من قبل مجموعة من جيرانه، ثلاثة رجال وأولادهم، لأنه كان مديون لهم ببعض المال.

وفي نهاية المطاف أطلق سراحه من قبلهم دون تسديد الديون، ووجد الطبيب حالة غريبة منهم في أثناء احتجازه حيث تطورت العلاقة بينهم وأصبحوا متعاطفين معه، إلى أن أطلقوا سراحه وتم تسديد الدين فيما بعد بواسطة أسرة الطبيب، وبعد حادث السفارة اليابانية في بيرو، تمكن «كويرول» من صياغة المصطلح «متلازمة ليما».
 

الفئات الأكثر عرضة للمتلازمة

- النساء المجرمات أولا، لأن الأنثى بصفة عامة أكثر عاطفية من الرجل، ولديها القدرة على الشعور بالآخرين أكثر.

- وإذا كان الأسرى أو المختطفين بينهم مرضى أو ذوي احتياجات خاصة أو ظروف قهرية أخرى، هنا تكون فرصة حدوث متلازمة ليما لخاطفيهم أعلى.

- إذا كانت السلطات غير كفؤة في إنقاذ الرهائن، فيتعاطف معهم الخاطفون على سبيل المثال.

- الأطفال الذين يمارسون الإجرام في سن مبكر أكثر عرضة من غيرهم لإصابتهم بالمتلازمة.

التفسير النفسي للحدوث
العلاقة بين الجاني والمجني عليه تتطور كما في «متلازمة ستوكهولم»، ولكن التطور في هذه الحالة يصيب الجاني أكثر من المجني عليه، خاصة إذا كان المجني عليه ضعيفا أو لا يقوى على الدفاع عن نفسه، فيتحول الجاني إلى الإنسان الأكثر تعاطفا معه لمعايشته ما يمر بها، وبالتالي يتطور الأمر لإطلاق سراحه.
 

متلازمة ليما في الأفلام:

  • ملاك وشيطان

فيلم «ملاك وشيطان» لرشدي أباظة، تناول الأمر بشكل غير مباشر، عندما تطورت العلاقة بين رشدي أباظة والطفلة الصغير المختطفة، وهو ما دفعه لإطلاق سراحها في النهاية.

  • احنا بتوع الأتوبيس

الشاويش عبدالمعطي الذي قام بدوره الفنان جمال إسماعيل، في فيلم «احنا بتوع الأتوبيس» عندما تعاطف في النهاية مع المعتقلين مما دفعه لإطلاق النار على قائده في النهاية لرفع المعاناة عنهم.

  • الإرهاب والكباب

فيلم «الإرهاب والكباب» حدثت فيه المتلازماتان المتضادتان «ستوكهولم وليما»، فالخاطف تعاطف مع المخطوفين، والمخطوفين تعاطفوا مع الخاطف.

المصدر

  • http://allthetropes.wikia.com/wiki/Lima_Syndrome - https://www.reference.com/world-view/lima-syndrome-edc6ab9b2fef66ab
محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية