رئيس التحرير أحمد متولي
 هل عوّم النبي محمد العملة؟ (تقرير)

هل عوّم النبي محمد العملة؟ (تقرير)

انتشر مقطع فيديو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لشيخ سلفي، أيد خلاله القرارات الاقتصادية الأخيرة وتحدث عن فضل تعويم الجنيه في الإسلام، وزعم موافقة «النبي محمد» على تعويم العملة في صدر الإسلام.

 المتحدث في الفيديو المتداول هو الشيخ عمرو أحمد، مقدم برامج على قناة الرحمة. المقطع انتشر بكثافة وتناوله نشطاء بين مستنكر ومؤيد وساخر، واعتبره البعض داعما لتوجهات حزب النور السلفي.

طالع الفيديو

واستدل «الشيخ» بواقعة حدثت على عهد النبي محمد صلي الله عليه وسلم، حين جاء رجل إلى الرسول، فقال: يا رسول الله سعر لنا، فقال: بل أدعو الله، ثم جاء رجل فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم سعر لنا فقال: بل الله يرفع ويخفض وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة".

وبالبحث عن مدلول الحديث فقد أستدل به كل من المالكية والشافعية والحنابلة على منع التسعير في البيع والشراء لما فيه من أضرار كثيرة لما فيه من إجبار للناس على بيع ما عندهم بغير طيب من أنفسهم، وهذا ظلم لهم.

ونشر صاحب الفيديو المتداول عبر صفحة منسوبة له بموقع فيس بوك، توضيحا ذكر فيه أنه قصد بأن الذي حدث في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هو «موضوع التعويم»، بمعني امتناع النبي محمد عن التدخل للتسعير.

والتسعير كما هو معروف في المعاملات الإسلامية، هو تحديد سعر ثابت للسلع المتداولة بين المواطنين.

متخصصون يفندون تحرير العملة في عهد النبي

يرفض الداعية الأزهري أشرف سعد محمود، ما قيل عن تعويم للعملة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، واصفا ما جاء في الفيديو المتداول بـ«الكلام السخيف.. خارج من أناس لا يفقهون شئ عن الدين والدنيا، ولا يعلمون أن الدنيا تغيرت منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم».

وأشار لـ"شبابيك" أن الحديث الوارد في الفيديو لاعلاقة له بموضوع "تعويم العملة"، لأن التعامل على عهد النبي كان بالمقايضة وكانت العملة حينها محصورة في الذهب والفضة وكلا منها له سعر مختلف عن الآخر.

والمقايضة، هو نظام للصرف يتم عبره تبادل البضائع أو الخدمات مباشرة بسلع أو خدمات أخرى دون استخدام وسيلة تبادل مثل المال.

كما تحدث عن أن تعويم وتسعير العملة بيد الحاكم، وله الحق المطلق أن يتدخل فيما يراه مناسبًا لكبح جشع التجار، في حال الضرورة.

وتابع: "هولاء الذين تحدثوا كذبًا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا بأن على عهده كان هناك تعويم للعملة، "متخلف عقليًا" ومش فاهم أي حاجة وعايز يشوه سمعة سنة الرسول".

من جهته شن مدير مركز صالح كامل الإقتصادي، الدكتور يوسف إبراهيم، هجومًا على الداعية صاحب الفيديو، واعتبر ما تحدث به كذب وأفتراء على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومخالف للعقل والمعرفة، نافيَا وجود ما قالة الداعية بأن النبي قام "بتعويم العملة".

واشار لـ «شبابيك» إلى أن هولاء وغيرهم -يقصد السلفيين- يحاولون تضليل الناس بتصريحات وكلام ليس له أساس من الصحة، لأن في عهد النبي لم يكن هناك عملة، وكان المتبع حينها نظام "المقايضة" بإستخدام عملات "الدينار والدرهم" وهي عملات لاتقبل التعويم.

مدحت رمضان

مدحت رمضان

صحفي متخصص في مجال SEO ومحركات البحث - حاصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة الأزهر الشريف دفعة 2013 - 2014، يكتب في مجال الرياضة والسياسة والتعليم