الدولار هياخدك فين يا «هاند ميد»؟.. صناعة تحترق بنار الأزمة
شهد سعر الدولار ارتفاعا مطردا في الفترة الأخيرة، ليسجل 18 جنيها في البنوك خلال الأيام الماضية، بعد قرار من البنك المركزي بتعويم الجنيه نهاية الأسبوع الماضي، في أعقاب فترة من اضطراب سعر الصرف بين السوق الرسمي والسوق السوداء.
وخلقت تلك التطورات أزمة اقتصادية تأثر بها الشباب أصحاب المشاريع اليدوية الـ«هاند ميد»، وخاصة من يستورد منهم الخامات والمواد التي يستخدمها في عملهم من الخارج.
ويقول محمد البيك، مؤسس «فابريكا» للهدايا الـ«هاند ميد»، إن مشروعه يتعرض لمشكلة كبيرة في ظل الأزمة الإقتصادية الحالية، وخاصة مع زيادة أسعار المنتجات المستوردة والمحلية أيضا؛ فمثلا لوح الخشب أصبح سعره 18 جنيها بعد أن كان 10 جنيهات، وهو خامة واحدة بين حوالي 6 خامات يستخدمها مع فريقه في مشروعه.
ويضيف «البيك» أن منتجه يمر بأكثر من مرحلة، ولكل واحدة منها تكلفتها الخاصة، بداية من التصميم، وصولا إلى آليات الصناعة.
ويقول حسن خالد، مؤسس «خشبة» للاكسسوارات الخشبية الـ«هاند ميد»، إن الأزمة التي يواجهها تبدأ من عند تجار القطاعي لأنهم بسبب غلاء الأسعار، يضطرون إلى شراء منتجات أقل ليقوموا ببيعها بسعر أغلى، بهدف تعويض الفارق.
أما بالنسبة لتجار الجملة، فيلجأ كثير منهم إلى حفظ المنتجات لديهم، آملين في زيادة أسعارها، بالإضافة إلى أنهم عندما يلجأون إلى الاستيراد من الخارج، سيتعرضون للتعطيل في الجمارك، والتي بدورها ستطلب منهم تحمل الزيادة في الأسعار، ما سيضطر هؤلاء التجار إلى رفع أسعار هذه المنتجات عندما يقومون ببيعها إلى من يطلبها.
وتقول هاجر ناجي، مؤسسة «كاريزما آرت» للاكسسوارات الـ«هاند ميد»، إن الخامات التي كانت تستوردها من الخارج كان سعرها أرخص من المنتج المصري، أما الأن، فالأخشاب وحدها على سبيل المثال، قد تضاعف سعرها.
وتضيف أن العمل باستخدام الماكينات متوقف حاليا بسبب عدم قدرتها على استيراد ما تحتاجه منها في ظل التغير المستمر في سعر الدولار.
ويؤكد مؤسس «خشبة» للاكسسوارات الخشبية الـ«هاند ميد» حسن خالد أن هناك مشكلة حقيقية تواجهه متمثلة في شراء الماكينات، والتي تتغير أسعارها بين اللحظة والأخرى تماما مثل المواد الكيماوية أيضا.
ويضيف أن هناك حدا معينا على الدولار حين يتعلق الأمر بالاستيراد من الخارج، ما يضطره إلى اللجوء إلى وسيط لديه حساب PayPal، ويتطلب ذلك دفع عمولات إضافية بجانب مصاريف الشحن والجمارك، وهنا تنشب مشكلة أخرى متعلقة بسوء التخزين بداخل الجمارك.
وكحل مؤقت للمشكلة، يقول «خالد» إنه لجأ إلى التعامل مع تجار الجملة حاليا، لأن أي تأجيل في شراء الخامات التي يحتاجها سيؤدي بدوره إلى زيادة المصاريف المطلوبة منه، وخاصة لأن الأسعار ترتفع يوما بعد الآخر، ما جعل سعر بعض الخامات عند تجار الجملة يساوي ذلك لدى تجار القطاعي مؤخرا.
ويرى محمد البيك، مؤسس «فابريكا» للهدايا الـ«هاند ميد» أنه لا توجد حلول ملموسة للأزمة سوى أن يتم توفير خامات محلية الصنع بجودة عالية، أو أن تصبح أسعار تلك المستوردة مناسبة. وأضاف أنه مع استمرار تلك الأزمة، سيضطر إلى وقف العمل لإعادة النظر في تسعير المنتجات وتقليل ضخها في الأسواق.
بينما تقول هاجر ناجي، مؤسسة «كاريزما آرت» للاكسسوارات الـ«هاند ميد»، إنها تحاول الاكتفاء بالخامات المتوفرة لديها من أحجار، ومعادن، وعلب غراء، وما إلى ذلك، في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، ولكن في حال نفاد ما لديها من خامات، لن تستطيع استيرادها حاليا، خاصة بسبب مصاريف الجمارك والشحن، بجانب إرتفاع سعر الدولار.
وتضيف أن هناك بعض أصدقائها ممن يعملون في المجال ذاته، يعانون من توقف عملهم حاليا بسبب تعطل الماكينات التي قاموا باستيرادها بداخل الجمارك.