«هس هس كلاونز».. فرقة مهرجين لكسر الروتين في الإسكندرية

«هس هس كلاونز».. فرقة مهرجين لكسر الروتين في الإسكندرية

لن تصادف كل يوم مجموعة من الشباب قرروا أن يكوّنوا فريقا من المهرجين يقدّم اسكتشات كوميدية في المسارح والشوارع والمستشفيات من أجل هدف واحد وهو «كسر روتين الحياة ورسم البسمة على الوجوه».

«هس هس كلاونز» غير مهتمين بكم الانتقادات أو السخرية التي يتعرضون لها جراء اختيارهم لهذا المجال، ولا من معارضة أهاليهم لترك مجالات دراستهم أو حتى عملهم من أجل تخصيص أغلب وقتهم للعمل كمهرجين.


هذا بالضبط ما يفعله فريق «HsHs clowns» أو «هس هس كلاونز» المكون من 3 شباب و3 فتيات من أبناء الإسكندرية، والذي أطلق اول فعالياته في أواخر عام 2010، لينضم له أعضاء جدد ويرحل عنه آخرون في محاولة مستمرة لتجديد دماء فريق المهرجين الذي وضعوا لأنفسهم هدفا صعبا، وهو رسم البسمة على وجوه الأطفال أو الكبار.

«هس هس كلاونز» يطلق عروضاً دورية من إنتاج مؤسسة «مهرجون بلا حدود» الفرنسية، إلا أنهم حافظوا على الطابع المصري لكل عروضهم واسكتشاتهم التي كانوا يكتبوها ويُخرجونها بأنفسهم.

يقول استافروس كيرلس مؤسس الفريق، إنه أسس «هس هس كلاونز» بمشاركة 2 من أصدقائه، ولكن بمرور الوقت زاد عدد الفريق بعدما قاموا بتنظيم أكثر من ورشة في فنون التمثيل والأداء والغريب أن من انضموا للفريق بعد ذلك لم يكونوا من خريجي معهد الفنون المسرحية وإنما كانت دراساتهم في مجالات مختلفة.

يضيف «كيرلس» أنه لم تجمع تلك المجموعة ببعضها إلا الموهبة والتوحد حول هدف الإضحاك بالطرق الراقية، خاصة أنهم قدِّموا عدة عروض ساخرة عن قضايا مهمة منها: العمل، الحب، الصداقة، الهجرة، ولمساواة، السلام، ورفض الظلم، علماً بأن كثير من هذه العروض كان موجهاً للأطفال.

أما عن سخرية البعض من فكرة تكوين فرقة للمهرجين، فيقول «كيرلس» إنهم كثيراً ما تعرضوا للسخرية في البداية حتى من الجمهور العادي إلا أنهم لم يتراجعوا عن الفكرة والهدف وكانوا دائماً ما يقولون إنه بمرور الوقت عندما يتأكد الآخرون من قيمة الفرقة ومن إتقانهم لعروضهم من حيث التمثيل أو الإخراج أو العزف سيتغير رأيهم وهو بالفعل ما كان، خاصة بعدما أصبحوا يوجهون عروضهم لتقديم رسالة إيجابية مثل أن يقوموا بتقديم العروض لأطفال مرضى السرطان داخل المستشفيات أو يتبرعون بأجرهم كاملاً في أسبوع لدعم السياحة بمحافظة البحر الأحمر.

ويضيف «كيرلس» أن أهم أهدافه من وراء تأسيس الفريق، وتنظيم ورش العمل هو تعريف الجمهور بأهمية الفن وبتأثيره، وبالقيمة المحسوسة والمؤثرة التي يستطيع «المهرج» أن يقوم بها، خاصة أن هذا النوع من الفنون غير منتشر في مجتمعنا، ولذا كان هدفه هو دمج هذا الفن بالثقافة الشعبية وفنون الأداء الأخرى و تقديمه للمجتمع المصري و الفئات المهمشه تحديداً بهدف تنميه الفرد فى المجتمع و خلق حالة إيجابية تكسر الروتين اليومي، خاصة في ظل الجو المحبط المسيطر على جميع الفئات في الوقت الحالي.


 ورغم أن فريق «هس هس كلاونز» سكندري النشأة والأعضاء، إلا أنه سبق وقدم عدة عروض بمحافظات القاهرة، والبحيرة، وكفر الشيخ، وشرم الشيخ)، أما عروضه بالإسكندرية فتنوعت بين عروض الشارع وعروض أخرى في المسرح، إلا أن الاستعدادات لعروض الشارع عادة ما تكون أصعب لأنها تتطلب تحضيرا قبلها بوقت طويل من إعداد للساحة وتركيب كشافات الإضاءة، والسماعات لتوصيل الصوت بخلاف وضع سياج فاصل بين مكان العرض ومكان وقوف الجمهور؛ كي لا يقع أي خطأ يتسبب في وقف العرض، خاصة أنهم حريصون على تقديم بعض العروض بأماكن شعبية ليصل فنهم إلى الطبقات التي لا تجد فرصة للذهاب للمسارح أو المراكز الثقافية، ومنها مناطق المراغي، والعجمي أبو تلات.

أما عن آخر العروض التي قدمها فريق «هس هس كلاونز» فكانت عروض «الأنوف الحمراء»، وانقسم لـ3 أقسام، أولها في الساحة الخارجية لمتحف الفنون الجميلة بمشاركة 25 فنانا وفنانة، وتم التقائهم في ورشة عمل تم تنظيمها، وكان العرض يضم هذا العدد الكبير لأول مرة في مصر، كما تم مواصلة العرض في المسرح الداخلي للمتحف بخلاف إعادة تقديمه أمام أطفال مرضى السرطان بمستشفى أطفال الشاطبي بالإسكندرية في اليوم التالي.

الكلمات المفتاحية

مي مصطفى

مي مصطفى

محررة صحفية ومدونة مهتمة بالتنمية البشرية والمجالات الأدبية