عمرو الحلو في رسالة لطلاب الجامعات: وحّد صفّك (مقال)

عمرو الحلو في رسالة لطلاب الجامعات: وحّد صفّك (مقال)

قد لا أكون -عزيزي الطالب- شخصًا يحب كتابة المقالات، لكن حينما طلب مني صديق كتابة مقال بمناسبة «اليوم العالمي للطلاب» لم يدم تفكيري طويلًا حتى قررت أن أكسر القاعدة وأكتب في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها حركتنا الطلابية بمصر ملتمسًا بكلماتي بعض دروب التواصل مع رفاق حراكنا في كل جامعات مصر خصوصًا المجهول منهم بالنسبة لي، وهم كثر.

لعلنا لسنا أفضل حالًا من أولئك الطلاب الألمان الذين تظاهروا ضد الاستبداد الداخلي في بلادهم منذ أكثر من سبعة عقود والذين بسببهم يُسمى اليوم السابع عشر من نوفمبر باليوم العالمي للطلاب. فنحن يا صديقي العزيز مازلنا أسرى في هذا الوطن للاستبداد الداخلي منذ عقود، لكن كانت دائمًا أبدًا الحركة الطلابية المصرية يقظة حرة، تسعى لأجل ما نستحقه من الحرية والحياة.

إن طلاب مصر منذ ظهورهم على ساحة السياسة والعمل العام في مصر الحديثة -وهم ركيزة أي محاولة للإصلاح السياسي في مصر- شرارة الثورات الوطنية، ومُفجري كل انتفاضة ضد الظلم والقهر من السلطات المستبدة التي جثمت على قلب الأمة حتى أصابها العجز والوهن. لذلك وبكل بساطة:

بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة: الجامعة والطلاب.

تشاء الأقدار أن يكون اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الذي سيُحدد على أي لائحة ستُجرى انتخابات اتحاد الطلاب هذا العام في نفس يوم الطالب العالمي، وكأنها رسالة لأساتذتنا في المجلس الأعلى أنه من العار على مجلسكم الموقر أن يعود بطلاب مصر للوراء وأن يهين الجامعة أكثر وأكثر بلائحة تعود بنا إلى سبعينات القرن الماضي بينما العالم يتقدم إلى العقد الثالث من القرن الحالي، قد نضع بعض الأمل في أنه مازال فيهم رجل رشيد، لكنى لست متفائلًا بأساتذتنا الكرام ياصديقي للأسف لكنى أعول عليك!

إن باعد الزمان بيننا وبين طلاب 1968الذين هزوا عرش نظام عبد الناصر، وبيننا وبين طلاب 1977 الذين هزوا عرش نظام السادات، فإنه لم يباعد بيننا وبين يناير التي هزت وكادت أن تسقط كل ما كان له علاقة بالاستبداد في مصر.

نعم، إن الأوضاع قد تغيرت وعُدنا إلى سيرة الاستبداد الأولى، ولكن أبشر! إنها حقبة نهاية الاستبداد في مصر، فكلما ازداد بطشًا فذلك ليس لأنه قوي راسخ؛ بل لأنه يحتضر ويلقي بكافة أوراقه لعله يبقى ساعة أو ساعتين.

لذلك، لا تتعجب من لهفة هذا الرجل -العجوز العاجز- الجالس على كرسي وزير التعليم العالي للعودة إلى لائحة 2007 ضاربًا بالدستور والقوانين وحتى القيم عرض الحائط، فإن هذا البائس منتمي لعصور الظلام التي تربى ونمى وكبر وتأسس فيها، تعلم أن يخشى المواجهة، تعلم أنه ليس من حقه أن يواجه مسئولًا لينتزع حق زملائه، تعلم أن يكون تابعًا جيدًا يحتاج لمن يفكر له، يكثر حوله من التابعين المسبحين بحمده والشاكرين نعمته فقط كما كان يفعل وهو صغيرًا..

ومن شب على شيء شاب عليه!

في ذكرى «اليوم العالمي للطالب» اليوم سيكون أول اجتماع لجبهة الدفاع عن اللائحة والتي نأمل أن تضم كل طالب في مصر. إن الأمر بكل بساطة -عزيزي الطالب -ليس في اللائحة؛ إن كل معاناتك في الجامعة سببها أن هؤلاء البؤساء مُصرين أن يعيشوا في قوانين الماضي ولوائح الماضي وتقاليد الماضي، مُصرين أن يدفنوا أنفسهم في الماضي، لذا حقنا يكمن في تعديل قانون تنظيم الجامعات برمته وجزء منه اللائحة التي ستضمن للطلاب كيان نقابي حقيقي مُعبر عنهم.

إن القانون الذي يحرم الطلاب من كل مظاهر حرية الرأي والتعبير يحرمهم من المشاركة في إدارة الجامعة، يحرمهم من النظام التأديبي العادل، ويحرمهم من لائحة مستقرة تضمن لهم كيان نقابي قوى يمثلهم.. قانون باطل!

باطل لأن القانون تم اختراعه في الماضي لتنظيم الحقوق، ليس للانتقاص منها أو تقييدها أو نزعها.. فلماذا يُصر التُعساء القادمين من الماضي على استنساخ هذا الماضي كاملًا عدا هذه النقطة؟!

وحّد صفك، كتفي في كتفك، حركة طلابية واحدة.

عمرو الحلو: رئيس اتحاد طلاب طنطا، ونائب رئيس اتحاد طلاب مصر غير المعتمد

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر