من أجله أصبح 17 نوفمبر يوما عالميا للطالب.. تعرف علي قصة جان أوبلاتيل
خرج مطالبا بحرية بلاده فقتل برصاص النازية فتحولت جنازته إلى احتجاج ضخم، وأصبحت ذكرى وفاته منذ ذلك التاريخ يوما عالميا للطالب، إنه «جان اوبلاتيل».
نشأته
ولد جان في الأول من يناير عام 1915 وهو الأصغر من بين 7 أخوات بنات، ولد بدولة تشيك لوالدين ذات توجه إشتراكي، فتعلم منهما حب الديمقراطية والاستقلال مما ساعد في نشأته كثيرا.
لماذا 17 نوفمبر يوما عالميا للطلاب؟
الالتحاق بالجامعة
في عام 1935 حاول جان الالتحاق بكلية الطيران الجوي ولكن تم رفضه بسبب ضعف نظره مما اضطره في عام 1936 للالتحاق بكلية الطب جامعة «كارلوس» وأصبح نائبا للحزب الديمقراطي بالجامعة، في العام ذاته خطب جان «Marie Kafková» والتي كانت تعمل ممرضه واشتهرت بمقاومتها للنازيين وإيمانها بالحرية والديمقراطية وكأن حب الاستقلال والحرية جمع بينهما.
نقطة تحول
في 15 من مارس لعام 1939 دمر هتلر بقيادة قوات النازية دولة تشيكوسلوف التي كانت قديما وتضم دولة التشيك، مما نتج عنه الدولة انتشار بعض القوات النازية بالتشيك وغيرها من الدول المجاورة، أثار ذلك غضب الشعوب المختلفة وفي 28 من أكتوبر نزل عشرات الآلف من الطلاب من مختلف الكليات والجامعات على رأسهم جان في الشوارع ممسكين بورود حمراء وبيضاء وزرقاء وهي ألوان العلم التشيكي احتجاجا علي دخول الألمان وهتفوا «ارحل هتلر.. الحرية لبلادنا».
مقتل جان
في تمام السادسة من مساء يوم 16 نوفمبر، انقسم أمر العالم لشقين بينما يجهز العالم لاستقبال العرض المسرحي الجديد للكاتب شكسبير، تكاتف الجنواد الألمان في التخلص من أمر هؤلاء الطلاب الذين ينادون برحيلهم عن بلادهم ومطالبين بالحرية، قامت القوات بإطلاق النار على المتظاهرين بميدان فاتسلاف، وأصيب جان برصاصه بمعدته ونقل إلى المستشفي ولقي مصرعه في صباح اليوم التالي.
جنازته
كانت جنازته بمثابة حدث عظيم حضرها عدد كبير من الطلاب من مختلف الجامعات رافعين الاعلام السوداء للمشاركة في توديعه وتحولت جنازته لمظاهرة شعبية كبيرة، أثار موته خروج مظاهرات من مختلف المناطق بدولة التشيك وزدات المناهضة ضد النازية.
انتقام القوات النازية
ليل 17 من نوفمبر اقتحمت القوات النازية التابعة لهتلر جميع الجامعات وقامت باعتقال وضرب ما يقرب من 1000 طالب ونقلهم إلى سجن «ساكسنهاوزن» بالقرب من برلين وإعدم قيادات الاتحادات الطلابية بدون محاكمة، وقرر هتلر غلق جميع الجامعات لمدة 3 سنوات.
تخليد ذكراه
بعد استسلام الألمان في الحرب العالمية الثانية، انسحبت القوات النازية من الأراضي الشيكية وتم تخليد ذكرى جان أوبلاتيل، وأُعلنت ذكرى وفاته كيوم عالمي للطالب واحتسبته دولة التشيك أجازة عامة لها تخليدًا لفضل الطلاب في المقاومة ضد النازيين وأطلق أسمه على العديد من الشوارع بمدن عديدة.
وفي عام 1996 منح الرئيس التشيكي «فاتسلاف هافل» وسام الدرجة الأولى وميدالية توماس جاي وهي من أعظم الميداليات بالدولة تكريما له بعد مقتله، وتم عمل نصب تذكري في الشارع الذي قتل فيه تخليدا لدوره العظيم.