لماذا 17 نوفمبر يوما عالميا للطلاب؟
يقول ويليام فوكنر «لا تخف أبداً أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة ومن أجل التعاطف ضد الظلم والكذب والطمع»، لكن لم يقل لك أن ثمن هذا باهظا وقد يكلفك حياتك.
يوافق يوم 17 موفمبر من كل عام ذكرى اليوم العالمي للطالب.. وتبدأ القصة عندما قرر مجموعة من الطلاب حشد مسيرة تندد بالنازية الألمانية في مدينة «براج» في 13 نوفمبر 1939، وتصدت القوات النازية لهذه المسيرة الطلابية ما نتج عنها مقتل الطالب «جان أوبلاتيل» وأدى إلى تصاعد الأحداث.
زادت وتيرة الاحتجاجات ما دفع النازيين إلى غلق كافة المعاهد والمؤسسات التعليم العالي وأعدمت قوات الجيش الألماني 9 معتقلين وقامت بترحيل ١٢٠٠ طالب إلى معسكرات الاعتقال النازية وتصفيتهم بشكل جماعي في ١٧ نوفمبر ١٩٣٩.
وبعد الحرب العالمية الثانية، خصص الاتحاد العالمي للطلاب يوم 17 نوفمبر كيوم عالمي للطالب، ليصبح يوما ضد الحروب الإمبريالية ومن أجل السلام والعدالة والحرية والتضامن والتحرر من الاستعمار.
يوم الطالب المصري
ويخلط الكثيرين بين يوم الطالب العالمي في 17 نوفمبر ويوم الطالب المصري في 21 فبراير، وعلى الرغم من تشابه الحدثين إلا أن ليوم 21 فبراير قصة أخرى.
دعونا نرجع بالزمن للوقت الذي كان فيه «الملك فاروق» يحكم مصر وتحديدا لعام 1946، حين اغتيل رئيس الوزراء المصري أحمد ماهر وتولى الوزارة من بعده محمود النقراشي باشا.
وفي عهد النقراشي أعيد فتح باب المفاوضات بين مصر وبريطانيا حول الجلاء عن مصر، وتقدمت الحكومة المصرية في 20 ديسمبر 1945 بمذكرة للسفير البريطاني تطلب منه بدء المفاوضات لكن الرد البريطاني في 26 يناير 1946 عاد وأكد علي الثوابت الرئيسية التي قامت عليها معاهدة 1936 والتي أعطت مصر استقلالاُ منقوصاً يتمثل في بقاء قوات بريطانية في مصر لتأمين قناة السويس، فكان بمثابة صفعة لكل آمال الشعب المصري، فاندلعت المظاهرات العارمة للطلبة في كل أنحاء مصر تطالب بالجلاء وقطع المفاوضات.
وفي يوم 9 فبراير 1946 أصدرت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة قرارًا بدعوة الطلاب لعقد مؤتمرات عامة يوم 9 فبراير لمناقشة حالة البلاد في ظل الاحتلال، وانعقد المؤتمر في جامعة فؤاد الأول ـ جامعة القاهرة حاليًا ـ بالجيزة وشارك فيه كثيرون من طلبة المعاهد والمدارس، وطالبوا بإلغاء معاهدة 1936 و وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا.
أحداث كوبري عباس
بعد هذا خرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية فعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس وما إن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبري عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة فسقط البعض في النيل وقتل وجرح أكثر من مائتي فرد، وفي ذات اليوم حدثت مظاهرة في المنصورة أصيب فيها 7 شبان و3 جنود واعتقل أربعة كما اعتقل عدد من الشبان في أسوان وفي اليوم التالي عمت المظاهرات القاهرة والأقاليم.
علي إثر ذلك أعلنت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة يوم 4 مارس 1946 يومًا للحداد الوطني العام على شهداء 21 فبراير، حيث أُعلن الإضراب العام، وأغلقت المتاجر والمقاهي والمحال العامة، وأضربت المدارس وتعطلت المصانع وزحفت جماهير الإسكندرية كزحف يوم 21 فبراير في القاهرة، واستشهد فيها 28 طالبًا وجرح 342.
ومع انتقال الأنباء وقتها إلى عدة دول عربية مجاورة منها سوريا والسودان والأردن ولبنان حيث تم إعلان إضرابًا عامًا في تلك الدول وقتها تضامنًا مع طلاب مصر تضامنت عدة حركات طلابية أخرى حول العالم مع الحركة الطلابية بمصر، وتم اختيار يوم 21 فبراير يومًا عالميًا للطالب المصري.