«الربط بين الخوارج والإخوان».. لماذا توحد جامعة الأزهر خطابها للطلاب؟

«الربط بين الخوارج والإخوان».. لماذا توحد جامعة الأزهر خطابها للطلاب؟

بالتركيز على التطرف والأفكار التكفيرية ومواجهتها، انطلق الموسم الثقافي بكليات جامعة الأزهر، والذي يقتصر على ندوات في صورة محاضرات يلقيها قيادات بمؤسسة الأزهر وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة على الطلاب.

اختلاف طفيف في المسميات بين الفرق المتطرفة قديمًا أو حديثًا، والأفكار الهدامة ومواجهتها، إلا أن مضمون تلك الندوات، التي أقيمت بمعظم كليات الجامعة، على مستوى فرعيها بالقاهرة والأقاليم، جاء متطابقًا إلى حد كبير، فماذا تقصد الجامعة من تصدير آراء محددة للطلاب تستهدف جماعات بعينها.

الإدارة: «تسييس الجامعة غلط»

احتوت الندوات على تأكيد دائم على أن إقحام السياسة بالدين يضر به، وقال المشرف على الجامع الأزهر، الدكتور محمد مهنا، خلال كلمته بندوة «الفرق الضالة وسبل مواجهتها»، بكلية الدراسات الإسلامية، إن الإسلام علم والسياسة أغراض وأهواء شخصية، وليس من المعقول إقحام الأهواء في الدين، مضيفا أن إدخال السياسة في الدين أضر بالإسلام وكان سبب في تفتيت وتمزيق الأمة.

كما أكد وكيل شيخ الأزهر، عباس شومان، بندوة «الحركات الهدامة قديما وحديثا وتأثيرها على المجتمع»، أن الفرق المتطرفة نشأت على أسس سياسية وليست إسلامية، مضيفا أنهم استخدموا الدين لاستغلال الناس.

المتحدث الإعلامي باسم الجامعة، الدكتور أحمد زارع، صرح لـ«شبابيك» برفض الجامعة لممارسة السياسة بداخلها عن طريق الانضمام لجماعة أو حزب معين «تسييس الجامعة غلط»، مشيرا إلى سعي إدارة الجامعة للحديث في السياسة عن طريق الندوات أيضًا «بنعلم طلابنا السياسة بمفهومها الصحيح، من خلال أساتذة العلوم السياسية في ندوات، وهننظم ندوة قريبًا لطلاب كلية الإعلام للدكتور مصطفى الفقي».

ما علاقة داعش والإخوان والسلفيين بالخوارج؟

الربط الدائم بين الخوارج قديمًا وداعش والإخوان والسلفيون حديثا، جاء ضمن ما اتفق عليه المحاضرون، حيث وصفوهم بالمتشددين. أرجع بعضهم وجه التشابه إلى أن كلا منهم يدعم آرائه السياسية بنصوص دينية ويستخدم تأويلًا خاطئًا لكتاب الله، فيما أكد آخرون بأنهم متساوون في الحكم لكونهم ينساقون خلف إمامهم ويكفرون المجتمع والحكام.

لفت «زارع» إلى أنه عند مناقشة الطلاب بتلك الندوات وجد أن بعضهم يؤمن بتلك الأفكار المغلوطة، مؤكدًا أن الطلاب استجابوا للمحاضرين بعد أن تم الرد عليهم وتم تصحيح أفكارهم«هدفنا إننا نعرف إيه الأفكار المغلوطة عند الطلاب، والأساتذة بيفندوها ويردوا عليهم».

وأشار عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بالخانكة، والرئيس السابق لقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية للبنين، الدكتور محمد عبد العاطي، إلى أن هذا الربط جاء استنادا لفكر الخوارج والذي نتج عن فهمهم الخاطئ للنصوص الشريعة، قائلا «إن كل من يتبنى هذا الفكرحديثًا ويقتل باسم الدين يعد من الخوارج».

مادة «الثقافة الإسلامية» هي الحل

شدد معظم المحاضرون بتلك الندوات على أنه يجب تقرير مادة على طلاب الأزهر تتحدث عن الثقافة الإسلامية لحمايتهم من الانسياق خلف هذه الأفكار، وهو ما اعتبره الرئيس السابق لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية، غير كافيًا لحماية المجتمع، حيث يرى أنه يجب أن تضاف مادة أخرى للأخلاق ويتم تعميم المادتين على الطلاب في كافة المراحل التعليمية حتى خارج الأزهر.

وأكد أن الأزهر يجب عليه تبني إعداد هذه المادة، مشيرا إلى أن قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية يضم الكوادر القادرة على وضع تلك المناهج، إلا أن الجامعة يلزمها أن تقوم بتكليفها أولًا.

وأضاف أن عدم وجود مادة التربية الدينية ضمن المواد الإجبارية لطلاب التعليم العام، جعلهم صيدًا سهلا لتلك الجماعات والأفكار، مشيرا إلى وجوب إجبار الطلاب على دراسة الدين حتى يكون حصنا لهم من تلك الأفكار.

أحمد عبده

أحمد عبده

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، يكتب تقارير بموقع شبابيك، حاصل على كلية الإعلام من جامعة الأزهر، ومقيم بمحافظة القاهرة