اخترتي جوزك ولا أهلك عملوها فيكي؟.. طب دي تجارب البنات
«أنت السبب يا بابا خلتني أتجوزه وأنا مش مقتنعة بيه وأنا اللي بدفع التمن دلوقتي»، تتردد هذه العبارة على لسان فتيات تزوجن من شباب بناء على رغبة الأهل، ولكن دون الاقتناع بهم، فأسفر عن حالات انفصال، وعدم توافق.
وعلى الجانب الآخر، هناك فتيات تزوجن بناء على رغبة أهلهن، ولم يكن على اقتناع بالشاب، ولكن مع العشرة والوقت، اكتشفن أن رأي الأهل كان صحيحا.
لكن متى يكون رأي الأهل صحيحا؟ وكيف؟ «شبابيك» يجيبك في هذا التقرير من خلال الاستعانة بآراء الخبراء وبعض الحالات.
سماح عادل (اسم مستعار) 24 سنة، متزوجة منذ 4 سنوات، تؤكد أن رأي الأهل في الزواج لا يشترط أن يكون صحيحا، تقول: «أنا بعاني بعد ما اتجوزت بناء على رغبة أهلي من شاب غني، وعيلته كويسه، وكانوا شايفين فيه كل المواصفات، بس أنا مكنتش حاسة إن هو المناسب لي، بس إتجوزته عشان ارضي أهلي وخلاص، وبعد الجواز ملقتش نفسي معاه، وفعلا هو مكنش مناسب لي، وتحكماته غريبة وقاسية، وكتير بتحصل بينا مشاكل، ولما بحكي لأهلي والدي يعتذرلي، ويقولي أنا اللي ظلمتك بالجوازة دي، ولولا ابني كان زماني طلبت الطلاق من زمان».
استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية الدكتور علاء رجب، يقول عن حالة «سماح» إن تدخل الأهل في اختيار شريك حياتها، بدون اقتناعها، حكم عليها بالفشل، موضحًا، أن زواج المجاملة، أي الذي يكون لإرضاء الأهل دون اقتناع أحد الأطراف، خاطئ، وينتج عنه في كثير من الأحيان انفصال.
وأكد «رجب» أن خطأ الأهل في حالة «سماح» كان تركيزهم على الجوانب المادية في الشخص، دون التركيز على صفاته، وتوافق هذه الصفات مع صفات ابنتهم، قائلا: «الي هيتجوز ويعيش البنت مش الأهل»
لو حبيبك ملاوع وتاعبك بلاش تموتي نفسك.. الحل أهو
واتفق استشاري العلاقات الأسرية أحمد علام، مع الدكتور علاء رجب، مضيفا أن بعض الناس يفضلون العريس، المناسب من الناحية المادية، دون النظر إلى المعايير والشروط الأخرى التي يجب توافرها لتحقيق زواج ناجح.
ويشير «علام» إلى إرتفاع نسب الطلاق والانفصال الناتجة عن الزواج بهذه الطريقة، فمن بين كل 100 حالة طلاق، هناك 14 حالة، ومن بين كل 100 حالة خلع، 65 حالة، ناتجة عن تدخل الأهل في الاختيار.
واتفقت فاطمة محمد، 28 سنة، متزوجة منذ 5 سنوات، مع «سماح»، وتقول: «فعلا كتير رأي الأهل بيكون غلط، أنا حبيت جوزي 4 سنين في الجامعة، وكان أكبر مني بـ3سنين، واتقدملي مرتين، وكل مرة أهلي كانوا يرفضوه، وشبه يطردوه، ويقولولي انسيه، هو فقير ومش مستواكي، بس كنت بصمم عليه، وكل مرة كان يتقدم بإصرار أكتر من الأول».
وتضيف أن «إصراره عليّ خلاه اشتغل اكتر من وظيفة، وكون فلوس، واتقدملي وفي التالتة، أهلي قالولي أنتي المسؤولة، واتجوزته وفعلا كان راجل أوي، ويعتبر أحسن واحد في أزواج إخواتي، وفضل يراعي بابا اللي طرده لما اتقدملي لحد ما مات. أنا عرفت اختار صح».
أجادت «فاطمة»، اختيار شريك حياتها، ولم تكترث لضغط أهلها ورفضهم للشاب، فضلا عن أنه تمسك بها، وكان حريصا على الارتباط بها، وفي هذه الحالة أكد علاء رجب، أنها اختارت شريكها وفقا لمشاعرها، ورؤيتها للتوافق، في حين أن بعض الأهل اختاروا وفقًا للشكليات، والكماليات ولا ينظرون إلى المشاعر مثلما فعلوا مع «سماح»، وأيضا مع «فاطمة»، عندما اعترضوا على فقر الشاب، وعدم تناسبه مع مركزهم.
لكن آية سمير، 23 سنة، تختلف مع الآراء السابقة، وترى أن تدخل الأهل لا يكون خطأ بدرجة كبيرة، فهي متزوجة منذ 3 سنوات، بناء على رغبتها هي، بعدما رفضت الشاب الذي حاول أهلها إقناعها به.
تقول: «وأنا في 3 ثانوي كنت بحب واحد جدا، بس أهلي جابولي عريس، واقنعوني اتخطب له لأنه كان راجل وهيحافظ عليا، بس أنا معرفتش ارتاحله، واحبه، وانفصلت عنه، وارتبطت بالشاب اللي كنت بحبه، واتجوزنا، بس ندمت وحسيت إني ظلمت خطيبي الأولاني».
وتضيف: «لما كنت بحبه، مكنش فارق معايا شخصيته، ولا رأي أهلي فيه، ودايما كانوا بيقولوا هو معندوش مسؤولية، بس مكنتش حابة اسمع كلامهم، وكنت ماشيه ورا قلبي، وعرفت بعد الجواز، إنهم كانوا صح، وبقيت أعاني من إهماله ليا، وللبيت، ولابني».
ونصيحة «آية»: هى أن «بلاش تتجوزي واحد بتحبيه، وأهلك مش راضيين عنه، اسمعي كلامهم، وافهمي وجهة نظرهم، وناقشيهم لو مقتنعوش يبقى بلاش»
اهتمام بداية الارتباط راح فين؟.. اعرفي إجابة سؤال المليون
وعن حالة «آية»، يقول استشاري العلاقات الأسرية أحمد عبد الله إن نجاح الزواج من عدمه يتعلق بأمرين اثنين، بغض النظر هل هو زواج بناء على رغبة الأهل، أم رغبة الفتاة، أما الأول فهو مقدار معرفة كل طرف عن الزواج من مفهومه الصحيح.
ويوضح أن «آية» احتكمت لقلبها فقط، ولم تفكر بعقلها، ومدى مناسبة هذا الشاب لحياته، أما الثاني فهو المعايير الصحيحة، والمناسبة، والتي لم تدقق فيها «آية»، وتركت خطيبها الأول، دون أن تفكر على مدى توافر معايير الارتباط الصحيح مع حبيبها.
واختلفت ضحى حمدي، 22 سنة، متزوجة منذ عام، مع رأي «آية» رغم أنها تزوجت بناء على رغبة أهلها، إذ رأت أن رأي الأهل في كثير من الأحيان لايكون صحيحا، تقول: «زي أي بنت، اتقدملي عريس، وبابا وافق عليه، وخد رايي، وشوفته، وبابا قدر يقنعني، بس في الأول مكنتش عارفاه، وكنت حاساه غريب عني وكنت خايفة ميكونش هو الشخص اللي بتمناه، بس شوية بشوية، لقيت نفسي حبيته جدا، وإن رأي بابا كان صح، لما كان بيشكر فيه، واتجوزنا، ولقيت فيه صفات أكتر من اللي اتمنتها، واحنا في انتظار بنتنا دلوقتي، وبشكر بابا إنه قدملي الإنسان الجميل دا».
وأوضح أحمد عبد الله أن نجاح زواج «ضحى»، لم يكن لأنه كان بناء على رغبة الأهل فقط، بل لأن معيار الاختيار كان صحيحا، وأن «ضحى» استطاعت التكيف مع الوضع، واقتنعت برأي أهلها، وبدأت في التعرف على صفاته، وتعاملت على هذه الأساس، عكس «سماح» و«آية»، اللتان رفضن التأقلم مع الوضع، وتعاملن معه وكأنه واقع مفروض عليهن، والمفروض مرفوض.
وعادة يشكل العقل الباطن نفسه على هذا الواقع، وبالتالي يصوره للإنسان، أنه أجبر عليه، وأنه مظلوم، مما يحول بينه وبين تحقيق الرضا والسعادة، وهكذا وبالتالي لم يستطيعا التعامل معه، بحسب رأي «عبد الله».
سوزان فوزي، 26 سنة، قالت: «طول عمري كنت بحاول أهرب من العريس اللي أهلي يحاولوا يقنعوني بيه، لكن مع جوزي الوضع اختلف، معرفش أيه اللي حصل، لقتهم فضلوا يقنعوني لحد ما قولت هشوفوا، وفي الأول كنت حاسه الموضوع صعب، لأ مش عاوزة اتجوز بالطريقة دي، لكن بعد الخطوبة لقيت نفسي حبيته جدا، ولقيت إن أهلي كان معاهم حق لما قالولي إن دا أكتر شخص هيناسبك».
وفي هذه الحالة، قال علاء رجب، إن أهل «سوزان» استطاعوا احتوائها في هذا الموقف، وبالتالي أقنعوها، ومن ثم استطاعت هي التأقلم مع الوضع، وتقبله
ونصح «رجب» الأهل بالتعامل مع هذا المواقف بالتفاهم، وعدم إجبار الفتاة على الزواج من شاب لا ترضى به، كما نصح الفتاة، بأهمية استشارة رأي الأهل نتيجة لخبرتهم في الحياة، بمعنى إن كان الأهل موافقون العريس، في حين أنها رافضاه، على الأهل إقناعها أو رفضه تماما، أما إذا كان العكس، فعلى الفتاة محاولة إقناع الأهل، والاستماع لوجهة نظرهم، وإما الاقتناع بها أو رفض
وأيضا نصح أحمد علام، الأهل بعدم إجبار الفتاة على الزواج من شخص، هي غير مقتنعه به، لأنها قد تشعر بالإجبار، وبالتالي قد لا تشعر معه بالسعادة، وقد تلجأ إلى الخيانة بطرق مختلفة لتشبع رغبة الحب بداخلها.
وأوضح «علام» أن الأهل يقتصر دورهم على التوجيه، والنصح، مؤكدا على أهمية تربية الفتاة على اختيار شريك الحياة منذ نعومة أظافرها.