«الفن التجريدي».. دليلك لفهم الشخبطة

كتبت- شيماء مصطفى:

يجتهد الرسام في تقديم ما فشلت اللغة في التعبير عنه، فنستطيع فهم مراد اللوحة من أحلام وآمال وأفراح وأحزان، لكن عندما نرى الرسومات عبارة عن «شخبطة» فنحن هنا أمام الفن التجريدي الذي ربما يفتقد معظمنا لأهميته خاصة وأن هناك لوحات تباع بالملايين. تقف أمام اللوحات وأوانها مبعثرة في كل زاوية يشكل يبدو عشوائيا ولسان حالك يقول «أكيد المعنى في بطن الشاعر».

ظهر مصطلح الفن التجريدي في القرن العشرين وتحديدا في عام 1910، وهو فن يعتمد على رسم أشكالٍ ونماذج مُجردة، تنأى عن مشابهة المُشخصات، والمرئيات في شكلها الطبيعيّ والواقعيّ، فيختزل الفنان أفكاره، ويشكّلها بالألوان دون توضيح الخطوط، وقد تطور هذا الفن بشكل كبير باختلاف الزمان والمكان.

يعتبره البعض من أقوى أنواع الفنون نظراً لكونه نوع من الفن يتسلل إلى الجانب غير الإدراكي لدى المشاهد، كما أن التعبير عن الأشياء بصورة مغايرة للواقع تجعل من عملية فهم وتقييم هذا الفن عملية صعبة إلى حد ما.

المليجي والمهندس.. 5 مونولوجات ثائرة في السينما المصرية

بين رؤية الفنان وتجريد الأشياء

تعرّف الفنانة التشكيلية ريهام السنباطي الرسم التجريدي لـ"شبابيك" فتقول: «إن الفن التجريدى هو إتجاه فني يقوم فيه الفنان بتجريد الأشياء بعد أخذها من الطبيعة، وإعادة صياغته برؤية جديدة فكل لوحة تنشأ فى بيئة معينة وطابع معين، ومن المهم أن يفهم المشاهد لذلك الفن طبيعة البيئة التى تم رسم اللوحة التجريدية فيها، حتى يستطيع أن يتذوق ما يقدمه الفنان، لذلك نجد أن إشكالية عدم فهم الأعمال التجريدية من قبل المشاهدين أنهم لا يعرفون شيئا عن الفنان الذى قام برسمها وحياته والثقافة التى عاش فيها لأن كل ذلك عوامل تؤثر فى العمل الفنى التجريدى الذى ينتجه الفنان».

وتؤكد «السنباطي»، أن الدارسين لهذا العلم وعلى علم ودراية بالفنون وأنواع المدارس الفنية هم الذين بإمكانهم فهم هذا النوع من الفن، لكن إذا كان الشخص غير متخصصا سيرى العمل الفني كطلاسم أو كأى لوحة ديكورية تعجبه ألوانها مثلا، لكن لن يقرأها أو يفهم العمق الفني والمقصود منها.

هذه المهن «تشجع» على الطلاق

أشهر الفنانين المصريين

يعد الفنان فاسيلي كاندينسكي أحد أشهر المبتكرين والمجددين فى الفن التجريدي بالقرن العشرين، فأصبح رائد التجريدية في العالم بل ومنظّرها الأوّل بلا منازع، على الرغم من أن لوحاته ليست من النوع الذي يروق للعين أو يريح الأعصاب أو يبعث على التفاؤل، فكان بعضها محيّر ومزعج ومشوّش للذهن، وكان من الممكن أن يستخدمها البعض كلوحات ديكورية دون التطرق الى فهمها أو تفسيرها.

أما فى مصر فيعتبر الفنان محسن عطيه من أشهر الفنان التجريديين، وأكد على ذلك المعنى الناقد الفنى صلاح بيصار حين كتب في مقال له بعنوان "من شفرات التجريد إلى مرافئ الدهشة" قائلًا: «من بين قلة قليلة من فنانينا، ظل الفنان محسن عطيه مخلصاً للوحة التجريد، من بداية السبعينيات من القرن العشرين وحتى الآن، مؤكدا على أن اللغة البصرية بما تحمل من رموز وما تعكس من خطوط وألوان وتراكيب وصيغ، تبدو في شفرات تجريدية قادرة على أن تنقلنا إلى مرافئ الدهشة ومنافذ الحلم ،خاصة وأعماله فيها من رحيق الأشياء وسحر الأزمنة والأمكنة،بل وبقايا عناصر من روح الحياة و وشوشات النور للظلمة وهمس الموجودات ،على الرغم من التلخيص الشديد والإيجاز ولاختزال".

6 نصائح لحياة مهنية ناجحة

جذور الفن التجريدي

يؤكد الفنان محمد عبلة، أن جذور الفن التجريدي ترجع إلى ما نراه من زخرفة المعمار فى الفن الإسلامي والمسيحي وأشكال المنسوجات والأوانى الفخارية ورسوم الكهوف التي ترجع إلى فنون الثقافات القديمة، إذ أن العلامات والخطوط والأشكال الهندسية البسيطة المنقوشة، من الأعمال التجريدية التى لها أغراضها التزيينية والرمزية.

وأضاف «عبلة» لـ"شبابيك" بأن الفن التجريدي نشأ وتطور مع تطور وتغير الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في العالم، مشيرًا إلى أن أي رسم يبدأ بشكل تجريدي ويقوم الفنان بوضعه فى شكل تصويري أو تمثيلي أو بورتريه.

ونفى ما يقال أن هذا الفن من الاستسهال، بل هو فكرة لها شرح وقصة، مؤكدًا أن هناك العديد من الأعمال التجريدية تباع بالملايين نظرًا لاسم الفنان وتاريخه الفني.

وأعطى «عبلة» العديد من النصائح، حتى يستطيع العامة قراءة اللوحة التجريدية، من خلال البحث وفهم هذا العلم حتى ولو بالقراءة عنه، عند النظر إلى لوحة تجريدية لابد من النظر طويلًا وبهدوء، فلا تنخدع بالنظر سريعًا وعدم الفهم، بل تعمق داخلها، ثم ألق نظرة على تنسيق الألوان، والرموز والأشكال التى تحتوى الصورة عليها، والإنصات جيدًا إلى فنان العمل وما يشرحه من تفسيرات خاصة بلوحته إلى جانب البحث فى الكتب والانترنت عن اسم اللوحة والفنان وإلى أي مدرسة ينتمى إليها حتى يسهل عليك فهمها.

تغنيك عن مهندس الديكور.. 5 مواقع تروّق بيها شقتك