«جميل وأسمر».. هؤلاء غنوا للأسمراني لكن الحقيقة عنصرية
التراث الشعبي مليان بالأغاني والمواقف اللي بتمجد وبتتغزل في ذوات البشرة السمراء، زي مثلًا «آه يا اسمراني اللون»، و«جميل وأسمر»، و«الشاب الأسمر جنني».
لكن الغزل اللي بنشوفه في الأغاني دي بيختلف عن النظرة العنصرية اللي أوقات بيواجهها ذوات البشرة السمراء في المجتمع.
طيب أيه سبب النظرة الدونية دي؟ ده اللي هنعرفوا معاكم في التقرير ده من «شبابيك»، لكن خلينا الأول ناخد جولة سريعة على بعض الأغاني اللي تغزلت في ذوات البشرة السمراء.
يا أسمر يا عسلي
أغاني النساء في الصعيد ياما اتغزلت في جمال المرأة الصعيدية من خلال مجموعة من الأغاني اللي محفورة في التراث ومن ضمن الأغاني دي أغنية بتتغزل في جمال البنت اللي بشرتها سمرا، والأغنية بتقول:
ياللي لونك من لوني
يا أسمر يا عسلي
المجموعة: يا أسمر يا عسلي
يالالي
في أغنية «يالالي» محمد منير بيقول «دول عايروني وقالولي يا أسمر اللون يا لالي صحيح أنا أسمر وكل البيض يحبوني يالالي». و«منير» في الجملة دي بيبين إن الناس بيعايروه ببشرته السمرا في نظرة دونية، لكن فيه ناس برضه بتحب بشرته ديه.
والحقيقة «منير» غنى عن الجمال الأسمراني في أغاني كتيرة زي «الليلة يا سمرا»، و«ياشمندورة» لما قال فيها «يا أسمر يا سمارة دوبت دوب»، وأغنية «يا بلح أبريم» اللي بيقول فيها «بس احلويت قوي يا سمارة لما اسمريت قوي يا سمارة».
جميل وأسمر
«جميل و أسمر بيتمخطر، شغل قلبي بكام نظرة تقول سكر أقول أكتر من السكر ميتين مرة. احب عينه و تكحيلها ولما باشوفها بادعيلها، يا روحى عليه فى تسبيلها يخلى العقل يتحير يا أسمر»، المطرب محمد قنديل في الأغنية دي بيتغزل في جمال المرأة بأجمل الكلمات.
أسمر يا أسمراني
قصة حب عبد الحليم حافظ ولبنى عبد العزيز في فيلم «الوسادة الخالية» كانت من القصص اللي عشنا معاها تفاصيلها الجميلة وغنينا مع عبد الحليم الأغنية اللي كان بيعاتب فيها حببيته، وفي نفس الوقت بيتغزل فيها وبيقول «أسمر يا أسمراني مين قساك عليا لو ترضى بهواني برضه أنت اللي ليا».
اختلاف النظرة
الشاعر والباحث مسعود شومان بيقول إن فكرة السمار بتختلف نظرتها عند الجماعات الشعبية من الطبقة الدنيا من أهل الأرياف وصعيد مصر عن نظرة الجماعة المتوسطة أو النخبة.
وفقا لـ«شومان»، فالجماعة الشعبية هنلاقي إن عندهم ياما تغزلوا في ذوات البشرة السمراء والتراث الشعبي هنلاقي فيه إن عنترة وأبو زيد الهلالي كانوا ذوات بشرة سمراء حتى في السيرة كانوا بيقولوا على أبو زيد «يا أسمر اللون» وده فيه نوع من الغزل.
وبيحكي «شومان» موقف بيبين جمال النساء ذوات البشرة السمراء وبيقول إن الست في التراث الشعبي لما كانت بتقف وبتبيع البلح الرطب الأسود كانت بتقول بعض جمل الغزل عشان تجذب الناس إنها تشتريه. مثلا كانت بتنادي وتقول:
يا أبو العيون السود
والكحل رباني
والنبي لاركب أمك الطويلة
وأعيد الهز من تاني
فنقدر نقول إن الثقافة التراثية قدرت تقدر جمال النساء والرجال أيضًا ذوات البشرة السمراء وتغزلت فيهم.
«حلوة يا بت الرجالة».. هكذا تغزلت أغاني الخطوبة في المرأة الصعيدية
الطبقة المتوسطة والنخبة
رغم إن الثقافة التراثية تغزلت في جمال البشرة السمراء لكن نظرة الطبقة المتوسطة والنخبة ليهم جت عكس النظرة دي وكانت نظرة عنصرية.
و«شومان» بيشوف إن الأصح بدل ما نقول إنها نظرة عنصرية إننا نقول عليها إنها نظرة راجعة لميول ثقافية خلت الطبقة المتوسطة منحازة للنمط الأوروبي وللنساء ذوات البشرة البيضاء.
البشرة البيضاء متصدرة
والانحياز ده نتيجة لأنها البشرة المتصدرة في جميع الأفلام والمسلسلات وبقى مقياس الجمال عند الطبقة دي إن البنت تكون شعرها أصفر وبشرتها بيضة وعينيها ملونة، وده من اللي شافوه في الحياة حواليهم، وبقى جزء من وعيهم منحاز لذوات البشرة البيضاء لأن ده اللي تم تصديره ليهم من خلال وسائل كتير.
الانحياز لسمات السمر
مع إنهم لو انحازوا لذوات البشرة السمراء هيلاقوا إن عندهم صفات متميزة على المستوى الجمالي والخلقي، وكمان أريحية في التعامل معاهم، وفيه ناس فعلًا اتعاملت معاهم ولمسوا الجانب الجمالي من جوا ومن برا عندهم.
نظرة دونية نتاج جهل
أما الناس اللي لسة بتبص عليهم بنظرة دونية، فبيقول «شومان» إن ده نتاج جهل وغياب المعرفة بسمات وملامح ذوات البشرة السمراء.
ويوضح أن بعض الناس اللي بتبص على الأفارقة بنظرة دونية دول عندهم جهل وميعرفوش إن المصريين قديمًا كان فيه علاقات تعاون قائمة بينهم وبين الأفارقة وفيه دراسات كتير بتبين التعاون ده وبتعرفنا على الثقاقة الافريقية.
العنصرية موجودة
كوثر علي بتشوف إن العنصرية موجودة في مجتمعنا بس مش بنعترف بيها، يعني تلاقي واحد مثلًا بيقول البنت دي سمرا بس دمها خفيف ومش واخد باله إنه مجرد ما صنف وقال «سمرا» إنه عنصري.
وعن العنصرية اللي واجهتها في حياتها «كوثر» بتقول «واجهت بعض الأشخاص اللى بيسخروا من اللون مش أنا بس، وده بسبب الجهل».
ساب البنت بسبب لون بشرتها
بتحكي نورهان سيد عن النظرة العنصرية اللي شافتها بتحصل قدامها، وبتقول «اعرف واحد شاف صورة بنت كانت فيها حاطة ميكب وشكلها جميل وقرر إنه يتقدم ليها بعد ما شاف صورتها وأول لما شافها من غير ميكب ولقى بشرتها سمرا غير نظرته تجاهها وصارحها إنها سمرا على عكس الصورة اللي شافها وسابها مع إن البنت جميلة حتى وهي مش حاطة ميكب والناس كلها شايفاها جميلة برضوا».