الاتحاد الحر.. بهذه الطريقة أحرج طلاب الجامعات «مبارك» في 2006
تأجيل المجلس الأعلى للجامعات انتخابات اتحاد الطلاب، دفع الاتحاد القائم بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة منذ العام الماضي؛ للدعوة لإجراء انتخابات معتبرين أن قرار التأجيل «عبث بمصير الملايين من الطلاب في كافة الجامعات».
هذه الدعوة تعيد للأذهان فكرة اتحاد الطلاب الحر (الموازي)، التي أسسها طلاب بالجامعات المصرية خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2006، وتم تعميمها على باقي الجامعات. الأمر الذي دفع النظام الحاكم وقتها لعمل لائحة 2007 الطلابية.
في هذا التقرير نتناول فكرة اتحاد الطلاب الحر (الموازي)، وتأثيره وماذا لو أعاد الطلاب تكراره.
طلاب الإخوان والاتحاد الحر
شهدت الجامعات المصرية عام 2006 تجربة اتحاد الطلاب الحر، وهى التي تبناها ودعا إليها طلاب الإخوان المسلمين بعد أن يئسوا من إمكانية اجراء انتخابات طلابية تعبرعن صوت الطلاب، بدعوى وجود اتحاد طلاب فعال ومؤثر ليس لإدارة الجامعة أو الأمن سلطان عليه.
جاء قرار إنشاء الاتحاد الحر فى سياق انتخابات عام 2006 ففى هذا العام جاءت انتخابات الاتحادات الطلابية، خاصة بعد أن تم فتح باب الترشيح لعدة ساعات وليوم واحد فقط، الأحد 11 يونيو 2006، عقب أجازة عيد الفطر مباشرة ولم يعرف به الكثير من الطلاب.
«حلم انتخابات الاتحاد يبتعد».. لائحة الطلاب لا تجد من يتولى تعديلها
المفاجأة
ومع انتظار قوائم المرشحين النهائية، فوجئ الجميع بشطب الطلاب "الغير مرضي عنهم من الأمن"؛ لتجرى انتخابات هذا العام وقد حسم أغلبها بالتزكية وسط ضجة شديدة أثارها الطلاب الرافضون لاستمرار هذه الأوضاع.
خرجت مظاهرات للطلاب وعارضوا مصادرة رأيهم، وجاءت مبادرة "طلاب الإخوان" بالدعوة لانتخاب اتحاد طلابي حر ليكون بديلاً لاتحاد الطلاب الرسمي الذي أجمع عدد من الطلاب المسيس وغيرهم على أنه لم يعد يمثل أحد.
جامعة القاهرة
جرت انتخابات الاتحاد الحر في أكثر من جامعة بشكل غير مركزي. واختارت كل جامعة وكل كلية النظام الذي تتم به الانتخابات، ففي جامعة القاهرة تم انتخابات أمين وأمين مساعد لكل فرقة ومن هؤلاء تم انتخاب أمين لاتحاد الجامعة ونائبين وسكرتير.
جامعة حلوان
أما جامعة حلوان فقد اختلف الأمر، فقد تم انتخاب أعضاء اللجان الست الموجودة بالاتحاد (الثقافية، والفنية، والرياضية، والأسر، والاجتماعية، والجوالة) أولاً ومن هؤلاء تم تصعيد أمين وأمين مساعد لكل لجنة ثم أمين وأمين مساعد للكلية ثم تم انتخاب أمين اتحاد الجامعة.
أدت عدم مركزية التجربة إلي ظهور أنماط وأنظمة مختلفة لتشكيل الاتحاد مما أثرى التجربة بشكل عام، خاصة بعد مشاركة كثير من التيارات السياسية في التجربة، باتفاق بين طلاب الإخوان والإشتراكيون الثوريون في جامعة القاهرة، وقائمة طلاب من أجل التغيير في جامعة حلوان.
هل يتمرد الطلاب ويلجؤون لـ«الاتحاد الموازي»؟ أطراف الأزمة تجيب
المستقلين والانتخابات
مسئول ملف الحقوق والحريات الطلابية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، محمد ناجي، قال إن اتجاه طلاب بالجامعات إلى تجربة (الاتحاد الموازي)، شكل جيد لهم وتثبت وعي الطلاب ومدى حرصهم على انتقال الراية منهم لمن خلفهم، حتى إن لم يتم الاعتراف بهم من قبل الجامعات.
وأضاف «ناجي» في تصريح لـ«شبابيك» أن هذا اجراء طبيعي ناتج عن تعنت وزير التعليم العالي أشرف الشيحي، في عدم اجراء انتخابات اتحاد الطلاب.
وذكر أن تجربة الاتحاد الموازي فى الأعوام الماضية جذبت أعدادا كبيرة من الطلاب (المسيس والمستقل)، للمشاركة في انتخاب زملائهم، وبلغ عدد الناخبين في كلية طب قصر العيني (3000) طالب وفي تجارة القاهرة (7000) طالب وفي آداب القاهرة أكثر من (1200) طالب وفي هندسة حلوان 2000 طالب.
واعتبر أن مشاركة الطلاب بهذه الأعداد الكبيرة وقتها جاءت لتعبر عن اهتمامهم بأن يكون هناك اتحاد طلابي يمثلهم ويعبر عنهم ويدافع عن حقوقهم.
يجب اختصام الطلاب للوزارة قضائيا
المحامي الحقوقي مهاب سعيد، اعتبر أن وجود اتحاد موازي بين طلاب الجامعات خلال الفترة الحالية، لن يكون قانوني ولن يعتبر ورقة ضغط على النظام، خاصة أن الوزارة أصبح لها كيانات مثل «صوت طلاب مصر ، وتحيا مصر» ستسعى هي أيضا لتكوين كيان موازي ويصبح لدينا أكثر من اتحاد على الساحة ويظل المشهد ضبابي.
وأضاف لـ«شبابيك»، أن الايجابي في الأمر هو زيادة وعي الطلاب بعيدا عن التحزب والانتماءات السياسية، وهي ظاهرة صحية، كما يجب على الطلاب اختصام الوزارة أمام القضاء لاجراء الانتخابات لربما يتم انصافهم، مؤكدًا على ضروة وجود الاتحاد ليكون نقابة طلابية حقيقية تمثل جميع الطلاب وليس أعضاءه فحسب.
مبارك ومواجهة الاتحاد الحر
مثّل ظهور فكرة الاتحاد الحر اضطراب لنظام مبارك والأجهزة الأمنية حينها، مما دفعهم للسيطرة على الجامعات، بزرع الأجهزة الأمنية داخل الحرم الجامعي، لمتابعة تحركات واحتجاج الطلاب أو مظاهراتهم.
لم يكن هذا فحسب بل تدخلت الأجهزة الأمنية في شئون الاتحادات الطلابية ومنع عدد من الأنشطة، وتسخير أفراد من الأمن الإداري والموظفين وبعض الطلاب والخريجين للتصدي لأي نشاط طلابي.
كما وصل الأمر إلى حرمان الطلاب الناشطين من حقوقهم واستبعادهم من السكن بالمدن الجامعية ورفض تعينهم معيدين بالكليات تزوير انتخابات الاتحادات، بحسب قيادات طلابية.
طلاب مشاركون بمؤتمر تعديل لائحة الاتحاد: مش عارفين جايبنا ليه